(تحديث1) وسط استمرار اراقة الدماء
عربي و دوليإجمالي القتلى المدنيين تجاوز 7500 شخصا، والسوريون يوافقون على الدستور الجديد، والامم المتحدة: استفتاء سوريا 'من المستبعد أن يكون ذا مصداقية
فبراير 28, 2012, 7:24 م 1237 مشاهدات 0
قالت الامم المتحدة يوم الثلاثاء ان 'أعلى بكثير من 7500 شخص' قتلوا في سوريا خلال حملة الحكومة ضد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية وذلك بخلاف تقديرات سابقة للمنظمة الدولية بأن العدد يتجاوز ألفي قتيل.
وأبلغ وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو مجلس الامن الدولي 'تشير تقارير جديرة بالثقة الى أن العدد الاجمالي للقتلى حاليا يتجاوز دائما 100 مدني في اليوم بينهم كثير من النساء والاطفال. من المؤكد أن العدد الاجمالي للقتلى حتى الان أعلى بكثير من 7500 شخص.'
قصفت المدفعية السورية مناطق تسيطر عليها المعارضة في مدينة حمص يوم الاثنين في الوقت الذي اعلنت فيه حكومة الرئيس بشار الاسد ان الناخبين وافقوا بأغلبية ساحقة على دستور جديد في استفتاء وصفه منتقدوه في الداخل والخارج بانه زائف.
وبينما يحتدم الجدل بين القوى الاجنبية بشأن امكانية تسليح المتمردين قالت وزارة الداخلية السورية ان الدستور الجديد الذي قد يبقي الاسد في السلطة حتى عام 2028 نال موافقة 89.4 في المئة من اكثر من ثمانية ملايين ناخب.
ووصف معارضون سوريون وزعماء غربيون عملية التصويت يوم الأحد بأنها مهزلة كونها جرت وسط اعنف اضطرابات تشهدها البلاد منذ عقود رغم ان الاسد يقول ان الدستور الجديد سيقود الى انتخابات متعددة الاحزاب خلال ثلاثة اشهر.
وقال مسؤولون ان نسبة الاقبال على التصويت اقتربت من 60 في المئة لكن دبلوماسيين تجولوا في مراكز الاقتراع بالعاصمة قالوا انهم رأوا أعدادا قليلة من الناخبين عند كل مركز. وقتل في نفس يوم التصويت 59 شخصا على الاقل في اعمال عنف بانحاء البلاد.
ويقف المجتمع الدولي عاجزا عن وقف اعمال العنف في سوريا حيث أدى قمع الاحتجاجات السلمية الى ظهور تمرد مسلح من قبل منشقين عن الجيش واخرين.
وانضمت قطر الى المملكة العربية السعودية في الدعوة لتسليح المتمردين السوريين مع استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) مرتين لاعاقة اي اجراء من جانب مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني في اوسلو ان الوقت حان لتقديم الاسلحة للسوريين.
وأضاف 'أعتقد أن علينا عمل ما يلزم لمساعدتهم (المعارضة) بما في ذلك تسليحهم للدفاع عن أنفسهم.'
ويقول الاسد انه يقاتل 'جماعات ارهابية مسلحة' مدعومة من الخارج ويعارض أقرب حلفائه روسيا والصين وايران بشدة اي تدخل خارجي يهدف الى اضافته الى قائمة الزعماء العرب الذين اطاحت بهم ثورات شعبية العام المنصرم.
ووصفت الصين سياسة الولايات المتحدة في المنطقة بانها 'غطرسة فائقة' وحذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين من اي تدخل يتخطى مجلس الامن الدولي.
وسقطت يوم الإثنين قذائف وصواريخ على مناطق يغلب على سكانها السنة في حمص التي تقصفها القوات السورية منذ أسابيع فيما تحاول قوات الاسد اخماد انتفاضة مستمرة منذ قرابة عام.
وقال النشط المعارض محمد الحمصي لرويترز متحدثا من حمص ان القصف العنيف بدأ على الخالدية وعشيرة والبياضة وبابا عمرو والمدينة القديمة فجرا.
