من الذي اغتال عماد مغنية ؟
عربي و دوليدمشق وطهران وعمان في دائرة الاتهام .. وإسرائيل مستبعدة !
فبراير 22, 2008, منتصف الليل 1751 مشاهدات 0
وسط الذهول الذي تسبب به اغتيال عماد مغنية العقل المدبر والذراع الضارب لحزب الله اللبناني تاه السؤال الأكثر إلحاحا حول هوية الطرف الذي أقدم على توجيه هذه الضربة القاصمة لـ( رجال الله) كما يسميهم مناصروهم والمبهورون حتى الصدمة بتجربة هذا الحزب.
البوصلة في هذا السياق تتجه نحو ثلاثة اتجاهات وخيارات أحلاها مر بالنسبة لحزب الله الذي بدا مؤخرا انه يخسر على عدة أصعدة: السياسي والأمني والشعبي منها على حد سواء .
إيران متهمة والثورة الإسلامية تأكل أبنائها !
الطرف الأول الذي يمكن توجيه الاتهام له في اغتيال مغنية على عكس ما يتوقع كثيرون هي طهران التي احتضنت ورعت مغنية حتى بدا ان دوره المفترض انتهى وبات عبئا عليها وهي التي تتلقى الضربات والضغوطات من كل حدب وصوب.
هذا السيناريو يبدو معقولا اذا ا علمنا ان محكمة أرجنتينية أدانت مؤخرا 7 مسؤولين ايرانيين وثامنهم مغنيه، من بينهم ساسة وامنيون وصناع قرار على رأسهم رفنسجاني وولايتي (وزير الخارجية السابق) في حادثة تفجير معبد يهدودي في بيونيس ايريس العاصمة الارجنتينية عام 1996.
وحتى تكتمل الصورة أصبح التخلص من مغنية الذي يمكن أن يكون قد تقاعد كما يبدو منذ سنوات -بدليل تأجير بندقيته لغير جهة ونقلها من كتف الى آخر وعرض خدماته على كثيرين- اصبح مواتيا لإغلاق ملفات كثيرة سببت صداعا لنظام الملالي في طهران خاصة وان الادانة الدولية طالت هذه المرة مسؤولين كبار في الحرس الثوري.
سورية ليست خارج دائرة الاتهام !
العارفون بصلابة الساحة الأمنية السورية يدركون بأنه قد يكون 'وراء الأكمة ما ورائها' في حادثة اغتيال مغنية فلا احد يصدق ان يتم الوصول لمغنية على الأرض السورية بهذه البساطة ووسط غفلة من القبضة الأمنية السورية لولا تراخ هذه القبضة اوتسهيلها لهذه المهمة في محاولة من دمشق لإخلاء ساحتها وإرسال رسائل تطمينات في غير جهة لواشنطن وفرنسا والمجتمع الدولي انها يمكن ان تغير وتبدل وان حلفها مع حزب الله وايران ليس مقدسا ولا ابديا.
السيناريو المفترض هنا ان دمشق اما انها قامت بعملية اغتيال مشتركة مع فريق امريكي او انها غضت الطرف عن هذه العملية التي نفذها كوماندوس امريكي.
والهدف التخلص من عبء امني والتودد لواشنطن وإرباك الساحة الدولية واللبنانية بملهاة جديدة تعيد خلط الأوراق وتمنحها فرصة اخرى وكسبا جديدا للوقت في لعبة المد والجزر الاقليمية.
عمان تنتقم لانتهاك سيادتها !
في ذات الإطار يبرز الدور الأردني المفترض في اغتيال مغنية كمفاجأة مدوية وقد يتساءل البعض عن مصلحة عمان من اغتيال مغنية او ضري حزب الله اللبناني وتقديم خدمة مجانية لاسرائيل.
الامر ابعد من تقديم خدمات فجهاز المخابرات الأردنية ينشط منذ فترة على الساحة اللبنانية الى جانب عشرات الأجهزة الاستخبارية الأخرى الأمر الذي قد يكون سهل له المشاركة في تنفيذ هذه المهمة. خاصة وان لجنة التحقيق السورية وعدت بكشف حقائق ومعلومات مذهلة في الأيام المقبلة.
مراقبون يرون انه ان صحت هذه المعلومات فان الأردن تكون قد وجهت ضربة قوية بالفعل لحزب الله اللبناني الذي دخلت معه في صراع غير معلن منذ سنوات بعدما ضبطت الأجهزة الأمنية الأردنية إفرادا حاولوا تهريب صواريخ كاتيوشا واسلحة للاردن بتدريب وتنظيم من حزب الله .
مصادر تؤكد ان الأردن حمل مسؤولية اغتيال دبلوماسي اردني في بيروت عام 96 لمغنيه الذي اعد آنذاك خطة تخريبية لمعاقبة كل الدول العربية والإسلامية التي دعمت العراق ابان الحرب مع ايران ومن ابرز هذه الدول الأردن .
وخلال السنوات الماضية شن تلفزيون المنار التابع لحزب الله حملة إعلامية ضد الأردن الرسمي خاصة فيما يتعلق بتوقيعه لمعاهدة السلام مع إسرائيل ، وفي آخر تطور سلبي على صعيد العلاقة بين الطرفين ضبطت الأجهزة الأمنية الأردنية قبل أشهر شبكة تنظيمية مرتبطة بحركة حماس اعترف فرادها بتلقيهم تدريبات واوامر من قبل مسؤولين في حزب الله اللبناني لتهريب الاسلحة الى الاراضي الفلسطيني عبر الحدود.
ووصل العداء مع حزب الله الى درجة رفض الأردن شمول الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية ضمن صفقة التبادل الأخيرة التي عقدها الحزب مع اسرائيل . وترى الأردن التي حذرت عبر العاهل الأردني غير مرة من هلال شيعي في المنطقة في حزب الله اللبناني امتدادا جغرافيا وعسكريا لإيران ونفوذها.
وينظر الى أجهزة الاستخبارات الأردنية على انها واحدة من اقوى وأفضل الأجهزة الأمنية في العالم العربي خاصة بعدما تصدرت واجهة محاربة الارهاب ووجهت عدة ضربات قاسية لتنظيم القاعدة كان ابرزها اختطاف مسئول عمليات الاغتيال في التنظيم في العراق المدعو بـ ( زياد الكربولي) إضافة للمشاركة في اغتيال زعيم التنظيم ابو مصعب الزرقاوي . ولذلك يعتقد انها مؤهلة تماما لتنفيذ عملية حساسة ودقيقة كهذه العملية.
اسرائيل مستبعدة !
الأكثر إثارة فيما يطرح من سيناريوهات لتفسير مقتل مغنية هو استبعاد إسرائيل تماما على اعتبار ان تل ابيب ليست معنية بنفي أي يد لها بل على العكس تماما فهي في حالات مشابهة جاهرت وتبجحت بتنفيذ اغتيالات مدوية بينما بدت هذه المرة متفاجئة من هذه الخدمة المجانية.. فهل تحول الامر الى حرب ضد ( الإرهاب) بالوكالة ؟!!.
الآن - خاص
تعليقات