السلوك الإنتخابي بالأولى، طائفي بإمتياز !
زاوية الكتابالزيد عن النتائج بالدائرة: الدويسان استفاد من الخلافات المرجعية والعرقية للشيعة فعاقبوا جوهر والسنة خذلوه
كتب فبراير 14, 2012, 9:44 ص 2919 مشاهدات 0
قراءة في نتائج الانتخابات (٧)
زايد الزيد
نختم هذه السلسة بقراءة نتائج الانتخابات بالدائرة الأولى ، ونحاول اليوم ان نستخلص بعض النتائج في انتخابات هذه الدائرة ، و بداية يمكننا القول ان السلوك الانتخابي لناخبيها جاء طائفيا بامتياز ، فشيعتهم وسنتهم - على حد سواء - صوتوا لصالح الطائفة ، ولا لشيء عداها !
' السنة 'وعلى غير عادة هذه المرة ، ارادوا باصرار ان يوصلوا اربعة نواب ، ونجحوا في ذلك ، وخاصة ' سنة ' منطقتي مشرف وبيان على وجه التحديد ، بداية أعلنوا تحالف ممثلي ' حدس ' و ' السلف ' أسامة الشاهين ومحمد يوسف الكندري ، ثم مالبثوا وقبل موعد الانتخابات بأيام معدودة ، أعلنت ديوانيات ' السنة ' دعمها لثلاثة مرشحين هم بالاضافة للشاهين والكندري ، قررت دعم المرشح عبدالله الطريجي ، وتركت الصوت الرابع للاختيار الحر ، لكن تلك الديوانيات بأهاليها وروادها ملأت القائمة بالتصويت لعادل الدمخي ، والمعلومات التي رشحت عن تجمع تلك الديوانيات قبل اتفاقها ، انهم تدارسوا وضع الدائرة ومخرجاتها في انتخابات عامي ٢٠٠٨ و ٢٠٠٩ ، ولاحظوا ان كتلة ' السنة ' كتلة كبيرة العدد ، وان ' العوازم ' يشكلون فيها كتلة عددية كبيرة ، وانه باستطاعة كتلة ' السنة ' ان توصل اربعة نواب ( عدا العوازم ) اذا تم التركيز على أربعة من المرشحين ، وان باستطاعة ' العوازم ' أن يوصلوا أيضا من مرشحين اثنين إلى أربعة مرشحين ان قاموا بالتركيز على أربعة مرشحين ، ونظرا لأن مايعرف بدواوين مشرف وبيان قد التزموا بالتركيز على اربعة مرشحين كما شرحنا ، فإن العملية حققت نجاحا كبيرا ، ونظرا لأن ' العوازم ' تشتت أصواتهم بين تسعة مرشحين ، فإنهم لم يستطيعوا ايصال أيا من مرشحيهم للمجلس ، رغم أن سبعة منهم تراوحت اعداد الأصوات التي حصل عليها كل واحد منهم بين الثلاثة آلاف والسبعة آلاف صوت !
أما ' الشيعة ' فإن خلافاتهم العرقية والمرجعية الحادة فيما بينهم استفاد منها فيصل الدويسان ، من حيث لايحتسب ، بشكل كبير ، ولافت للنظر في هذه الانتخابات ! فقد كانت كل مجموعة من ' الشيعة ' وبسبب الخلافات الحادة بينها وبين المجاميع الشيعية الأخرى ، التي أشرنا إليها أعلاه ، تصوت لمرشحيها وترمي على الدويسان بصوت من أصواتها الأربعة ، حيث لم توجد لمجموعة من مجاميع ' الشيعة ' قائمة تضم أربعة مرشحين ، بل لم توجد لدى أيا منها حتى ولو قائمة تجمع ثلاثة مرشحين ، مما ساهم هذا الوضع بأن يحصد الدويسان أعلى رقم متفوقا بذلك على جميع الفرقاء ، بل ومتفوقا أيضا على جميع مرشحي الدائرة !
أما أكبر الخاسرين ، في هذه المعركة الطائفية الدائرة بالدائرة ، فهو الدكتور حسن جوهر ، والحق يقال ، ان الكويت هي من خسرت الدكتور جوهر ، والخسارة لاتعود على شخصه الكريم ، بقدر ماتعود على الصوت العاقل ، الذي يراعي مصلحة البلد ويعليها فوق مصلحة الطائفة !
باختصار ، وان جاز لي ان أختزل خسارة جوهر بكلمات قليلة ، فيمكنني القول : ' أن الشيعة عاقبوا جوهر ، والسنة خذلوه ' !
ان النائب الوطني حسن جوهر - كان ولايزال - يدور مع مصلحة الكويت ، يتبعها أينما حطت ، وهو في الوقت ذاته يعتز بطائفته ، ولكنه لايمارس الطائفية ، حسن جوهر من أكبر ضحايا الشحن الطائفي المعتمل في البلد منذ سنين ، فمواقفه الوطنية اعتبرها الجسم الشيعي الطائفي انها مواقف ' ضبابية ' ، بينما ركز ' السنة ' على مرشحيهم وتغافلوا عن دعم جوهر !! ان خسارة النائب الوطني حسن جوهر لاتزال مرارتها باقية في حلوقنا ، ولم تذهبها حتى فرحة السقوط الكبير لمعصومة التي تهاوت ( سياسيا ) من مركزها الاول بانتخابات ٢٠٠٩ الى حفرة سياسية سحيقة ، أتمنى ' شخصيا ' ألا تخرج منها أبدا ..
( انتهى )
تعليقات