من للمعتقلين البدون ؟؟
زاوية الكتابكتب فبراير 15, 2012, 8:53 ص 224 مشاهدات 0
تساؤل يدور في ذهني منذ ٣٦ يوم ولم أجد له إجابة مقنعة تبرر سكوت من حولي عن غياب قضية المعتقلين البدون عن شارع الإسلاميين و الدستوريين و جمعية حقوق الإنسان .
و بعد عدم توصّلي لأي جواب ها أنا ذا أوّجه لهم هذا السؤال لعلّي ألقى منهم إجابة
تبرر عزوفهم عن الوقوف الديني والدستوري والإنساني بجانب إخوانهم المعتقلين البدون و حديثي هنا موجّه للأفراد وليس للأحزاب أو الجمعيات التي باتت مواقفهم الهشّة و المخزية و المتخاذلة يُبصرها الأعمى و يسمعها من بأُذنِه صمم .
و أبدأ مع الإسلاميين :
أذكركم بوجوب دفع الظلم عن المسلم وقد نزلت به عدة آيات قرآنية من فوق سابع سماء و وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على وجوب نصرة المظلوم والوقوف معه لدفع الظلم عنه .
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( المسلم أخو المسلم لا يسلمه و لا يخذله ومن كان في حاجة مسلم كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة )
و قال ابن حجر رحمه الله تعالى بقوله : 'لا يسلمه ' أي لا يتركه مع من يؤذيه بل ينصره ويدفع عنه، وهذا أخص من ترك الظلم ) فالنصرة إذن حق أساسي من حقوق الأخوة ومقتضياتها العملية ، والمساهمة في اطلاق سراحهم تفريج كربة .
أما بالنسبة للدستوريين :
أليس من اعتقل من البدون في الاعتصامات قد كفله الدستور بحرّية التعبير عن رأيه من خلال التجمعات السلمية وذلك وفق المادة ( 44 ) من الدستور ؟
فأعيدُ عليكم هذه المادة الدستورية وهي المادة (44) من الدستور الكويتي :
' للأفراد حق الإجتماع دون حاجة لإِذن أو إخطار سابق ولا يجوز لأحد من قوات الأمن حضور إجتماعاتهم الخاصة و الإجتماعات العامة ، و المواكب مباحة وقفاً للشروط و الأوضاع التي يبينها القانون على أن تكون أغراض الإجتماع ووسائله سلمية ولا تنافي الآداب '
فهل رفعِهم لعلم بلدنا الحبيب و صور سمو أمير البلاد و سمو وليّ عهده حفظهما الله دليل على خرق الدستور ؟
أليس في تبرعهم بدمائهم دليل على سلميّتهم ؟ أم أن توزيع الورود في تجمعاتهم تعتبرونه مخلاًّ للآداب ؟
و أخيراً .. ناشطي حقوق ' الإنسان ' :
هل تؤمنون بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان
الذي صدر عام 1948م ؟
هل قرأتم و وعيتم نصوصه وبنوده ؟
ففي المادة العشرين منه يقول :
' لكل إنسان الحق في حضور الإجتماعات السلمية و الإنضمام إلى الجمعيات ذات الأغراض السلمية '
فالسؤال هنا أليس للبدون الحق بصفتهم بشراً في الحضور و المشاركة في هذه التجمعات السلمية للتعبير عن قضيتهم الإنسانية البحتة ؟
فاعتقالهم و تجديد حبسهم طوال هذه الفترة حيث أن التحقيق معهم قد إنتهى ولم تعد الحاجة مُلحّة لاستمرار تجديد الحبس من وقت لآخر يُعدُّ تعسّفاً و مخالفة صارخة للمادة التاسعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و التي تنُص على :
' لا يجوز القبض على ' أي إنسان ' أو حجزه أو نفيِهِ تعسُّفاً '
تساؤلات أدعوكم من خلالها إلى الجلوس مع أنفسكم من جديد والنظر بحيادية و إنصاف في قضية المعتقلين البدون وما هو واجبكم تجاههم و أنا على ثقة تامة أنكم تستنكرون ما يحدث ولكن تحتاجون فقط ... ' وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ' .
بدونيات :
' بعد التشكيل الوزاري الجديد و عدم ضمه لبعض الوزراء السابقين .. ولم نسمع تصريحاً بأن البدون والبعثيين هم السبب بعدم مشاركتهم في الحكومة الجديدة .. يُعدُّ ذلك إنجازاً '
جميل السبع
تعليقات