السودان يطمح لمواصلة إنجازاته عبر بوابة زامبيا
رياضةوكوت ديفوار مرشحة لوقف مغامرة غينيا الإستوائية في كأس أفريقيا
فبراير 3, 2012, 5:20 م 735 مشاهدات 0
يطمح المنتخب السوداني لمواصلة انجازاته التاريخية في النسخة الثامنة والعشرين لنهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم وبلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 42 عاما عندما يلاقي زامبيا غدا السبت في باتا في تمام الساعة 7 مساء بتوقيت دولة الكويت بالدور الربع النهائي.
ولم يرشح أي من الخبراء أو الجماهير بما فيها السودانية صقور الجديان لتخطي الدور الأول لكن تماسيح النيل وهو اللقب الثاني للمنتخب السوداني، أبلوا البلاء الحسن منذ مباراتهم الأولى أمام كوت ديفوار عندما خسروا بصعوبة 0/1 وكانوا قاب قوسين أو أدنى من الفوز أو التعادل على الأقل، قبل أن يحققوا 3 إنجازات تاريخية، بدأوها بالتعادل مع أنغولا 2/2 بثنائية محمد أحمد بشير الذي فك صياما عن التهديف منذ 1976، ثم بفوز تاريخي على بوركينا فاسو بثنائية لمدثر الطيب، هو الأول للسودان منذ 42 عاما وتحديدا منذ تغلبه على غانا 1/0 في 16 فبراير في المباراة النهائية للنسخة التي استضافها عام 1970.
وساهم الفوز في بلوغ صقور الجديان الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ تتويجه باللقب عام 1970، والأولى في تاريخه، لأنه عندما حل وصيفا عامي 1959 و1963 وثالثا عام 1957 شهدت البطولة مشاركة 4 منتخبات عام 1957 و3 منتخبات عام 1959 و6 منتخبات عام 1963، كما أنه عندما توّج باللقب عام 1970 شاركت 8 منتخبات فقط وزعت على مجموعتين، وتأهل الأول والثاني مباشرة إلى نصف النهائي.
ولم يكن مصير المنتخب السوداني بيده في الجولة الأخيرة وتوقف على فوزه على بوركينا فاسو، وفوز كوت ديفوار على أنجولا، فكان له ما أراد.
وتعتبر المباراة ثأرية بالنسبة للمنتخب السوداني الذي مني بخسارة مذلة أمام زامبيا وبثلاثية نظيفة في الجولة الأولى من نسخة عام 2008، عندما عاد إلى النهائيات للمرة الأولى منذ 32 عاما، لكن شتان بين مستوى سودان 2008 والمنتخب الحالي الذي أعرب مدربه محمد مازدا عن أمله في أن يواصل روح الإنتصارات والذهاب أبعد حد ممكن في النسخة الحالية.
وأوضح مازدا: زامبيا منتخب قوي ويملك خبرة أكثر منا في البطولة. ليس لدينا ما نخسره الآن بعدما حققنا هدفنا وهو تخطي الدور الأول، سنبذل كل ما في وسعنا لمواصلة تشريف كرة القدم السودانية خاصة والعربية عامة.
ويعول السودان على هدافيه الهلال بشير والطيب لزعزعة الدفاع الزامبي. وقال بشير: كنا مصرين على تحقيق الحلم الذي تمكننا بالفعل من بلوغه من أجل المنتخب وكل الشعب السوداني. الآن نرغب في الذهاب لأبعد نقطة ممكنة، وشاطره الطيب الرأي بقوله: بلوغنا ربع النهائي أعطانا دافعا معنويا كبيرا، ونتائج البطولة الحالية أكدت أنه لا مجال للمنطق وان كل شىء ممكن، ومن هذا الأساس سنواجه زامبيا دون أي مركب نقص.
ولن تكون مهمة السودان سهلة أمام زامبيا التي تطمح بدورها إلى بلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 16 عاما وتحديدا منذ خسارتها أمام تونس في نسخة جنوب أفريقيا عام 1996، وتعويض خيبة أملها في النسخة الأخيرة عندما حرمتها ركلات الترجيح في تخطي ربع النهائي أمام نيجيريا.
ومنذ الخسارة أمام تونس 2/4 عام 1996، منيت زامبيا بفشل ذريع في العرس القاري وودعت النهائيات من الدور الأول في 5 نسخ متتالية قبل أن يعيدها مدربها الفرنسي هيرفيه رينار إلى خانة الكبار بقيادتها إلى ربع النهائي في النسخة الأخيرة في أنغولا.
