اسألوا عن عيد من يعرفه ؟

زاوية الكتاب

كتب 2357 مشاهدات 0

يوسف العصيمي

اسالوا عن عيد  من يعرفه ...

سألته ذات يوم: 'الباحث عن الحرية أين يجدها يا أبا محمد؟' فأجاب قبل أن أتم سؤالي: 'تولد الحرية في غرف التحقيق المغلقة'.

لا تفارق لسانه كلمة لعنة الله على الظالمين ، رأيت رجالاً جسورين في قول كلمة الحق في وجه الزمان الجائر فلم أرَ رجلاً أجرأ وأشجع من عيد في قولها أبداً، لاذت في حمى صبره همومٌ جمة، على رغم ما يحمل من أسى لم يسمع منه أحدٌ شكوى، (الرجاجيل صناديق مسكره) بالله وكأنها قيلت في عيد العجيل وحده.
سأله المحققون مرة: 'ماذا تريد؟'  قال: 'كل ما أريده أن أحتضن إبني محمد ونغفو في حجر الوطن ، لا أريد لهذا المجرم من غير جرم، البريء إبن الأبرياء، أن تعاد عليه دورة حياة الشقاء'.

عيد الأب لطفلين ككل رجال البدون يحفر في الصخر لتأمين الحياة الكريمة، لكنه في خضم هذا الجري المتواصل لم  يتنازل عن حقه في الوجود وانتمائه لهذا الوطن.. انتماء عززته الاعتصامات السلمية الراقية التي وقف بها عيد يحث على الانضباط والتعبير السلمي عن المطالب دونما تنازل عن الحقوق او إهمال للقضية.
عيد هو ابن من خدم في السلك العسكري الكويتي ل 40 عام تقريبا داحضا كذبة ان البدون حديثي الوجود، وهو حامل هم الجيل الرابع من مشكلة البدون، وهو الذي وضع اسمه بأحرف من نور في سجل الصابرين المجتهدين.

عيد استدعي إلى الجنائية قبل 20 يوما مع بعض الناشطين ظنا من المسئولين بأن عقود الظلم وانتهاك الحقوق التي كفلتها المواثيق الدولية وكفلها الدستور ليست هي مايدعو البدون للتحرك وإنما (عيد)! وهو حاليا يتشارك زنزانة في السجن المركزي مع بعض اقرانه من البدون والمواطنين جمعهم سوء استخدام قانون الحجز الاحتياطي الذي وجد احتياطا لا عقابا !!

كل ذنبه انه رفع عالياً صورة أمير بلاده في وجه الظلم.

وبجهير الصوت صرخ: 'إبني محمد يريد وطن كحال أقرانه من الأبرياء'، نام محمد فأخذوا أباه ليحرموه حضن الاثنين: وطنه وأباه. عيد لازال في السجن مع من اتهموهم بالتآمر على الوطن ودليل الجريمة علم الكويت، لم يعِ سجانهم بعد أن هؤلاء الفتية لايعرفون معنى للحرية سوى خلف قضبان طوامير السجون، فتيةٌ آمنوا بحريتهم فزادهم سجانهم حرية.
قال عمر المختار يوما كأنه ينطق بلسان المطالب العادلة : ان عمري سيكون أطول من عمر سجاني.

الآن - رأي: يوسف بدر العصيمي

تعليقات

اكتب تعليقك