الوطن قبل القبيلة وفق منهج الشرع، د.عبدالله العنزي موضحا

زاوية الكتاب

كتب 1098 مشاهدات 0


 

عالم اليوم

صدى الكلمات
«الأول فالأول»
كتب د.عبدالله زامل العنزي
تباينت آراء الناس وأولوياتهم حول القبيلة والوطن والدين ، تباينا ينبئك عن ثقافة الناس والجو العام الذي نشأ فيه هؤلاء .
ورأيت أنه من المصلحة العامة تذكيرا لنفسي ونصحا لإخواني (لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا) أن أضع النقاط على الحروف ، وأرسخ فقه الأولويات لدى الشريحة الكبرى من الأمة ، ولا سيما حين تضطرب المفاهيم ، وتغيب المسلمات، وتضيع القواعد الحاكمة الضابطة للحياة وفقا لشرع الله فأقول والله المستعان.
إن الفهم الدقيق لشرع الله عز وجل ، والقراءة المتأنية لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وعمل الصحابة من بعده ، والتجرد من الهوى، وتحرير المسائل ، وفهم الواقع هي السبيل لتقديم ما يستحق التقديم ، وتأخير ما من حقه التأخير.
فيأتي أولا : دين الله عز وجل فوق كل شيء ، فما ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بوطنه الذي منه خرج ، والموضع الذي فيه درج إلا لدين الله عز وجل ، وما هاجر أصحابه مستعذبين الصعاب إلا حبا لهذا الدين .
فهل كانت هذه التضحيات وهذه الآلام والجراحات إلا تقديما لما قدمه الله واختاره لعباده ؟ أوليس هو القائل«إن الدين عند الله الإسلام» وهو القائل«ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين»
ثانيا : ثم يأتي الوطن لا من حيث إنه وطن ، فكل الناس مشتركون في حب أوطانهم ، فللكفار أوطانهم ، وللمجرمين أوطانهم ، ولكن الوطن عند المسلم هو مكانه الذي يدين لله فيه بالعبودية ، فحبه للوطن من أجل أن فيه دينه الذي يجهر به ، فمن أجل هذه القاعدة باع الناس أرواحهم وأنفقوا أموالهم .
ثالثا: ثم يأتي الانتماء للقبيلة والعشيرة في ذيل الأولويات ، ولكن بحدود الاعتدال لا بحدود التعصب الأعمى وكما قال دريد بن الصمة :
وما أنا إلا من غزية إن غوت غويتُ .. وإن ترشد غزية أرشدِ .
إذ إن عشيرة رفضت هدي نبيها وشرع ربها لا تستحق الانتماء ، بل إن قبيلة انفصلت عن وطنها ، وأعلنت الحرب على الآمنين من أهلها فالكل منها براء ، ولقد ظل دين الله عز وجل ، والاجتماع عليه أعظم علاج للتعصب والتعنت للقبيلة والعشيرة على الرغم من الانحراف الواضح عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فانتصر الناس لتعصبهم ، وقدموا ما من شأنه التأخير وأخروا ما من حقه التقديم .
وهذا ما أدين لربي به أردت إيضاحه لإخواني تجلية للحقيقة وترسيخا للمبادئ التي غابت عن أذهان كثيرٍ من الناس.

 

 

تعليقات

اكتب تعليقك