«تصرخ.. اصرخ» «تهدّي.. اهدّي»..نهج المجلس الجديد، برأى عبدالمحسن جمال

زاوية الكتاب

كتب 692 مشاهدات 0



القبس

رأي وموقف
مجلس «معادلة القوة»
كتب عبدالمحسن يوسف جمال :

بعد أن تبينت ملامح مجلس الأمة الجديد، صار من الواضح ظهور ما يسمى بـ «معادلة القوة» أو ما يطلق عليها «معادلة الرعب».
فالمجلس الحالي، كما هي برلمانات العالم كله تتشكل من جميع أطياف المجتمع بمختلف فئاتهم وقواهم، ويبدأ الصراع السياسي من خلال حشد هذه التكتلات أو الأحزاب قوتها بكسب أكثرية الأصوات لاتخاذ القرارات التي سعت للعمل لها.
ومجلسنا الحالي يضم مجموعة غير متجانسة من المعارضة، سواء الدينية بمختلف توجهاتها، أو المستقلة بتنوع أفرادها.
وفي المقابل، فإن هناك نوعاً آخر من المعارضة أو الاصطلاح الجديد الذي بدأنا نسمعه وهو «معارضة المعارضة»، وهو يضم أيضاً أطيافاً متنوعة.
في كلا الجانبين هناك نواب يتميزون بالتطرف في طرح أفكارهم، وما نطلق عليه في الكويت «نواب الصراخ» أو نواب الصوت العالي.
إذاً المعادلة البرلمانية المقبلة هي «ترفع صوتك.. ارفع صوتي» «تصرخ.. اصرخ» «تتهجم.. اتهجم» وفي مقابلها «تهدّي.. اهدّي»، «سيب.. وأنا أسيب».
وجود هذا النوع من النواب سيجعلنا أمام طريقين: إما الانفعال والتوتر والصراع الذي لا جدوى منه، وإما الهدوء واجتناب الخسائر من الطرفين، وبالتالي التفاهم على الحد الأدنى.
من خلال تجارب العديد من برلمانات العالم، فإن وصول طرفي النقيض من النواب عادة ما يخلق توازناً سياسياً لمعرفة أحد الطرفين بقوة الطرف الآخر، وبالتالي تجنب إثارته. فهل سنشاهد في مجلسنا الحالي تطبيق هذه المعادلة أم أن الأمور ستجري بطريق آخر؟
المأمول شعبياً أن الناخبين أدلوا برأيهم الصريح واختاروا ممثليهم للفصل التشريعي الرابع عشر، ويتمنون أن تستمر سنواته الدستورية الأربع من دون مشكلات، وأن يتحلى النواب بروح الديموقراطية وبوطنيتهم، وأن يتعاونوا معاً كما هم أهل الكويت متعاونين دائماً، رغم اختلاف المشارب وتنوع الآراء.

د. عبدالمحسن يوسف جمال

تعليقات

اكتب تعليقك