د. وائل الحساوي للتكتلات الإسلامية: كوني صمام الأمان
زاوية الكتابكتب فبراير 5, 2012, 12:59 ص 698 مشاهدات 0
الراى
نسمات
أيتها التكتلات الإسلامية: كوني صمام الأمان
أراد الشعب الكويتي بيان رغبته في التغيير تحت عنوان: «النزاهة والامانة أولا» فاختار مجلسا يخلو من القبيضة والمرتمين في احضان الحكومة بغير حق، وابتعد عن اصحاب المواقف المتذبذبة والشعارات الجوفاء، فجاءت النتيجة كما شاهدناها الخميس الماضي. في الوقت ذاته لم يُبعد الناخبون ايا من مرشحي المعارضة الذين قادوا التغيير في المجلس السابق بل عززوا دورهم ليكملوا التغيير الذي ينشدونه، اما اقصاء المرأة من الفوز فلم يكن بسبب مؤامرة ولكنه كان انعكاسا لدورهن في المجلس السابق وعدم رضا الناخبين عن ادائهن. اما اختيار العديد من مرشحي التيارات الاسلامية في المجلس فهو ليس امتدادا للربيع العربي كما يوهم البعض ولكنه امتداد لمجلس 2008 الذي زاد عددهم فيه على عشرين عضوا قبل ان تتدخل اطراف كثيرة لحل المجلس بعد ثمانية اشهر من تشكيله ثم تتدخل في ايصال اشخاص محسوبين على اطراف متنفذة واسقاط آخرين، ويحسب للحكومة في هذه الانتخابات نسبة الشفافية العالية بالرغم من وجود بعض التجاوزات، ولا شك بأن وصول بعض المؤزمين الجدد في الدائرة الثالثة يمثل رغبة من بعض فئات الشعب في التغيير اكثر منه بسبب التزوير وشراء الاصوات. على كل، فإن هذه صفحة وانطوت ولكن ما اريد توجيهه للتكتل الاسلامي في المجلس والذي يشكل الاغلبية بشقيه الحضري والقبلي هو ان مفاتيح الاستقرار في المجلس بأيديكم وانكم القدوة للجميع ومتى حرصتم على اشاعة جو الهدوء والاستقرار في المجلس والبعد عن الطرح المتشنج والتصعيد غير المبرر فإن البقية سيتبعونكم وليكن شعاركم اليوم هو المزيد من انجاز القوانين والتشريع لان البلد بحاجة لسد هذا النقص الرهيب في التشريعات ولتكن عيونكم مفتوحة على استكمال جوانب النقص التشريعي وتفعيل خطة التنمية ودعم الحكومة في حفظ الامن والاستقرار وتحقيق الكثير من الانجازات. ولا يعني كلامي السكوت عن التجاوزات والاهمال الحكومي او الرضا بالفساد، ولكن هناك فرق بين التوجيه والارشاد وبين التشنج والتهديد والوعيد لاي غلطة او ملاحظة. وليكن في اذهان التكتل الاسلامي ان هنالك اطرافا كثيرة قد «سنّت سكاكينها» وجهزت مدافعها لاجهاض هذا المجلس منذ الآن وتنتظر الفرصة المواتية وتبحث عن المبررات، وما مجلس 2008 عنا ببعيد حيث جاء اعدامه سريعا بعد وقوع القليل من الاخطاء من نوابه واضطررنا للعيش سنتين ونصف السنة في التيه والعذاب في مجلس 2009، والسعيد من وعظ بنفسه والشقي من وعظ بغيره. ان الانجازات التي حققتها التيارات الاسلامية في الكويت خلال نصف قرن ليس لها مثيل في العالم كله من ناحية العمل الخيري والقوانين الاسلامية وانتشار روح الاسلام والمظاهر الاسلامية في البلد وذلك بفضل الله تعالى ثم بتفهم قيادتنا السياسية وانفتاحها على المجتمع، ومن الغباء ان نفرط بتلك الانجازات العظيمة طمعا في حرق المراحل والوصول إلى الكمال او استجابة لبعض المتعجلين الذين يريدون تحقيق كل شيء في وقت قصير، ولنا عبرة في قصة الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه عندما جاءه ابنه يسأله عن سبب عدم تطبيق كل مظاهر الاسلام في خلافته فأجابه: «ألا يرضيك ان يحيي أبوك كل يوم سنّة ويميت بدعة؟».
د. وائل الحساوي
تعليقات