زامبيا وكوت ديفوار يبحثان عن المجد بالنهائي الأفريقي
رياضةفبراير 11, 2012, 4:48 م 1358 مشاهدات 0
وصل قطار كأس الأمم الأفريقية الثامنة والعشرين لكرة القدم إلى محطته الأخيرة التي ستشهد مواجهة من العيار الثقيل، بين أفيال كوت ديفوار ومنتخب زامبيا الملقب بالرصاصات النحاسية في المباراة النهائية للبطولة التي سيستضيفها استاد أنغودجي غدا الأحد في العاصمة الغابونية ليبروفيل في تمام الساعة 10 مساء بتوقيت دولة الكويت.
ويمكن بصدق اعتبار المباراة النهائية هي صراع بين الحاضر والمستقبل في القارة السمراء، فمنتخب كوت ديفوار لاشك أنه أحد أبرز القوى على ساحة كرة القدم الأفريقية حاليا، وهو المرشح الأول لنيل اللقب قبل انطلاق البطولة، كما أنه يضم بين صفوفه عددا من أبرز النجوم في الملاعب العالمية في مقدمتهم دروغبا وجيرفينيو ويايا توريه، أما منتخب زامبيا فهو يأتي في مقدمة المنتخبات الصاعدة بقوة في سماء القارة السمراء والذي لفت الأنظار إليه بشدة بأدائه السهل والممتع والذي يعتمد على الجماعية الممزوجة بالتحركات السريعة والدائمة في الملعب والتي ينفذها لاعبون مغمورون ووجوه شابة، كان أغلبهم غير معروف للكثيرين قبل انطلاق البطولة في مقدمتهم قائد الفريق وهدافه كريس كاتونغو إضافة إلى كلابا ومايوكا وشامنغا.
وسيكون الصدام بين المنتخبين الإيفواري والزامبي بالتأكيد صداما ممتعا ومشوقا، سيترقبه الجميع لمعرفة هل ستتمكن الأفيال الإفوارية من بسط سيطرتها على اللقب القاري والقبض عليه لثاني مرة في تاريخها، أم أن الرصاصات النحاسية ستغتال الأحلام الإيفوارية وتتوج بالقلب للمرة الأولى.
وعلى الرغم من فارق الخبرة والتاريخ والإنجازات الواضح للعيان والذي يصب بالتأكيد لصالح المنتخب الإيفواري إلا أنه وعلى أرض الواقع وقياسا بمسيرة المنتخبين في البطولة فإن حظوظهما تبدو متساوية في حصد اللقب إلى حد كبير، بل على العكس فمسيرة المنتخب الزامبي في البطولة كانت أكثر صعوبة ودلت على أن الفريق لم يكن تواجده في المباراة النهائية بمحض الصدفة، فالزامبيون واجهوا تحديات كبيرة منذ مباراتهم الأولى والتي اصطدموا خلالها بأحد المرشحين لحصد اللقب وهو المنتخب السنغالي، وعلى الرغم من ذلك بدا كاتونغو ورفاقه هم الأكثر سطوة في اللقاء الذي انتهى لصالحهم بهدفين مقابل هدف، وهي المباراة التي يمكن القول إن خلالها ولدت الطموحات الزامبية في الذهاب إلى أبعد نقطة في البطولة.
ومضت مسيرة المنتخب الزامبي في الأمم الأفريقية بعد ذلك حيث تعادلوا مع ليبيا (2/2) قبل أن يسيطروا على صدارة المجموعة الأولى بفوزهم بهدف نظيف على إحدى الدولتين المنظمتين غينيا الاستوائية، وفي ربع النهائي تمكنت الرصاصات النحاسية من اغتيال الأحلام السودانية بثلاثية نظيفة قبل أن تصطدم بثاني القوى المرشحة للتتويج باللقب وهو منتخب غانا وصيف بطل النسخة الماضية، في لقاء اعتبره الكثيرون أحد أقوى مباريات البطولة على الإطلاق والذي انتهى لصالح زامبيا بهدف نظيف عبر به إلى المباراة النهائي للمرة الثالثة في تاريخه بعد الظهور في نهائي نسختي عامي 1974 و1994.
على الجانب الآخر فقد مضت الأفيال قدما في البطولة بدون أية مشكلة أو أزمة تذكر وبسهولة تامة ويمكن القول أيضا بأقل مجهود، وعلى الرغم من أن الانطلاقة كانت بالغة الصعوبة، عندما تخطت الأفيال عقبة المنتخب السوداني بصعوبة شديدة وبهدف نظيف، إلا أن الأمور سارت على ما يرام بعد ذلك بفوز منطقي على بوركينا فاسو بهدفين دون رد، ثم بانتصار آخر بفريق أغلبه من الاحتياطيين على أنغولا بهدفين نظيفين أيضا.
وأبرز ما يميز مشوار المنتخب الإيفواري في البطولة أنه حتى الآن لم تهتز شباكه بأي هدف وما يلفت الأنظار أن الفريق ليس فقط هو الأقوى دفاعيا في البطولة بل أنه أيضا يكرر بذلك إنجازه الرائع في أمم أفريقيا عام 1992 التي أقيمت في السنغال والتي فاز فيها الإيفواريون باللقب بدون أن تهتز شباكهم بأي هدف.
