الدعيج يدافع عن اختيار ناخبى الثالثة، ويُعنف من يصفهم بـ'مجاميع التخلف'

القبس

احترموا حقهم الدستوري
عبداللطيف الدعيج
هناك محاولات لبعض الجهات لإبطال عضوية نائبي الدائرة الثالثة المثيرين للجدل. ويستغل البعض عفوية الناس وربما اريحيتهم للتحريض على عزل النائبين واقصائهما. ان مجلس الامة هو الوحيد الذي يفصل في «صحة انتخاب اعضائه»، اي انه يفصل في ما اذا كان الانتخاب حقيقيا وقانونيا وشرعيا، لكنه لا يفصل في «اهلية» المنتخبين، وهو ما تسعى بعض مجاميع التخلف الى تحقيقه. صحة انتخاب النائبين يجب ان تسري على عموم العملية الانتخابية التي جرت في الدائرة الثالثة، ويجب ان تكون عضوية جميع الناجحين موضع تمحيص وفصل وليس من يختارهم عنوة المتخلفون.

في واقع الامر، نحن لو طبقنا وجهة نظر مجاميع التخلف والتعصب على جميع نواب مجلس الامة، وحاولنا الكشف على اهلية نواب الامة، لنتج عن ذلك تسكير المجلس وختمه بالشمع الاحمر، لان احدا من اعضاء مجلس امتنا بالكاد يكون «كفؤا» لان يمثل الامة. جميع الفائزين من مجاميع التخلف معادون للحريات ومتنمرون على الدستور، وبعضهم نتاج الانتخابات الفرعية المجرمة قانونا. من هو شرعي فيهم، يكتسب شرعيته من انتمائه الديني او القبلي، في ما هو يحارب الدستور ويعادي اغلب المواد الدستورية الخاصة بحقوق الناس ومقومات المجتمع. ليس هناك فرق على الاطلاق بين نائبي الدائرة الثالثة المتهمين بانعدام الخلق او قلة الحياء، واغلب نواب الامة ممن اقسم ويقسم على احترام الدستور ثم يضرب بقسمه عرض الحائط، عندما يتعمد مصادرة الحريات ويمارس التعدي على حقوق الاخرين ونقض كل ما كفله الدستور الذي اقسم عليه لهم. في واقع الامر، انا اتوقع بعد الموجة الدينية التي اوضحتها انتخابات الخميس الماضي ان يجهر اغلب نواب الامة الفائزين بعدائهم للدستور واحتقارهم له في جلسة القسم، حيث سيختلقون قسمهم وحلفهم الخاص في انتهاك بيّن وصريح للمادة 91 من الدستور.

مرة ثانية، ان فوز السيدين محمد الجويهل ونبيل الفضل هو خيار حر مارسه ناخبو الدائرة الثالثة بحرية، وما على مجاميع التخلف الا ان يصحوا وان يقروا بان هناك مواطنين لهم خيارات غير خيارات ناخبيهم، ولديهم اولويات غير اولوياتهم ويجب عليهم «دستوريا» ان يحترموا هذه الاولويات وان ينحنوا لهذه الخيارات... ولكن من قال ان لدى مجاميع التخلف احتراماً او تقديراً للدستور؟

عبداللطيف الدعيج