القبس تصف تشكيل المبارك للحكومة بأنه انتحار ، لأنها ستكون مكشوفة
زاوية الكتابكتب فبراير 11, 2012, 1:09 ص 1854 مشاهدات 0
القبس
قضية القبس اليوم
أي حكومة في ظل الامتناع عن المشاركة ستكون مكشوفة.. وتشكيلها انتحار
لمصلحة من إهدار فرصة الإنقاذ؟!
الكويت في مخاض ومنعطف.
مخاض الاستعداد لمرحلة وتجربة جديدتين في أداء الحكومة، التي عليها أولاً أن تنعطف بالبلاد من حال الفساد، وتردّي التنمية، وغياب ترتيب الأولويات، والمراوحة عند خط الصفر في الإنجاز.
وبموازاة مهماتها الملحة هذه، على الحكومة المقبلة أن تكون قادرة على استعادة صلاحياتها، حتى يكون مجلس الوزراء مهيمنا على مصالح الدولة، ويرسم السياسة العامة، ويتابع تنفيذها، ويشرف على سير عمل الادارات الحكومية، وهي الاختصاصات التي أناطها الدستور بالسلطة التنفيذية.
باختصار، أمام البلاد خياران لا ثالث لهما: إما الانطلاق في عملية إصلاح سياسي – اقتصادي- اجتماعي، وإما التخبط والتردي أكثر، وإلى الخلف استمر!
المهمات الجسام التي تنتظرنا أدركها جيداً سمو الشيخ جابر المبارك، فأطلق الركائز الأساسية للحكومة التي يريد ان يشكلها، واختار لها شعار البناء، ومدّ اليد للجميع، وصمم على اختيار وزراء سمعتهم ترن كالذهب، يتمتعون بالقدرة والكفاءة والإدراك، يتعاونون مع المجلس، بغض النظر عن توجهات النواب وانتماءاتهم.
هذه هي التزامات الرجل، الذي يريد أن يغلق الباب أمام المحاصصة، أو تقديم المطيع على القادر، أو التنازل عن صلاحيات السلطة التنفيذية.
للأسف، فإن القوى السياسية، الشريك الذي لا غنى عنه في اخراج البلاد من ازمتها، لم تلاقه الى منتصف الطريق، ولا حتى الى ربعها. بل تمترست عند خط المقاطعة. فالتيارات السياسية، وخصوصاً كتلة العمل الشعبي، وتجمع السلف، وحدس، اتخذت قراراً سلبياً بالامتناع عن المشاركة في الحكومة.
في الأوضاع العادية، يمكن أن يكون قرار عدم المشاركة في تحمل المسؤولية مفهوماً، فلكل طرف سياسي رؤيته، وحسبته، ومصلحته.
أما في الاحوال الاستثنائية، كما حالة الكويت، فهذا الخيار ترف. فيه من السلبيات الكثير، بحيث يمكن اعتباره تهرباً من تحمل المسؤولية، أو في أحسن الظن، امتناعاً عن تقديم الجهد المطلوب لمعالجة المشاكل التي تواجهها البلاد.
فالكويت هي الأساس، مصلحتها يجب ان تقدم على مصلحة الكتلة أو الحزب أو التنظيم، وأي مصلحة اخرى.
أما امتناع قوى سياسية رئيسية، تشكل كتلة برلمانية مؤثرة ووازنة، فيجهض كل محاولات ورغبات ومساعي إخراج الكويت من أزماتها.
ثم, ألا يدرك المقاطعون، أو الممتنعون عن المشاركة، ان جابر المبارك يكون انتحارياً إذا شكل حكومة في هذه الأجواء؟!
الانتحار لأن حكومته ستكون مكشوفة، بينما هو راغب في ان ينجز. وقد أعطى دليلاً واضحاً على هذه الرغبة في إنجازين كبيرين يحسبان له: الأول مشروع قانون النزاهة، الذي انتظرته الأمة طويلاً، والثاني تأمين إجراء انتخابات تشريعية نزيهة، حرة، نظيفة، وعادلة.
ليس من مصلحة الكويت أن يُترك جابر المبارك يقاتل وحيداً، أو يضطر إلى تشكيل حكومة هزيلة، ضعيفة، تكون تكراراً للحكومات السابقة، وتكون محكومة بالفشل مسبقاً.
يعزُّ علينا ان نقول إنها فرصة أخيرة للإنقاذ، لأننا لا نفقد الأمل في شعبنا.
لكننا نتساءل بألم: لمصلحة من تضييع وإهدار فرصة جديدة، مهمة، للإنقاذ، قد لا تتكرر في وقت منظور؟!
تعليقات