هناك صراع كبير بالتيار المدني أدى لانشطاره، ولم تخرج دعوة صادقة تدعو للمصلحة الوطنية برأي أنور الرشيد
زاوية الكتابكتب فبراير 15, 2012, 7:15 م 1019 مشاهدات 0
لم الشمل
أنور الرشيد
بعد النتيجة المخيبة للآمال التي حصدها التيار المدني أو الوطني أو الليبرالي سموه ما شئتم و هي خسارة للجميع و المسئولية التي لم يجرؤ أحد على النطق بها و تحملها تحتم علينا أن نكون أكثر واقعية في طرح و معالجة هذه الإشكالية التي يمر بها التيار الوطني، أقولها و بكل فخر برأس مرفوع وبمصداقية و بمسؤولية كلنا مسئولين عن هذه الهزيمة، و ليس هناك أي شخصية بمنأى عن هذه المسؤولية سواء كانت هذه الشخصية رمز من رموز التيار الوطني أو أي عضو أو صديق أو مؤيد لهذا التوجه الوطني فكلنا مسئولين عن هذه الهزيمة التي مُنينا بها.
أذن نحن أمام وضع يحتم علينا الواجب الأخلاقي و المهني أن نبحث عن حل، فالخسارة كبيرة و الوضع صعب و نجاح الآخرين ليس من قوتهم و إنما من ضعف التيار و تشتت جهوده على أكثر من صعيد و هذا يأتي كنتيجة حتمية للصراع الذي يفتك بجسم هذا التيار ، نعم أقولها و بكل وضوح هناك صراع كبير أدى بالضرورة إلى أن ينشطر هذا التيار إلى أربعة شظايا ممثلة بالتحالف الوطني و المنبر الديمقراطي و مظلة العمل الكويتي و أحدث تنظيم التيار التقدمي ، أما التنظيمات الشبابية التي ظهرت على السطح و التي لم يعجبها هذا التشرذم و فظلت عدم دخولها بهذا الصراع أوجدت لنفسها تنظيمات مثل شباب صوت الكويتي و رابطة الشباب الكويتي و مركز تنوير المهتم أساسا بالأدب و الثقافة و غيرها من تنظيمات التي خرجت من عباءة التيار الوطني العريض ، و رغم كل الهزائم المتكررة التي مني بها التيار الوطني لم تخرج دعوة صادقة للترفع عن صغائر الأمور و الالتفات إلى المصلحة الوطنية العامة التي يعمل من أجلها كل من هو محسوب على هذا التيار العريض ، ما عدا التحرك الذي قام به مجموعة من المنتمين لهذا التيار عام 2006 و أطلقوا على أنفسهم منتدى الحوار الكويتي - محك - الذين تحاورا على مدى عام لإيجاد أرضية مشتركة و محاولة لملمة التيار إلا أن هذه المحاولة لم يستجيب لها أي من أطراف النزاع و أصحاب القرار حتى أن الدكتور أحمد الخطيب قال بعد أن تم دعوته لسماع رأيه و وجهة نظرة قال بالحرف الواحد و أمام لا يقل عن ستين شخصية وطنية كانت حاضرة لهذا اللقاء ' بأن كل التنظيمات التي عملناها قد فشلت' اليوم هناك دعوة و محاولة جادة أطلقها التيار مؤخرا بعد ظهور نتائج الانتخابات المخيبة للآمال لمحاولة لم الشمل و توحيد الجهود للانطلاق لآفاق أوسع و أرحب و الترفع و اعتبار المرحلة الماضية هي درس يمكن الاستفادة منه في سبيل الوطن و ليس للمصالح الذاتية الضيقة التي أدت إلى انهيار قيمي لهذا التيار العريض و الذي بدون أي مبالغة هو التيار الأكثر بالساحة و لكنه أسوء تيار بالتنظيم ، و بناء على ذلك فأني أؤيد و بقوة دعوة التيار التقدمي لملمت شمل التيار الوطني و نضع يدنا بيديهم لكي نصل لمرحلة نعيد لهذا التيار الوطني مجده و هذه المسئولية مسئولية الجميع و قد أعربنا لمطلقي الدعوة منذ أكثر من أربعة أشهر بأننا دعاة تجميع و مستعدين للجلوس على طاولة حوار مستديرة للاتفاق على كل ما يطرح للنقل هذا التيار من مرحلة المرض الذي يمر به إلى مرحلة النشاط الذي سيعيد له الشباب ، أكتب ذلك بناء على رغبتي بلممت الوضع و على رغبة زميلنا الأستاذ إبراهيم كرم الذي طلب مني أن أكتب عن لم الشمل لهذا التيار ، فهل تتم الاستجابة لرغبة أبو فهد على الأقل أن كانت رغبتي غير مقبولة هذا ما أمله؟
تعليقات