'أزمة اللحى' تتفاعل بمصر
عربي و دوليضباط قرروا إطلاقها ،والداخلية تحول بعضهم للتحقيق
فبراير 27, 2012, 11:24 ص 2107 مشاهدات 0
دخلت أزمة إطلاق 'اللحية' في مصر منعطفًا جديدًا بين وزارة الداخلية وضباط الشرطة، حيث تصرّ الوزارة على رفض طلب ضباطها بإطلاق 'اللحية'.
وقررت وزارة الداخلية المصرية تحويل البعض منهم إلى التحقيق لإصرارهم على المضي قدمًا في إطلاق اللحى، وذلك يخالف لوائح العمل في الوزارة، في حين يرى الضباط أن إطلاق 'اللحية' حرية شخصية وواجب شرعي، وقد وصلت الأزمة إلى البرلمان، وبلغت حدّ تنظيم المظاهرات.
وأكد اللواء محمد ابراهيم، وزير الداخلية المصري على ان أي ضابط سيطلق لحيته سيعرض نفسه الى المساءلة القانونية، اذ ان ذلك يعد مخالفة تتنافى 'مع تقاليد الوزراة'، مضيفاً ان إطلاق اللحية 'عادة وليس سنّة'.
كما أكد اللواء ابراهيم ان الوزارة استفسرت لدى المؤسسة الدينية حول مسألة إطلاق اللحية، فأشار علماء الدين الى ان الأمر ليس فرضأً على المسلم، وانه لا يتجاوز كونه عادة فقط، وذلك وفقاً لموقع 'المصريون'.
وحذر ابراهيم الضباط وأفراد الشرطة الذين يصرون على إطلاق اللحية من مغبة تعريض أنفسهم الى إجرءات صارمة ستتخذ بحقهم، تشمل الإيقاف عن العمل كخطوة أولى والإحالة الى التفتيش ومن ثم تحويل الملف الى المجالس التأديبية، لافتاً الانتباه الى ان العقوبة قد تصل الى المحاكمة.
ونفى الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب النور وقوف الإسلاميين، وتحديدًا وقوف السلفيين، وراء الأزمة، معتبرًا أن ذلك يأتي ضمن 'حملة التشويه ضد الإسلاميين واتهامهم بالوقوف وراء كل حدث'.
أما عن موقف الدين من إطلاق 'اللحية'، فتقول الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر: 'إطلاق اللحية لا وجوب لها على الإطلاق في الشريعة الإسلامية، بل هى كانت عادة في عهد الرسول –صلى الله وعلية وسلم- حسب البيئة التي كانت تسمح بذلك، وقد اختلف العلماء حول إن كانت سنّة، ولكن نحن نطالب ضباط الشرطة بالالتزام بقانون الوزارة، وهذا هو الواجب، ويجب عدم الالتفاف حول الفتاوى والدعوات، التي يدعو إليها السلفيون، فهي سبب ما نحن فيه من جدل.
الجدير بالذكر ان تعزيز مواقع الإسلاميين في مصر دفع بعض عناصر الأمن الملتزمين بالدين الى إطلاق اللحية، في سابقة لم تشهدها الدولة المصرية الحديثة، الأمر الذي أثاره عدد من وسائل الإعلام وبعض المراقبين إزاء المرحلة القادمة في البلاد، يتخوف هؤلاء من ان تتسم بالتزمت الديني مما دفع البعض الى إثارة الأمر وتسليط الضوء عليه.
وقد أعاد تصريح وزير الداخلية المصري حول إطلاق اللحية ووصفه لذلك انه عادة وليس سنة الى الأذهان النقاش المستمر بين شرائح المجتمع المصري وخارجه حول الحجاب، الذي يصفه البعض بأنه 'عادة وليس عبادة'.
وكانت أنباء سابقة قد أشارت الى إيقاف ضابط برتبة نقيب يُدعى محمد السيد في محافظة الشرقية الواقعة بدلتا النيل بسبب إطلاقه اللحية.
وفي معرض رده على الأمر قال النقيب الموقوف انه مارس حقه الدستوري والشرعي، مشيراً الى انه لم يخلف بذلك أياً من قوانين الشرطة حيث لا يوجد نص صريح يمنع رجل الأمن إطلاق لحيته.
الى ذلك أعلن ما يزيد عن 150 ضابطأً وأمين شرطة عن تأسيس ائتلاف على موقع الـ 'فيسبوك' أطلقوا عليه 'أنا ضابط شرطي ملتحي'، قدموا طلبات لوزارة الداخلية للسماح لهم بإطلاق اللحية، إنطلاقاً من الاعتبارات التي ساقها النقيب محمد السيد.
وقد دفعت هذه االتطورات البعض الى التساؤل .. اذا ما كان الأمر كذلك لماذا لم يطلق السيد ومؤيدوه لحاهم خلال فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك !
تعليقات