البحر للسعدون: خيار الأغلبية التى انتخبتك هو الاتحاد الكونفدرالي

زاوية الكتاب

كتب 1605 مشاهدات 0


 

القبس

زاوية حادة
لا يا بوعبدالعزيز.. نريدها اتحاداً كونفدرالياً
كتب بدر خالد البحر :

قال السير ونستون ليونارد سبنسر تشيرشل «رأيت وأنا أسير في إحدى المقابر ضريحاً كتب على شاهده هنا يرقد الزعيم السياسي والرجل الصادق، فتعجبت كيف يدفن الاثنان في قبر واحد!». ولذلك، فإن الحل لأي زعيم سياسي، حتى لا يقال عنه غير صادق، هو ألا يتحدث كثيراً، كما قال شارل ديغول «الصمت أقوى أسلحة السلطة»، ولو صمت وتريث رئيس مجلس الأمة العم أحمد السعدون في البوح برأيه الشخصي في رده على قناة العربية، عندما سئل عن الاتحاد بين دول مجلس التعاون، لكان خيراً من أن يقول «كيف يمكن أن يكون هناك اتحاد بين دول تتمتع بقدر من التمثيل الشعبي وحقوق الناس ودول تكتظ سجونها بالآلاف من سجناء الرأي؟».
إننا دائماً ما نحبط الأصدقاء عندما نمازحهم حين يشطحون في انتقاد الشخصيات المشهورة، فنقول لهم أنتم كالمغني الفاشل الذي أراد الشهرة فراح ينتقد أم كلثوم، وهو ما لا نسعى إليه في هذا المقال، فأين نحن ممن يناطح الثريا؟ ولكننا لا نقع في حب الأشخاص، بل في حب المبادئ المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله، ومن كل ما هو حق، لقد زعم الداعمون لحكومة الفساد السابقة، إبان تجمع الحشود التي أسقطتها في ساحة الإرادة، ان الناس خرجوا لدعم أحمد السعدون ومسلم البراك وفيصل المسلم، وحاولوا تشويه ذممهم، وكان ردنا أننا لا يعنينا هؤلاء بشخوصهم بقدر ما تعنينا المبادئ الحقة التي نادوا إليها، ولو أخطأ هؤلاء لعارضناهم وانقلب عليهم الشارع. ومن هنا، فإننا ننصح العم أحمد السعدون، الذي نعارض تصريحه بشأن الاتحاد الخليجي، بأن يفرق بين الاتحاد بمفهومه البسيط وبين الاتحاد الكونفدرالي، وننصحه بشدة للقاء العقيد طيار المتقاعد فهد البذالي رئيس مركز أبعاد للدراسات، ورئيس المكتب التنفيذي «لمنتدى وحدة الخليج والجزيرة العربية»، الذي أسس على غرار المؤتمر الناجح الذي دعا إليه البذالي وعقد في أكتوبر 2010، برعاية الخارجية الكويتية والشيخ محمد الصباح، فدعمته بالبداية أربع حكومات خليجية، ودعمه آلاف من المفكرين والمختصين من كل دول الخليج، تلا ذلك إقامة مؤتمر آخر في العام الذي تلاه، وقد كتبنا مقالا عما أنجزه البذالي في يوليو المنصرم، بعنوان «كونفدرالية أو انهيار»، وقد قدم البذالي مفهوم الاتحاد الكونفدرالي على أساس أن تتمتع كل دولة بسيادتها وبنظامها السياسي وبدستورها وبحكامها الحاليين وبشأنها الداخلي، على أن تقيم دول الاتحاد مؤسسات اتحادية تخدم مصالح دول الاتحاد تتلخص في تأسيس جيش اتحادي بقيادة مشتركة، ومفوضية للشؤون الخارجية، وسياسة اقتصادية موحدة تسهم في فتح الحدود وعملة نقدية وبنك مركزي موحد وتوحيد الجمارك وتمنح المواطنين حرية التنقل والتملك والعمل والإقامة.
فأين الخطر الذي تخشاه من الكونفدرالية يا بوعبدالعزيز والذي كنا سنخشاه قبلك؟ إنه غير موجود، لأن الكونفدرالية لن تجعلنا نخسر مكتسباتنا الديموقراطية، بل على العكس، فبقاؤنا على قيد الحياة سيكون مهدداً بسبب تحالف أعدائنا إقليمياً مع حليفنا السابق، وإن لم يتحقق اتحاد كونفدرالي بين دول الخليج في أسرع وقت، فلن تكون هناك صناديق اقتراع نتوجه إليها كي ندلي فيها بأصواتنا، ولا كرسي رئاسة بالمجلس يتشرف أن تجلس عليه.
إن خيار الأغلبية التي نزلت معك إلى الشارع وأسقطت حكومة الفساد، والتي كان لها شرف انتخابك وكان لك شرف تمثيلها، هو خيار دعم إخواننا في البحرين الذين تعرض أمنهم وحياتهم ونظامهم للخطر، وكان علينا نصرتهم، وان لم نوقع على الاتفاقية الخليجية برأيك، وان خيار تلك الأغلبية لا يتفق مع تصريحك لقناة العربية، لا يا بوعبدالعزيز، فخيار الأغلبية وخيارنا هو الاتحاد الكونفدرالي.
•••
إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

بدر خالد البحر

تعليقات

اكتب تعليقك