خطاب المعارضة اليوم، براى الذروه، يبحث عن التنمية ويخشى الوقوف على الأطلال!

زاوية الكتاب

كتب 291 مشاهدات 0



الراى


د.مبارك الذروه / رواق الفكر / نواب بين خطابين...

 

لقد تحول الخطاب السياسي للمعارضة اليوم تحولا ينسجم مع متطلبات المرحلة التنموية للبلاد. وانتقل من الخطاب المقاصدي الى الخطاب التفصيلي! فالخطاب المقاصدي هو ما كان يميز خطابات الثورة النيابية ضد ما هو سائد وقائم من ممارسات حكومية، فهو خطاب ينشد المقاصد العامة للدستور من مطالبة للحريات وحماية لحقوق الناس وأموال الدولة العامة تحديدا! وكان ذلك واضحا لنواب المعارضة ترجم في ساحة الإرادة طيلة الفترة التي سبقت حل المجلسين! وهو خطاب بعث برسائل تشير الى الخلل في مفاصل الدولة وما تعلق بها من تراخي القرارات وضعفها... خطاب اتسمت سياقاته ومضامينه بتعرية رموز الفساد وسرقة مقدرات الوطن متمثلة بمسألة الإيداعات والتحويلات المالية وقضية تهريب الديزل! خطاب تحذيري يدق نواقيس الخطر الى امر جلل آت!! متعلق بأمن البلاد وتفكك النسيج الاجتماعي فيه. خطاب غير ملزم بطرح برامج وبدائل، هو غير ملزم بذلك لطبيعة مرحلته الثورية والزمانية!! هكذا كان... اليوم انتقلت الكتلة الغالبة الى ما يمكن تسميته بالخطاب التفصيلي!
فالخطاب التفصيلي يهتم ببرامج عمل ومشاريع وقوانين إنقاذ ومحاسبة للأداء الحكومي... خطاب يبحث عن التنمية ويخشى الوقوف على الأطلال! لا يلتفت للوراء... ليستجوب... بل للأمام ليشرع وليحقق ويحاسب. لكن ثمة مشكلات لا يجب ان تغيب عن نواب الأمة وقواعدها الفاعلة. فالخطاب السياسي الراهن مهما حمل من مصداقية وواقعية وقدرة على التحقيق يظل خطابا سياسيا شعبويا ما لم يتحول الى حقيقة على ارض الواقع!! لا يكفي الاتفاق على حزمة الأولويات! فالتداعيات السياسية المفاجئة او المباغتة!! قد ( تلخبط) تلك الأولويات فتقدم ما يحتاج الى تأخير وتؤخر ما يحتاج الى تقديم! ظهرت في استجواب الوسمي! وتمكن النواب من التفاهم بشأنه! كما ظهرت في مطالبة البعض بتعديل المادة الثانية... وايضا تم التعامل معه بذكاء!
التفاوت الواضح في المكونات المعرفية والثقافية والفكرية تحديدا وما تشكله من اهتمامات تعود الى احتياجات المناطق والدوائر ستخلق مستقبلا جدلا سياسيا في بعثرة تلك الأولويات!
قلنا سابقا كمثال على ذلك ان من أولويات ابناء الدائرة الخامسة المكتظة بالسكان هي أولويات خدمية تتعلق بتحسين وتطوير الخدمات الصحية وتكاملها والارتقاء بالرعاية التعليمية كإنشاء الكليات والمعاهد وكذا الرعاية السكنية وتطوير الخدمات... وهي أولويات لا يشتكي منها مثلا أبناء الدائرة الاولى قليلة العدد بالنسبة لبقية الدوائر!! هنا تقع إشكالية الأولويات عند طرح الخطاب التفصيلي لمجموع نواب الامة!
ما نحذر منه ان المشتركات العامة بين نواب المعارضة في مرحلة الخطاب المقاصدي ستتحول الى متفرقات طرق بينهم في المرحلة التفصيلية تحت قبة عبدالله السالم.
المخرج الوحيد من وجهة نظري هو الوعي المستمر والإدراك لطبيعة المرحلة وعدم الانسياق خلف مباغتات الأقلية او قطاع الطرق الذين سيحملون لواء الخطاب الثوري المقاصدي نيابة عنهم.
وتلك الأيام نداولها بين الناس..

تعليقات

اكتب تعليقك