اليوم التبس علينا الأمر ولا ندري هل من يعتلي المنبر يحب الوطن أم يسبه؟! برأي وضحة المضف
زاوية الكتابكتب فبراير 5, 2012, 7:46 م 998 مشاهدات 0
كعرب الجاهلية نغزو بعضنا... زغروطة
وضحة المضف
كتبت قبل سنوات ناصحة ومحذرة من حاطبي الليل الذين يئزمون تحتها لتتوقد النار، وها نحن اليوم التبس علينا الأمر ولا ندري هل من يعتلي المنبر يحب الوطن أم يسبه؟! وحق علينا أن نتعجب ونحن في أيام عرسنا الديموقراطي من قدرة ذلك المختبئ الذي يحرك خيوط اللعبة السياسية بيده التي تحاول قتل كل إحساس بالوطنية وتعيدنا إلى أيام كليب بن ربيعة وجساس بن مرة وخالته البسوس بنت منقذ كعرب الجاهلية نغزو بعضنا، وهذا ما يتجه لتحقيقه ذلك المختبئ الماكر بكل ما أوتي، ولكي ينجح أي جهد في تمزيق الوطن وتشتيت شمله لا بد أن يتجه حاطب الليل لصنع حواجز بين مكونات الوطن زارعا ألغام الطائفية والقبلية، داعما طرفا ضد الآخر ومن خلال ذلك يصل إلى هدفه في شل وحدة الوطن وهدم كيانه، مستغلا جميع إمكانياته وثرواته التي هي بالأصل ثروات الوطن مطبقا بذلك سياسة «فرق تسد» المعروفة للجميع.
سأتجاوز اليوم حاجز الكلام الممنوع من أجل الوطن وأحذر بكلمات تكشف الغموض وتجلي الخفايا، إن ظل حاطب الليل سادراً في غيه ومستمرا على نهجه في دهاليز أوكار المعصية والتآمر لتمزيق البلاد على جماجمنا وبحور من دمائنا «وبحق سالت الدماء» ستخرج الجماهير الغاضبة في المرة المقبلة مطالبة بإقصاء من يقتات على زيادة تقسيم المجتمع ويلعب على أوتار مكوناته دون أي اعتبار للوطن، فهذه الجماهير مستعدة للتخلص منه مهما كلفها ذلك من ثمن، فالغريق لا يبالي حتى وإن تعلق بزعنفة ذيل قرش يظنها منجاة، فالشعب سيتصدى بكل قوة للمحاولات الخبيثة وسيشتبك مع كل من يريد تمزيق المجتمع ومحاربة عوامل وحدته، فقد انزعج الناس من الظواهر الغربية الصادمة للعقل التي أخذت تطل برأسها متجرئة على أمن الوطن عابثة بحرمته وضاربة بفكره السياسي والوطني في مقتل، فلن يقبل الشعب أن ينظر إليه كالبيضة التي لا يعرف وجهها من قفاها، بل هو شعب على حد السيف وسيقف بالمرصاد في وجه من يريد اصطناع النزعات لسلخ الوحدة الوطنية والنسيج الروحي للمكونات المجتمعية بشكل علني مفضوح، فقد سلطنا الضوء على الحالة وعرينا المشكلة وبينا عبر مقالات سابقة فداحة الجرم وحقيقة المؤامرة على وطننا الأشم بعد أن قرأنا الواقع قراءة فاحصة، فأرّخينا اللحظة استشرفنا ما وراء الغد ولن نتوانى لحظة عن فضح السفاح الذي يود أن يسفك دم الوطن، فالمرحلة الحالية لا تحتمل قطرة من بحر التأزيم.
فيا أهل الكويت لن يبقى لمعتذر من عذر بعد أن تجلت الصورة وباتت واضحة، فلا أحد يستطيع تمزيق الوطن إلا بحبل منكم، وها نحن على أعتاب مرحلة جديدة من البناء والتنمية الجادة بعد أن قال الشعب الكويتي الحر كلمته في 2 فبراير واختار من يمثله من كتلة المعارضة أو إن صح التعبير عين الأمة البصيرة وقلبها الحي النابض ولسانها الصادق، ونقول لهم بوضوح وحب، نحن أمة العزة والكرامة والحرية، أمة لا تتوسل التغيير بل تصنعه بأيدي أحرار ما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا، فالتغيير بأيدينا فخافوا الله فينا واحفظوا أمانتنا، وألف مبروك ترافقها زغروطة تحلق في أرجاء الوطن احتفالا بفوز الأحرار برغم من وُجد في المجلس رغما عنا والعزة للكويت ولنا.
تعليقات