المشهد الشيعي في أصعب امتحان بانتخابات 2012 ! برأي فوزية أبل

زاوية الكتاب

كتب 1642 مشاهدات 0


أيام قليلة ويتوجّه الناخبون الى مراكز الاقتراع في ظل آمال معقودة، على ان تكون هناك نقلة نوعية تنقل البلاد الى نهج برلماني جديد متفاعل مع نهج حكومي جديد، بعيداً عن تداعيات المرحلة المتأزمة التي شاهدنا فصولها على كل صعيد، ومن اسوأ تجلياتها الفساد الحكومي الذي قابله - أو تصارع معه - الفساد المستشري على الصعيد النيابي.
ولكن، هذا الذي نتابعه في مجريات الحملة الانتخابية هل يعطي انطباعا بأننا على عتبة مرحلة جديدة حقا تنسجم مع طموحات الكويتيين بوقف الممارسات الخاطئة؟
فيما عدا استثناءات قليلة، فإن ما يبرز على الساحة هو النفس الطائفي وكذلك النهج الفئوي والانقسامات والطروحات الملتبسة سعياً الى كسب اصوات الناخبين وبأي ثمن.
وفي الوقت نفسه، برزت الى الواجهة القرارات الحكومية الاخيرة المتعلقة بنزاهة العملية الانتخابية، ومكافحة شراء الاصوات، والتصدي لظاهرة «الفرعيات»، ومهما يكن من صعوبة تطبيق هذه القرارات فإنها تشكل، في المبدأ، مؤشرا على ان الحكومة جادة في محاولة رسم ملامح المرحلة المستقبلية، وقد يكون هذا مؤشراً جيداً على منحى عمل الحكومة ما بعد الانتخابات.
لكن، هناك من يتوقع، منذ الآن، بروز نهج حكومي صائب يقابله نهج برلماني مرتبك، او عاجز عن المواكبة... في حين يتوقع آخرون الوقوع في السيناريو المعاكس.
وفي عودة الى مسار الحملات الانتخابية، نجد ان مناخ التهدئة - ولو النسبية - يسيطر على كثير من طروحات المرشحين وكذلك افكار المشاركين في الندوات الانتخابية، معظم المرشحين - وبينهم نواب سابقون - يسعون الى التخفيف من حدة الخطاب السياسي المتوتر او على الاقل الابتعاد عن اسلوب الصراخ والتهديد، وهذا ينسجم، في الواقع، مع نقْمة المواطن العادي على اجواء التشنج والمناخات المشحونة التي تسهم في تعطيل التنمية وفي اثارة المخاوف على المستقبل، بل وقد تكون تربة خصبة لانتشار الفساد، اكثر مما يساعد في الكشف الفعلي للمفسدين او العاجزين عن القيام بمهامهم، الوزارية والبرلمانية، وحتى الادارية والانمائية.
ورغم ما اشرنا اليه اعلاه، فإن بعض الناخبين، ربما يميلون الى اختيار المرشح (وفي معزل عن مدى مصداقيته وعن تجاربه السابقة وسمعته)، وذلك لمجرد كونه قادراً على مواجهة صراخ الآخرين! فهذا الطرح يتناقض تماماً مع الطرح الدّاعي الى رفض لغة الضجيج النيابي.
ومن اللافت للانتباه في هذه العملية الانتخابية، بروز خمس «بيئات» مختلفة مع وجود الدوائر الخمس، فلكل دائرة صراعاتها وتحالفاتها، وقوى التأثير الخاصة فيها، بل وحسبة انتخابية وقراءة سياسية مختلفة، فهل انتخابات الدوائر الخمس وفي ظل البيئات الخمس المنقسمة سوف تنقلنا الى نهج برلماني جديد يتجاوز تراكمات الماضي، والتي تدفع البلاد ثمنها؟
ومن خلال هذا السياق، فالمشهد الشيعي يتصدّر المشهد الانتخابي في 2012، وأصبح محل ترقب واهتمام بالغين للرأي العام الكويتي والسلطة السياسية، فالساحة الشيعية اليوم امام امتحان صعب، وستشكّل خياراتها احد اهم ملامح المسار السياسي المقبل، من هنا فنحن نعوّل على ابناء الطائفة الشيعية والعناصر الوطنية الفاعلة، على دورهم في التصدي لمحاولة العابثين بالتاريخ الوطني للشيعة، خصوصا ان الكويت على اعتاب مرحلة جديدة، وصفحة جديدة، من مسيرة كويت المستقبل، بتعزيز التلاحم بين ابناء الوطن بكل عائلاتهم وطوائفهم وقبائلهم، وترسيخ مبدأ التعاون بين السلطتين، واعادة الاعتبار لقاعة عبدالله السالم، تحقيقا للمصلحة العامة، والمصلحة العليا للبلاد، والدفع بالعجلة الانمائية على جميع المستويات.

جريدة القبس

تعليقات

اكتب تعليقك