وأضاف أن الجيش يطلق النيران من الطرق الرئيسية على الازقة والشوارع الجانبية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ان تسعة اشخاص قتلوا في قصف بابا عمرو. وكرر مراقبون بينهم مراقبو الصليب الاحمر روايات نشطاء المعارضة.
وقال شاهد ان حشودا تجمعت في منطقة كفر سوسة بدمشق التي يوجد بها عدد من مقار الاجهزة الامنية لتشييع جثامين ثلاثة شبان قتلوا في احتجاج يوم الاحد.
وردد المشيعون هتاف 'الله سوريا وحرية وبس' بدلا من الهتاف المعتاد 'الله وسوريا وبشار وبس.'
ولم تتمكن اللجنة الدولية للصليب الاحمر من التوصل الى وقف يومي لاطلاق النار يسمح بإجلاء الجرحى وتوصيل المساعدات التي يحتاجها السكان بشدة. وقالت اللجنة ان الاوضاع في مناطق من حمص تسوء كل ساعة.
وقال هشام حسن المتحدث باسم الصليب الاحمر في جنيف 'ما زلنا نتفاوض. كل ساعة وكل يوم يحدث فرقا.'
وتجري اللجنة محادثات مع السلطات السورية وقوات المعارضة منذ أيام لتأمين الدخول للاحياء المحاصرة مثل بابا عمرو حيث قال نشطاء محليون ان مئات المصابين يحتاجون العلاج وان الاف المدنيين يواجهون نقصا في المياه والاغذية والمؤن الطبية.
ولا يزال اربعة صحفيين اجانب محاصرين في بابا عمرو بينهم اثنان مصابين. وقتلت الصحفية الامريكية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي اوشليك في 22 فبراير شباط.
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه يتمنى انقاذ الصحفيين المحاصرين قريبا. وقال لراديو (ار.تي.ال) 'الوضع متوتر جدا لكن الامور بدأت تتحرك فيما يبدو.'
وقالت روسيا ان دبلوماسييها في سوريا يحاولون ترتيب هدنة انسانية في حمص واقترحت ان تمارس الدول الغربية ضغوطا على القوات المتمردة هناك للتعاون. وتزايدت المخاوف الدولية تجاه الاوضاع في سوريا لكن الغرب لا يرغب في تدخل عسكري على غرار حملة حلف شمال الاطلسي في ليبيا والتي ايدتها الامم المتحدة.
وقال رئيس الوزراء القطري ان التدخل في ليبيا يمكن أن يكون نموذجا يحتذى لكنه قال ان الدول العربية والاسلامية يجب ان تأخذ دور القيادة في اي تحرك من هذا النوع.
وقال الشيخ حمد انه يبدو ان حكومة ورئيس سوريا قررتا مواصلة القتل على امل وقف الانتفاضة. واضاف ان الدول العربية ستظل تساند الشعب السوري وستفعل كل ما هو ضروري لذلك.
وساعدت قطر قوات المعارضة الليبية في الاطاحة بمعمر القذافي العام الماضي وذلك بالاسلحة والقوات الخاصة.
وقال الشيخ حمد منتقدا الفيتو الروسي والصيني 'حيث أننا فشلنا في عمل شيء في مجلس الامن أعتقد أن علينا محاولة عمل شيء ما لارسال مساعدة عسكرية كافية لوقف القتل.'
لكن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال ان القوى الغربية تتعشم أن تتمكن الدبلوماسية من تغيير وجهات النظر. وأضاف 'نمارس ضغطا على الروس اولا والصينيين بعدهم حتى يتخلوا عن الفيتو.'
وكرر رئيس الوزراء الروسي بوتين معارضة موسكو لاي تدخل عسكري في سوريا.
وقال بوتين 'اتمنى ألا تحاول الولايات المتحدة والدول الاخرى... تنفيذ سيناريو عسكريا في سوريا دون موافقة من مجلس الامن.'
وأقر الاتحاد الاوروبي جولة جديدة من العقوبات الاقتصادية يوم الاثنين تستهدف البنك المركزي السوري وبعض الوزراء وتشمل أيضا حظرا على تجارة الذهب والمعادن النفيسة الاخرى مع مؤسسات الدولة وحظر دخول طائرات الشحن السورية.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان الاجراءات تهدف الى 'تضييق الخناق' على دمشق. وتعهد بدعم خطة جامعة الدول العربية التي تطالب الاسد بالتنحي في اطار انتقال سياسي في سوريا.
