برشلونة بإنتظار 'الكلمة السحرية' من غوارديولا
رياضةفبراير 21, 2012, 9:35 م 580 مشاهدات 0
يختبر نادي برشلونة في الآونة الحالية شعور الرضى الناجم عن إستعادته لمستواه المعهود من خلال اكتساحه فالنسيا (5/1) السبت الماضي في الدوري الإسباني الممتاز لكرة القدم، لكن لاعبي النادي الكتالوني يمرون ايضا بفترة من التشكيك الناجم عن عدم حسم مصير مدربهم بيب غوارديولا الذي ينتهي عقده الحالي أواخر الموسم.
ورغم ثقة ادارة النادي الكتالوني بقدرتها على اقناع غوارديولا بمواصلة المشوار مع البلاوغرانا، فان لاعب الوسط الدولي السابق ترك تلميحات اثارت قلق مشجعي الفريق وادارته، ما دفع الصحيفة الكتالونية سبورت الى ان تعنون في اصدار امس الاحد: 'نحن امام مشكلة'.
وتأتي هذه الشكوك والمخاوف من التصريح الذي ادلى به جوارديولا قبيل مباراة السبت امام فالنسيا حين اشار الى انه يحتاج الى المزيد من الوقت لكي يحسم مسألة استمراره مع برشلونة من عدمه، مضيفا: في الوقت الحالي، لا ادري، احتاج الى المزيد من الوقت. لا يمكنني العمل في فريق متطلب من هذا النوع اذا لم يكن في متناولي جميع عناصر القوة.
وفي ظل الضبابية التي تحيط بمسألة بقاء جوارديولا مع الفريق الذي قاده الى 13 لقبا منذ ان استلم الاشراف عليه عام 2008، ارتفعت في الاونة الاخيرة الاصوات داخل اروقة النادي مطالبة الاخير بتقديم الحوافز اللازمة من اجل اقناع بيبي بمواصلة المشوار، وابرز هذه الاصوات من اللاعبين انفسهم وعلى رأسهم النجم الارجنتيني ليونيل ميسي الذي قال بعد تسجيله رباعية في مباراة السبت امام فالنسيا: نريد ان يواصل غوارديولا مهامه باسم كل ما يمثله بالنسبة لنا.
اما جيرار بيكيه فقال بدوره: انه الركن الاساسي في هذا الفريق، نريد منه ان يواصل مهامه، فيما قال اندريس إنييستا: مع غوارديولا، ما زال هناك امامنا الكثير من الانجازات الكبيرة لكي نعيشها.
اما تشافي هرنانديز، الرجل القوي في غرفة ملابس النادي الكتالوني والذي لعب الى جانب غوارديولا في خط وسط البرسا، فتكهن بان ينتهي الامر برحيل الاخير عن النادي الذي يحاول مغازلة مدربه لكن من المرجح ان يكون للاعبين وحسب تأثيرهم على القرار الذي سيتخذه بيبي في نهاية المطاف لان العلاقة التي تجمعه بهم اكثر بكثير من علاقة لاعب بمدرب لانها اشبه بعلاقة الزملاء نظرا الى فارق العمر الضئيل الذي يفصله عنهم.
مما لا شك فيه ان العلاقة التي تربط غوارديولا بلاعبيه هي ما يميزه عن معظم المدربين الاخرين لان بامكانهم التواصل معهم على المستوى ذاته كونه علق حذاءه الكروي قبل ستة اعوام فقط، كما انه يعرف اللاعبين والنادي تماما لان مشواره مع الاخير كان طويلا جدا بدأ عام 1983.
ونجح غوارديولا خلال فترة زمنية قصيرة في ان يصبح 'كرويف الالفية الجديدة' بالنسبة لبرشلونة واثبت من يوم الى اخر انه افضل من خلف 'معلمه' يوهان كرويف في تطبيق الكرة الشاملة التي اشتهر بها النادي الكتالوني خلال حقبة الهولندي الطائر الذي كان اول من طبق اسلوب اللعب الشامل والتبادل السلس والمتواصل في النادي الكتالوني الذي اطلق عليه مع المدرب الهولندي لقب 'فريق الاحلام' بين 1988 و1996.
كان غوارديولا المهندس الرئيسي لانجازات برشلونة الرائعة منذ ان استلم الاشراف عليه وقد ترك هذا الرجل وبشكل لا ريب فيه لمسته على الفريق والارقام تتحدث عن نفسها: ثلاثة القاب في الدوري المحلي خلال ثلاثة مواسم كمدرب للفريق، اضافة الى لقبين في مسابقة دوري ابطال اوروبا وكأس العالم للاندية والكأس السوبر الاوروبية ولقب في الكأس المحلية وثلاثة في كأس السوبر المحلية.
نجح غوارديولا في السير على خطى مدربه السابق ومكتشفه كرويف، المدرب الوحيد الذي قاد النادي الكتالوني الى الفوز بلقب الدوري في ثلاث مناسبات على التوالي حين احرزه اربع مرات متتالية من 1991 حتى 1994 عندما كان غوارديولا لاعبا في الفريق.
ومن المؤكد ان الخيار الذي قام به رئيس النادي السابق جوان لابورتا بمنح غوارديولا منصب مدرب الفريق الاول خلفا للهولندي فرانك رايكارد كان في مكانه لان بيبي نجح ورغم افتقاده الى الخبرة التدريبية المطلوبة في خلق تجانس مميز في صفوف الفريق، مستندا الى فلسفة هجومية سلسة تتناسب مع مواهب اللاعبين الذين قرر الاعتماد عليهم بعدما تخلص من الكاميروني صامويل ايتو والبرازيلي رونالدينيو والبرتغالي ديكو والايطالي جانلوكا زامبروتا.
لا يمكن للادارة الحالية برئاسة ساندرو روسيل، تجاهل ما فعله غوارديولا مع الفريق الكتالوني خصوصا عام 2009 عندما توج بسداسية تاريخية مع اسلوب لعب جعله مضرب مثل في الاداء الهجومي السلس والنتائج على حد سواء، وبالتالي ستحاول جاهدا ان تقنعه بالبقاء ويبقى على مشجعي النادي ولاعبيه الانتظار لبعض الوقت من اجل معرفة القرار الذي سيتخذه والذي قد يعلن عنه خلال اسبوع المباريات الدولية الودية التي تقام في 27 الحالي، لانه اعتاد، وبحسب صحيفة ال موندو ديبورتيفو على اتخاذ قرارات مماثلة خلال الفترة التي يغيب فيها فريقه عن المنافسات، كما فعل عامي 2010 و2011 حين وقع عقد التمديد.
تعليقات