ياصغيري أجبني ماهو اسمك؟

زاوية الكتاب

كتب 1964 مشاهدات 0


تتباطؤ حركة المركبات فجأة وتعلن أضواؤها الخلفية عن وجود ازدحام اضطراري فتصطف المركبات تباعا ليتوقف المسير، وبينما أحاول إقناع نفسي بأنه توقف قصير، وسننطلق بعده سريعا، أتحايل على الوقت بافتعال حديث مع رفيقي في الرحلة ابن أخي الصغير: هيا ياصغيري أجبني ماهو اسمك؟ الطفل: صالح بابا جدي، أجيب بضحكة سرور لبراءته المطلقة، وأصحح: بل اسمك هو صالح فراس البدر، فيباغتني بسؤال وهو يراقب الشارع المزدحم بالسيارات المتوقفة: عمتي لماذا بابا لا يعود إلينا؟ فأضيع أنا في بحر صمت تغرقني أمواجه ذهولاً وحيرة طرأت على عقلي وعلى أفكاري فكيف أنجو من غرق هذا السؤال العميق الذي إن أجبته صادقة أغرقت الطفل معي في واقع حياة ظالمة وإن كذبت إنقاذاً له أصبحت بذلك كاذبة متخلية عن مبدئي في الصدق بماذا أجيب يا ترى؟ هل أصدقه القول وأجيب أنه غائب وأمر عودته ليس بيديه؟ أنه معتقل في سجونهم لأنه أراد الحرية؟ لأنه يا ابن أخي أراد لك ولأخواتك حياه هنية تعيش بها بحقوق انسانية؟ تتعلمون وتتطببون وتعملون كبقية أقرانكم، لأنه اعتصم سلمياً رافعاً علم بلاده يذكّرهم بحق مواطنته المسلوب منه بغير حق، فأخذوه عنوة ورموه في سجون الاعتقال، يخرجني  صوت بوق السيارات التي خلفي من صمتي الغريق وتنبهني بضرورة المسير فأنطلق بسيارتي من جديد وأجيب : إنه مسافر يا عزيزي بصحبة أصدقائه وهو سعيد حتما، سعيد لأنه اختار هذه الرحلة وسينجز المهمة وسيعود.. قريباً سيعود.

الآن-رأي : بشائر البدر

تعليقات

اكتب تعليقك