لكن موسكو تدعم الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة لوقف اراقة الدماء.
ووصف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الاستفتاء بأنه 'خطوة مهمة على طريق الاصلاحات' وانتقد اجتماع (أصدقاء سوريا) في تونس يوم الجمعة حيث التقت قوى غربية وعربية بزعماء للمعارضة السورية بوصفه 'أحادي الجانب'.
وألغى الدستور الجديد مادة كانت تقصر على حزب البعث الحاكم قيادة الدولة والمجتمع ويسمح بالتعددية السياسية ويقصر الفترات الرئاسية على فترتين مدة كل منها سبع سنوات.
لكن هذا القيد على فترات الرئاسة لن يطبق بأثر رجعي مما يعني ان الاسد (46 عاما) الذي يتولى السلطة منذ 11 سنة بالفعل يمكن ان يتولى فترتين اخريين بعد انتهاء ولايته الرئاسية الحالية في 2014 .
وترفض المعارضة الاصلاحات المقترحة قائلة ان الاسد ووالده الذي حكم 30 عاما من قبله تظاهرا دوما بالقبول بالالتزامات القانونية دون فعل.
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه للتلفزيون الفرنسي ان الاستفتاء بانه 'مهزلة مقبضة' .
ويجري الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان والذي يشغل حاليا منصب مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية بشأن سوريا محادثات في جنيف مع جوبيه ووزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي على هامش اجتماع مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة. وايران من بين الحلفاء القلائل الباقين للرئيس السوري بشار الاسد بينما قامت فرنسا بدور بارز في الجهود الدولية الرامية لعزله سعيا لوقف اراقة الدماء.
ويحاول معارضو الاسد جاهدين من اجل توحيد صفوفهم منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار. وانشق 20 شخصا على الاقل من الاعضاء العلمانيين والاسلاميين عن المجلس الوطني السوري لتشكيل مجموعة العمل الوطني السوري
قالت الامم المتحدة يوم الاثنين ان الاستفتاء الذي أجري في سوريا وأسفر عن الموافقة بأغلبية ساحقة على الدستور الجديد 'من المستبعد أن يكون ذا مصداقية' وحثت الحكومة على التركيز على وضع نهاية للاضطرابات الاشد دموية في البلاد منذ عقود.
وأظهر العالم الخارجي عجزا عن وقف أعمال القتل في سوريا حيث أدى قمع الاحتجاجات التي كانت سلمية في البداية الى تحولها الى تمرد مسلح. واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) مرتين لعرقلة أي اجراء من جانب مجلس الامن الدولي.
وقالت وزارة الداخلية السورية يوم الاثنين انه تمت الموافقة على الدستور الجديد -الذي يمكن أن يبقي الرئيس بشار الاسد في السلطة حتى عام 2028- بنسبة 89.4 في المئة من أصوات أكثر من ثمانية ملايين ناخب أدلوا بأصواتهم يوم الاحد.
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ادواردو ديل بوي للصحفيين 'في حين أن وضع دستور جديد وانهاء احتكار حزب البعث للسلطة يمكن أن يكونا جزءا من حل سياسي يتعين اجراء الاستفتاء في ظروف خالية من العنف والترهيب.'
واضاف 'من المستبعد أن يكون ذا مصداقية في ظل انتشار العنف وانتهاكات حقوق الانسان على نطاق واسع.'
ورفض المعارضون السوريون وزعماء غربيون الاستفتاء الذي اجري يوم الاحد واصفين اياه بانه مهزلة جرت وسط اعمال عنف متواصلة لكن الاسد يقول ان الدستور الجديد سيؤدي لانتخابات متعددة الاحزاب في غضون ثلاثة أشهر.
وقال ديل بوي 'يجب أن تكون الاولوية في سوريا بالتالي لوقف كافة أعمال العنف. مثل هذه الظروف فقط هي التي تسمح بعملية سياسية حقيقية من شأنها أن تلبي الطموحات الديمقراطية للمواطنين
تعليقات