وفجرت زامبيا مفاجأة من العيار الثقيل في اليوم الأول من النسخة الحالية عندما تغلبت 2/1 على السنغال التي كانت بين أبرز المرشحين لإحراز اللقب، ثم سقطت في فخ التعادل أمام ليبيا 2/2، قبل أن توقف مغامرة غينيا الإستوائية صاحبة الضيافة 1/0 بفضل قائدها ونجمها كريستوفر كاتونجو.
وتلهث زامبيا منذ عام 1993 وراء إحراز اللقب القاري للمرة الأولى في تاريخها وإهداء لروح ضحايا الكارثة الجوية التي ادت إلى مصرع جميع لاعبي منتخب بلادها باستثناء نجمهم السابق رئيس الإتحاد المحلي كالوشا بواليا الذي لم يكن في الطائرة لتأخر التحاقه بمنتخب بلاده بسبب مباراة لفريقه وقتها إيندهوفن الهولندي.
وقال رينار: تخيلوا لو أحرزنا الكأس في النسخة الحالية، سيكون ذلك رائعا لتكريم اللاعبين الذين راحوا ضحية الدفاع عن منتخب بلادهم، وتوجه إلى لاعبيه قائلا: لتحقيق ذلك يجب فقط الدفاع بقتالية عن ألوان بلدكم ومنتخبكم الوطني.
وأكد رينار أن مهمة زامبيا لن تكون سهلة أمام السودان: لأن السودانيين لا يوجدون عن طريق الصدفة في النهائيات. لقد تعادلوا مع غانا في أكرا ولم يكونوا بعيدين عن النجوم السوداء في التصفيات. قوة هذا المنتخب في لاعبيه الذين يلعبون جميعهم في الدوري المحلي. لقد كان الأمر ذاته مع مصر التي توّجت بالنسخ الثلاث الأخيرة.
وأضاف: السودان منتخب قوي وعنيد ولا يستسلم. لديه لاعبين جيدين جدا مثل رقم 10 وقدمه اليسرى (مهند الطاهر). ضد كوت ديفوار (خسروا 0/1)، سنحت لهم العديد من الفرص. يلعبون كرة قدم تعتمد على التمريرات القصيرة والفنيات بالإضافة إلى الروح القتالية.
وتابع: نحترم المنتخب السوداني ولن نواجهه بإفراط في الثقة. استعدنا عافيتنا والجميع مستعد للمباراة. عندما نفكر في أننا بلغنا ربع النهائي بإمكاننا القول بأننا بلغنا الهدف الأول، لكن في كرة القدم، عندما تسترخي فإنك تتلقى الضربة القاضية. يجب علينا الآن تحقيق الهدف الأسمى وهو بلوغ نصف النهائي، وهذا الأمر لم تحققه زامبيا منذ 16 عاما، في إشارة إلى خروجها من دور الأربعة عام 1996 في جنوب أفريقيا بخسارتها أمام تونس 2/4 قبل أن تحل ثالثة على حساب غانا 1/0.
والتقى المنتخبان 9 مرات حتى الآن، وتميل كفة زامبيا بأربعة انتصارات مقابل ثلاث هزائم وتعادلين.
من جانبها تبدو كوت ديفوار مرشحة بقوة إلى وقف مغامرة غينيا الإستوائية المضيفة، عندما تلاقيها غدا السبت في مالابو في تمام الساعة 10 مساء.
وفجرت غينيا الإستوائية مفاجأتين مدويتين في الدور الأول وحققت فوزين تاريخيين على كل من ليبيا 1/0 والسنغال 2/1 في أول مشاركة لها في العرس القاري الذي لم تكن لتحلم بخوض غماره لولا منحها شرف الإستضافة المشتركة مع الغابون بالنظر إلى تواضعها قاريا وعالميا حيث تحتل المركزين 42 و151 على التوالي.
وخالفت غينيا الإستوائية كل التوقعات ونجحت في خطف بطاقة تاريخية إلى الدور ربع النهائي، وهو إنجاز عجز عن تحقيقه المنتخبان الضيفان الآخران على البطولة وهما النيجر وبوتسوانا حيث ودعا معا من الدور الأول وبثلاث هزائم متتالية لكل منهما.
