بدر خالد البحر للإخوان والسلف: افتحوا أذرعكم للجميع ولا تزكوا أنفسكم فقط
زاوية الكتابكتب فبراير 5, 2012, 1:05 ص 902 مشاهدات 0
القبس
أدوا عهدكم وتمذهبوا لا تتحزبوا
كتب بدر خالد البحر :
جورج بوش الأب في حملته الانتخابية التي فاز فيها على ريغن أواخر الثمانينات اشتهر بمقولته «اقرأوا شفتيّ ــــ وأشار إلى شفتيه ــــ لا مزيد من الضرائب»، فما كان منه إلا أن زاد الضرائب بعد توليه الرئاسة مباشرة، فحتى في الدول التي يفترض ألا تكذب علناً، ليس كل ما يقال في الحملات الانتخابية يمكن تنفيذه، وعندنا أسوأ، ففي المجلس السابق تعهدوا بأبسط شيء في حملاتهم فخانوا عهودهم، فالمال العام سرقوه رشوة، والوحدة الوطنية جعلوها طائفية، فقدس الشيطان سرها.
يقول لي أحد الأصدقاء: هل تعتقد انهم هذه المرة سيفعلون ما قالوا في حملاتهم؟ فقلنا له نحن نريدهم ـــ بادئ ذي بدء ـــ أن يسلموا علينا بالحرارة نفسها التي بادرونا بها عند مقرات الاقتراع، فقد كنا مرة مع صديقنا بوسعود عند مقر أحد المرشحين خارج دائرتنا، وما إن دخلنا انهال علينا بوابل التحيات والقبلات، فقال له بوسعود: «مهلاً! من هذا الذي كدت تحمله من على الأرض؟»، فأشار إلي وقال «هذا ولدنا»، فقال له: «لا هو ولدكم ولا تعرف اسمه ولا حتى في دائرتكم»!
بوعبدالعزيز يقول إن قريبه مرشح آخر راسب، يقول له حزنت لأنني في يومين قبّلت عددا من الرؤوس لم أقبل كثرهم في حياتي كلها، بل ان والدي غضب مرة وخرج من الديوان قائلا «حتى راس «حميدو» قبلته؟!»، فانتبهت أنني قد قبّلت رأس ذلك المختل عقليا الذي يجوب منطقتنا تائها، ظنا مني أنه شخص آخر.
إننا نشكر المرأه الكويتية التي نضج وعيها خلال ثلاث سنوات فقط، فانتصرت في هذه الانتخابات حين أقصت المرأة التي شوهت الحياة السياسية، فكانت عونا في اختيار الأفضل في غالبية الدوائر، ولم تتحزب لجنسها، وهذه هي الرسالة التي نوجهها للغالبية الملتزمة بشرع الله التي تنتمي إلى جماعتي السلف والإخوان، التي أثبتت نتائج التصويت بأن الأمة لم تتحزب عندما أدلت بأصواتها لمرشحيهم، ولذلك فعليهم ألا يتحزبوا بعد فوزهم بالانتخابات ضد الأمة وأن يذوبوا بين شرائح المجتمع. ونذكرهم بأن الاصلاح يحتاج إلى قيادات تقود المؤسسات الحكومية، ولذلك فعليهم اختيار الأصلح لتولي تلك المناصب وإن كان من خارج تجمع السلف والإخوان، وعليهم عدم الرجوع لممارساتهم القديمة التي ألّبت ضدهم عامة الناس، حين انتزعوا بعض المناصب من الرجل أو المرأة الكفؤ وأعطوها لمن هم أقل كفاءة فقط لأنهم ينتمون لجماعاتهم!
نحن نذكر السلف والإخوان بالنموذج التركي ــــ جول وأردوغان اللذان طرحا مشروعا إصلاحيا شاملا للدولة من غير إقصاء للآخر فحازا ثقة الأمة ــــ ونقول لهم إن أمامهم فرصة لكسب الأمة بأجمعها بعد أن أعادت إليهم الثقة التي انتزعتها منهم الانتخابات السابقة، باختصار نقول لجماعتي السلف والاخوان لا ضير أن تتمذهبوا، كل حسب ما اجمع عليه مشايخه الأفاضل، ولكن افتحوا أذرعكم للجميع ولا تزكوا أنفسكم فقط بل زكوا كل شخص كفؤ، فالأغلبية قد أدت عهدها بانتخابكم، فأدوا عهدكم وتمذهبوا ولا تتحزبوا.
* * *
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
بدر خالد البحر
تعليقات