د.أبوصليب يدعو الدولة للانتفاض لحماية أبناء القبائل من 'الاغتراب السياسي'

زاوية الكتاب

كتب 1290 مشاهدات 0



عالم اليوم

 

كلمات
انتهى الدرس يا...
كتب د. فيصل أبوصليب

انقشع غبار الانتخابات، وبان من انتصر فيها، ومن رجع “خاسرا” وهو حسير، وما يهم في هذه القصة كلها، ليس هي الانتخابات بحد ذاتها، وذهاب الناس، أو بعضهم ، إلى صناديق الاقتراع، ولكن الأهم هو ماصاحبها من خطابات وما أسفر عنها من نتائج، فلقد كانت انتخابات طائفية وفئوية وعنصرية، بامتياز، شاعت فيها البغضاء، وكثر فيها التناحر، وغاب عنها صوت العقل، والاعتدال والوسطية، فلا مكان له وسط هذه الفوضى، حيث كلُ يغني على ليلاه، وهذه كلها من بركات الحكومة السابقة، وسياساتها الفاشلة التي أدت إلى انقسامٍ غير مسبوق في المجتمع. وأما وقد انتهت هذه الانتخابات، فإن هناك كلمات يجب أن تقال، لمن بيده القرار، فهناك شريحة عريضة من أفراد هذا المجتمع، وهي ما يطلق عليها مجازا، القبائل، عانت كثيرا لمدة ليست بالقصيرة خلال المرحلة الأخيرة، من استهداف متعمدٍ ومدروس ومخطط له، وصل إلى حد التشكيك في ولائها، واستفزازها، بجميع الصور والأشكال، وأقبحها وأكثرها وقاحة، ما يبعث التساؤل والشك والريبة، فلماذا أبناء القبائل؟ ولماذا في هذه الفترة بالتحديد؟ ومن هو وراء هذا المخطط الخبيث ؟ ونقول مخطط لأنه بالفعل كذلك، وليس وراءه أفراد، بل يتعدى هذا العمل القدرات الفردية، فهذا ليس إلا عمل أجهزة مخابرات، لدولة أجنبية، هي إيران، التي تستهدف السيطرة على دول هذه المنطقة، وذلك بإضعافها من الداخل، بعد أن سيطرت على العراق بمساعدة العم سام، فكان لها ما أرادت في بلاد الرافدين، حيث الأغلبية الموالية، والأقطاب السياسية التي عاشت في طهران أكثر من إقامتها في بغداد، فهناك المجلس الأعلى، وحزب الدعوة، والتيار الصدري، وميليشيات وفيالق، ما أنزل الله بها من سلطان.
ولكن في الكويت، هناك أقلية شيعية، وهناك الحضر السنة، وهناك أيضا أبناء القبائل، وهؤلاء عددهم كبير، ويكثر فيهم المتدينون والمحافظون، ومن يسمون مجازا من قبل البعض “ بالتكفيريين”، فكان هناك من قرأ الوضع في داخل الكويت جيدا، وعرف بأن هناك من أفراد الحضر السنة، من لديه نوازع عنصرية، وشعور مزيف بالأفضلية، يتعلق بالفترة التي سبقت حقبة النفط وهدم “السور”، ومعظم هؤلاء لم يكونوا ينتمون في تلك الحقبة للعائلات الكبيرة، والعريقة، والغنية، وجل ما يملكونه أنهم كانوا يعيشون في تلك الفترة داخل سور المدينة، حتى وإن كانوا من “ الصبيان” ، وهذا ما يعتقدون بأنه يميزهم ويريدون لذلك أن يكون لهم نوع من الأفضلية على غيرهم، وبالذات تجاه أبناء القبائل، فكان هناك من استغل هذا الشعور، ودفع بأحدهم، حتى يكون له مصداقية أكبر، ومعه ملف “المزدوجين”، الذي ظاهره المطالبة بتطبيق القوانين، وباطنه الطعن بولاء القبائل وانتمائها، وأعطي ذلك “الشقي” كل ما يحتاجه لتنفيذ هذا المخطط، وقدم له الدعم المادي والمعنوي، و”الفتاوى الدينية” للوصول إلى البرلمان، وحدث بذلك “ تحالف الشيطان” ، بين أولئك العنصريين، والطائفيين في مناطق “موبوءة” لإيصال من يحمل هذا الخطاب العنصري، فكان لهم ما أرادوا، وكلُ منهم يعتقد بأنه يخدم أهدافه، وهم لا يعلمون أنهم بذلك إنما يقدمون العون لمن يريد إحداث الشرخ “العميق” في داخل المجتمع الكويتي، وتحييد الحضر السنة، ومحاربة أبناء القبائل، حربا قذرة، مازالت فصولها مستمرة. فهل سيترك أبناء القبائل يواجهون هذا المخطط لوحدهم ويتخلى عنهم الجميع حتى يدخلوا فيما يسميه علماء الاجتماع السياسي “بالاغتراب السياسي” داخل الدولة، ولهذه الحالة نتائج كارثية، أم أن الدولة ستنتفض لتحميهم من هذا المخطط الذي لا يقصدهم لذاتهم بل يستهدف الكويت من ورائهم.

تعليقات

اكتب تعليقك