وعلى الرغم من إنجاز المنتخب الإيفواري ومسيرته الواثقة في البطولة فأن ذلك لا يعني بالضرورة أنه قادر على التتويج باللقب بسهولة فعلى أرض الواقع فإن القوتين متساويتين من الناحية الهجومية إذ أن كل منتخب أحرز حتى الآن تسعة أهداف، كمان أن الجميع لا يستطيع أن ينكر أن مسيرة المنتخب الزامبي كانت أكثر صعوبة ويكفي أنه استطاع أن يتخطى منتخبين كانا مرشحين بقوة لبلوغ المباراة النهائية وهما منتخبا السنغال وغانا، كما أن كاتونغو ورفاقه تمكنوا من الفوز بسهولة على المنتخب السوداني بثلاثية نظيفة في الوقت الذي فاز فيه دروغبا ورفاقه بشق الأنفس على الفريق ذاته بهدف دون رد.
إذا فإن الاحتمالات ستكون مفتوحة على مصراعيها في المباراة النهائية، ورغم أن عامل الخبرة يصب في مصلحة كوت ديفوار إلا أنه بالتأكيد لن يكون العامل الحاسم في تحديد المتوج باللقب في نهاية المطاف.
بدأت مشاركات المنتخب الإيفواري في نهائيات كأس الأمم الأفريقية منذ العام 1965 عندما خاضت غمار كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في غانا وجاءت انطلاقتها قوية حيث حصلت على المركز الثالث.
واستمر التوفيق محالفا للمنتخب الإيفواري بعد ذلك إذ تمكن من التأهل لنصف النهائي في بطولتي 1970 و1968 على التوالي، قبل أن يخرج من الدور الأول بعد ذلك ثلاث مرات متتالية أيضا في بطولات 1974 و1980 و1984 علما بأن الأخيرة استضافتها كوت ديفوار على ملاعبها.
وشهدت بطولة عام 1986 التي أقيمت في مصر عودة قوية للمنتخب الإيفواري الذي تأهل إلى نصف النهائي قبل أن يخسر من الكاميرون ثم يفوز على المغرب في مباراة تحديد المركز الثالث، وودع الإيفواريون بطولتي 1988 في المغرب و1990 في الجزائر من الدور الأول أيضا قبل أن يتوجوا أبطالا لأول مرة في تاريخهم بفوزهم بلقب بطولة 1992 التي أقيمت في السنغال بعد تغلبهم على منتخب النجوم السوداء الغاني في المباراة النهائية بركلات الترجيح (11/10).
وتوالت المشاركات عقب ذلك للمنتخب الإيفواري إذ تأهل إلى نصف نهائي بطولة 1994 قبل أن يودع بطولة 1996 في جنوب أفريقيا من الدور الأول، ثم توقفت مشاركاته في بطولة عام 1998 عند الدور ربع النهائي، وودع بطولتي 2000 و2002 من الدور الأول، ثم خرج من ربع نهائي بطولة عام 2004، قبل أن تشهد بطولة 2006 تأهله إلى المباراة النهائية وخسارته اللقب أمام المنتخب المصري صاحب الأرض والجمهور بركلات الجزاء، وفي بطولة عام 2008 تأهل إلى المربع الذهبي ولكنه لقي خسارتين مذلتين على التوالي أمام مصر في نصف النهائي ثم أمام غانا في مباراة تحديد المركز الثالث بنتيجة واحدة (4/2)، وفي نهائيات 2010 في أنغولا خرج من ربع النهائي بعد خسارته من المنتخب الجزائري (2/3).
من جانبها استهلت زامبيا مشاركتها منذ بطولة عام 1974 التي استضافتها الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا) وجاءت انطلاقاتها بالغة القوى عندما تأهلت إلى المباراة النهائية أمام أصحاب الأرض والتي انتهت بالتعادل (2/2) قبل أن تخسر المباراة المعادة (2/0) فحصل الزامبيون على الوصافة في أول بطولة يخوضون غمارها.
خرج المنتخب الزامبي عقب ذاك من الدور الأول في بطولة 1978 قبل أن يحصل على المركز الثالث في بطولة 1982 التي أقيمت في غانا، ثم خرج الزامبيون من الدور الأول في بطولة 1986 قبل أن يسيطرون مجددا على المركز الثالث في نهائيات 1990 في الجزائر، ثم ودعوا منافسات أمم أفريقيا عام 1992 من الدور ربع النهائي عندما خسروا أمام كوت ديفوار ذاتها (1/0).
في عام 1994 كانت المشاركة الأبرز للمنتخب الزامبي عندما تمكن من التأهل لنهائي البطولة التي استضافتها تونس بمنتخب أغلبه من الشباب يقودهم رئيس الاتحاد الزامبي حاليا كالوشا بواليا وذلك بعد أن قتل معظم أعضاء المنتخب الأول في حادثة الطائرة المشؤومة التي سقطت فوق الغابون تحديدا عام 1993، وحصل المنتخب الزامبي على المركز الثاني بعد خسارته أمام نيجيريا 2/1.
وتكررت المشاركات القوية لمنتخب الرصاصات النحاسية بعد ذلك في الأمم الأفريقية فحصل الفريق على المركز الثالث في نهائيات عام 1996 في جنوب أفريقيا، قبل أن يهبط منحنى أداء الفريق مجددا فودع منافسات معظم البطولات التي شارك فيها بعد ذلك من الدور الأول.
يذكر أن المنتخب الزامبي واجه نظيره الإيفواري في أربع مناسبات رسمية كان الفوز من نصيب 'الرصاصات النحاسية' في ثلاث مناسبات، بينما فاز 'الأفيال' في مباراة وحيدة، وكان أكبر فوز من نصيب لزامبيا برباعية نظيفة في دورة الألعاب الأفريقية 1999.
تعليقات