كل مذهب له (هُبل) يتعبده.. صنيدح منتقدا قدسية وصنمية بعض المشايخ والمراجع

زاوية الكتاب

كتب 1266 مشاهدات 0



الوطن

فيض المشاعر

أُعلُ هُبَل

مبارك صنيدح


بعد مرور اكثر من 14 قرناً على هدم الأصنام حول الكعبة وعلى رأسهم كبيرهم (هُبل)..سلطت أضواء الجاهلية بعبوديتها الصنمية من جديد على طواغيت العصر الحديث وكلٌ منهم علئ هيئة (هُبل) حيث شعوبهم تمارس طقوس العبودية المشينة لصنمهم وتذرف دموع المهانة والذل والقهر الى ان ثار (بوعزيزي) وأشعل ثورة قامت بتحطيم صنم (هُبل) في بعض الدول العربية.
والمتابع للشأن السياسي ويرصد تغريدات التويتر حول بعض الرموز السياسة يلاحظ أنهم صنعوا منهم (هُبل) سياسيا من حيث لايشعرون واصبحوا من سدنته تقدسه وتعظمه ولاهم لهم سوى التسبيح بذكره أناء الليل وأطراف النهار والحوقلة على من يعاديه.. وعلقوا مفاتيح عقولهم حول رقبته فلا زناد فكر يقدح بالنقد ولا شجاعته في توجيه النصح والارشاد..تقمصوا دور السدنة والمريدين فأخطاء رموزهم حسنات وخطيئاتهم تُجهز لها المبررات..وعندما توجه لهم سهام النقد يثور عليك السدنة وتوجه لك كل التهم وتلفق لك كل أوصاف الخيانة ويسحب منك بساط الوطنية وتطرز بثوب الانبطاحية ويهجوك شاعرهم ويلمزك مريدهم ويخرجك من المِلة مفتيهم.
وفي عالمنا الاسلامي هناك بعض المشايخ والمراجع وشخصيات ضربت حولها هالة من القدسية والصنمية الدينية..وكل مذهب له (هُبل) يتعبده.. ويقوم سدنته ومريدوه بتقبيل رأسه ويديه ويحملون حذاءه ويتبركون بقطرات الماء التي تتساقط من لحيته..انتقاده جريمة وطنية والتعرض له فتنة مذهبية ومخالفته خروج من الملة وخلع ربقة الاسلام عن العنق..و بفتاوى(هُبل) وتصريحاته المتطرفة يورد مجتمعه ووطنه المهالك ويشعلون فيهم نار الفتنة وقودها السدنة والتي لاتبقي ولاتذر وتحرق الاخضر واليابس وتهلك الحرث والنسل.
والدراويش والسدنة في كل مجال سياسي او ديني يهزون رؤوسهم كما يفعل المبتدعة من الصوفية في سكرة الجهل وغمرة الهيمان وغياب العقل وفي حضرة العبودية الطاغية يرددون بأعلى صوتهم (أُعلُ هبل..أُعلُ هُبل).
وقديماً أنشد سيد قطب:
هتافة التهريج ماملوا الثناء
زعموا له..ماليس للأنبياء
ملكٌ تجلبب بالضياء وجاء من كبد السماء
هو فاتحٌ...هو عبقريٌ
ملهمٌ هو مرسلٌ..هو علمٌ ومعلمٌ
هُبلٌ..هُبلٌ

مبارك صنيدح

 

تعليقات

اكتب تعليقك