تبادل فاضح ومشين للأدوار، الجميل واصفا تحول الموالاة لمعارضة، والمعارضة موالاة

زاوية الكتاب

كتب 716 مشاهدات 0


 

 

 


عالم اليوم

 

ضحك كالبكا
دنيا دوّارة!!
كتب عبدالهادي الجميل
كان أكثر ما ساء الناس واستفزهم في البرلمان السابق؛ احتقار كتلة الموالاة لمواد الدستور وانحيازها الدائم إلى جانب الحكومة. فما أن يعلن أحد نواب المعارضة نيته استجواب رئيس الوزراء أو أحد الوزراء حتى تصطف كتلة النوّاب العقلاء+ كتلة ما أكل السبع+ الكتلة الشيعية(ماعدا حسن جوهر الذي لا يجيد الاصطفافات بأنواعها)، مشكّلين حائط صد قويا للحيلولة دون إصابة المرمى الحكومي المكشوف بأي هدف نيابي، فيعلنون معارضتهم للاستجواب قبل أن يتم تقديمه!! لهذا السبب أطلق الناس على هؤلاء النوّاب عدة ألقاب، من بينها؛ نوّاب إلاّ الرئيس، الإنبطاحيين، والقبّيضة فيما بعد. ولهذا السبب أسقطهم الشعب في صناديق الاقتراع خلال الانتخابات النيابيّة الأخيرة، وأتى بآخرين جدد يبدو أن بعضهم لا يختلف كثيرا عن سابقيه!
فما أن أعلن النائب صالح عاشور، وهو أحد نوّاب كتلة إلاّ الرئيس السابق، عن نيّته استجواب وزير الداخلية، حتى بدأ حائط الصد النيابي السابق بالتشكّل من جديد ولكن بأسماء وأشكال جديدة، فلأول مرّة يخلو حائط الصد من نائب شيعي، ولأول مرة يضم نوابا في المعارضة مثل الدكتور وليد الطبطبائي ومبارك الوعلان!!
نحن الان أمام تبادل فاضح ومشين للأدوار، الموالاة أصبحت معارضة، والمعارضة أصبحت موالاة، ومحور تبادل الأدوار هذا هي الحكومة التي لم تكن جيّدة في السابق، ولم تتحسن كثيرا في الحاضر.
النائب الطبطبائي رمى غترته وعقاله في ساحة الإرادة مطالبا رئيس الحكومة السابق بالاستقالة، وكاد أن يرميهما مجدّدا قبل عدة أيام دفاعا عن وزير الداخلية، ولم يكتف بذلك، بل خاطب النائب عاشور قائلا «بل استجوابك واشرب مايه»، أما النائب الجديد أسامة المناور فقد ربّت على كتف وزير الداخلية مطمئنا إياه بقوله «أبشر بطول سلامة يا مربعُ»، وهي سلامة لا يستحقها مربع المذكور، خصوصا اذا ما علمنا بمقدار تقصيره في التصدّي لحالات شراء الأصوات التي تم رصدها وتوثيقها خلال الانتخابات، بالإضافة إلى فشله الذريع في تطبيق القانون ضد من أهان قبيلة النائبين مبارك الوعلان وخالد شخيّر، وهي إهانة غير مسبوقة ولم تحدث حتى في عهد وزير الداخلية السابق. وبدلا من أن يتصدّى هذان النائبان لوزير الداخلية، نجدهما يصطفّان في حائط الصد النيابي، فالأول يرد على النائب عاشور قائلا «الميدان يا حميدان، و رّونا بطولاتكم»! أما الثاني فقد وصف وزير الداخليّة بالإصلاحي وقال «لن نقف مكتوفي الأيدي، وسنقدم الدعم لوزير الداخلية في قاعة عبدالله السالم».
لا يمكن وصف مواقف هؤلاء النوّاب سوى بالطائفيّة أو الانتهازيّة، لأنها متطابقة تماما مع مواقف كتلة إلاّ الرئيس التي عارضناها وحاربناها طوال السنوات الماضية لانتهاكها الدستور وعدم احترامها للبرلمان، وقيام كتلة الأغلبية المعارضة في المجلس الحالي بمثل هذه الممارسات الان، ليس له تفسير عندي سوى أننا قد خُدِعنا في ساحة الإرادة وساحة التغيير وساحة العدل.

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات

اكتب تعليقك