الشارع القبلي والفئوى والطائفي اختار نواب مواجهة، برأى خضير العنزي
زاوية الكتابكتب فبراير 12, 2012, 1:04 ص 746 مشاهدات 0
القبس
رأي ونص
قراءة في نتائج الانتخابات (1-2)
كتب خضير العنزي :
نبارك للنواب اختيار الشعب لهم، وعلينا احترام هذه الرغبة، التي جاءت على الأرجح ردا على سياسات التطرف التي استهدفت شرائح اجتماعية معينة. إن عنوان المرحلة السابقة هو التطرف والتعصب والإلغاء والاستهداف وعدم الشعور بالأمان. فالحقيقة الساطعة في هذا الانتقال الدستوري من مجلس إلى مجلس ومن حكومة إلى حكومة، هو ان الحصاد الأخير جاء بسبب ما بذرته السلطة وما رعته من زرع، فجاءت النتائج كشوك في مواجهة التعسف في استخدام القوانين، وما منحه الدستور من سلطات دون مواءمة لروحه ومقاصده الأخلاقية في حماية المجتمع. ولنعترف بأن قراءتنا كانت خطأ للأوضاع، فعندما يسود خطاب التطرف يصبح معه العقل معطلا، ولا يلام الناس فهم يبحثون عن الأمان وعمن يدافع عنهم ضد هجمة الاستهداف التي شعروا بأن أطرافاً سلطوية ترعاها وتغذيها.
فالشارع القبلي، كما هو الشارع الفئوي أو الطائفي، لا يريد الا نواب مواجهة لمن يريد استهدافهم أو ما هيأته لهم السلطة من معطيات بأن الآخر يستهدفهم حتى خيل للمراقب الداخلي بأننا أشبه بحالة الاحتراب الداخلي، فخيارات الناس تتركز في البحث عمن يوفر لهم الأمان في وطنهم، كيف لا وبالذات أبناء القبائل على سبيل المثال يشاهدون رعاية من نوع خاص قد وضعت المكاتبات والوثائق الرسمية تحت تصرف من يريد خلعهم وحذفهم خارج الحدود.
هذه إحدى حقائق ما حصل، فالمسألة لا تتعلق بالمطلق بمواجهة حالات الفساد في أجهزة الدولة،
فمنذ الستينات والبلاد تعاني الفسادين الإداري والمالي، إلا ان القضية تتعلق بشكل أدق بطلب الحماية من أبنائهم المرشحين الذين يعلنون صراحة مواجهة النظام، وهنا الخطورة!
إن الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت والصراع مفتوح وسقفه لا محدود ونذر الشر تتطاير من عيون أطرافه، فكل يحاكي واقعه وشارعه ومن لهم الفضل في وصوله إلى سدة القرار، فالجميع مستعد لمعركته، في حين يبقى النظام غائبا، ضعيفا، مجاملا وغير مبادر.
تاركا لأطراف الصراع أخذ زمام المبادرة، وهي حتما مبادرات ليست إلا لصالح بقائهم. فقد يقول قائل اننا نسير على البركة، إلا إننا نرد ونقول، لا بركة مع الغباء وغياب الرؤية.
خضير العنزي
تعليقات