وحظي المنتخب الغيني الإستوائي بتشجيع كبير من المسؤولين في بلاده وتحديدا تيودورين أوبيانج نجيما وزير الزراعة ونجل رئيس البلاد تيودورو أوبيانج. وخص الوزير لاعبيه بمكافأة مالية بقيمة 760 ألف يورو للفوز على ليبيا 1/0، وبمثلها للفوز على السنغال.
ووعد تيودورين لاعبيه بمواصلة المكافآت كلما استمرت الإنتصارات.
وتعول غينيا الإستوائية على جماهيرها الغفيرة التي ستملأ مدرجات الملعب الأولمبي في مالابو، لتحقيق إنجاز تاريخي ثالث على حساب كوت ديفوار.
وتركز غينيا الإستوائية على لاعبيها المجنسين في مقدمهتم حارس المرمى دانيلو البرازيلي الأصل والمدافعان لورانس دوي من ليبيريا وفوسيني كاميسوكو من كوت ديفوار ولاعب الوسط تييري فيدجو من الكاميرون.
وأكد مدرب غينيا الإستوائية البرازيلي جيلسون باولو: استعداداتنا لمواجهة كوت ديفوار كانت عادية وبشكل طبيعي،مضيفا: استعدنا حماسنا وتركيزنا بعد الخسارة أمام زامبيا، نتمنى أن نكون في قمة مستوانا في ربع النهائي.
وتابع: سنخوض المباراة بارتياح كبير ودون أي ضغوطات لأنه لا مجال للمقارنة بيننا وبين الفيلة، لكننا سنعول على أن كل شىء ممكن في كرة القدم، وسنبذل كل ما في وسعنا لتحقيق نتيجة إيجابية.
بيد أن مغامرة غينيا الإستوائية قد تتوقف في ربع النهائي لأنها تصطدم بأحد أقوى المنتخبات في النسخة الحالية كوت ديفوار التي تمني النفس بالظفر باللقب القاري الثاني في تاريخها والأول منذ عام 1992 عندما ظفرت بالكأس الغالية بتغلبها على غانا في المباراة النهائية بعد ركلات ترجيح ماراتونية في السنغال.
وحققت كوت ديفوار العلامة الكاملة في الدور الأول على حساب السودان 1/0 وبوركينا فاسو وأنغولا بنتيجة واحدة 2/0 وهي المنتخب الوحيد الذي لم تهتز شباكه حتى الآن.
وتستعيد كوت ديفوار نجومها في مباراة الغد خصوصا القائد ديدييه دروغبا ويايا توريه وسالومون كالو وجرفينيو حيث أراحهم المدرب فرانسوا زاهوي في المباراة الأخيرة أمام أنغولا.
وشدد زاهوي على ضرورة عدم الإستهانة بمنتخب غينيا الإستوائية التي يملك افضلية اللعب على أرضه وأمام جماهيره.
وقال في معرض رده عن سؤال حول الحالة التي سيواجه بها منتخب بلاده غينيا الإستوائية الأضعف في البطولة قال: لقد قيل لي في السابق أن السودان منتخب ضعيف. ’منتخب ضعيف‘ مصطلح صحفي احترمه لكن الحقيقة بالنسبة لي هي أرضية الملعب. عندما يصل منتخب ما إلى ربع النهائي، فإن ذلك لا يكون صدفة، وفضلا عن ذلك فإن هذا المنتخب يلعب على أرضه وسيكون مدعما من جماهيره.
وتابع: لم نرفض أبدا ترشيحات الجميع لنا بإحراز اللقب، لكننا لا نعقتد بأننا سنواجه منتخبا ضعيفا... نتوقع مباراة صعبة أمام منافس سيلعب بنسبة 300 بالمئة من إمكانياته. إنها مرحلة جديدة في البطولة، كما أنها مباريات لا مجال فيها للخطأ والفوز بها يتوقف على جزئيات صغيرة.
وأضاف: نحن مصرون على مبادئنا في مواجهة المنافسين: برودة الأعصاب، وأقصى التواضع والإحترام واللعب بقتالية من أجل تحقيق الفوز وبلوغ هدفنا ألا وهو التتويج باللقب.
وتابع: إذا كنت ترغب في نيل اللقب، فإن الفوز هو الطريق الصحيح. نحن هنا من أجل تحقيق ذلك، علمتنا التجارب السابقة أن النتيجة هي الحكم وليست العروض الجيدة. هدفنا هو التتويج باللقب وذلك يمر بالفوز. حققنا العلامة الكاملة في الدور الأول، وسنسعى إلى تحقيقها حتى المباراة النهائية.
تعليقات