الذكرى السادسة لتولي سمو الأمير مقاليد الحكم
محليات وبرلمانيناير 29, 2012, 10:23 ص 1080 مشاهدات 0
تحتفل الكويت اليوم بالذكرى السادسة لتولي سمو الأمير مقاليد الحكم في البلاد.
ففي 29 يناير عام 2006 أدى سموه اليمين الدستورية في جلسة خاصة أمام مجلس الامة، مكملا بذلك مسيرة آبائه وأجداده في الحفاظ على الدستور وترسيخ الديموقراطية والدعوة الى الوحدة الوطنية.
وهذه المبادئ التي شكلت منذ قيام الكويت ركائز اساسية تحكم العلاقة الفريدة بين الحاكم والشعب لم تكن وليدة مكان او زمان بعينه بل هي نتاج فكر اعتنقه الأجداد وآمن به الآباء وسار عليه الابناء حتى اصبح اليوم منارة تميز الكويت بين قريناتها في المحيطين الخليجي والعربي.
ومن هذا المنطلق شكلت تلك الركائز محوراً رئيسياً في معظم ــــ ان لم يكن جميع ــــ خطابات سمو أمير البلاد التي وجهها الى شعبه خلال العام الماضي.
تلاحم أهل الكويت
ففي 24 فبراير 2011، قال سموه في كلمة بمناسبة العيد الــ 50 للاستقلال والذكرى الــ 20 للتحرير «ان كويت الوطن لم تكن يوماً لجماعة بذاتها أو لفريق دون آخر، ولم تكن في سماتها أبدا قبلية أو طائفية أو فئوية، وكل ما يتحقق من مكاسب وانجازات انما هو بفضل تآلف وتكافل وتلاحم أهل الكويت جميعا مستكملين مسيرة الآباء والاجداد».
وأكد سموه ان الديموقراطية في الكويت هي عقد فريد ارتضاه الحاكم والمحكوم بقوله «ان التزامنا بالنهج الديموقراطي وبالحرية المسؤولة راسخ ومتجذر وهو خيارنا جميعا الذي لا رجعة فيه فالدستور يمثل العقد الذي ارتضيناه حكما عادلا».
وأشار سموه الى أن «مسيرة الوطن لم تكن خالية من العثرات التي تجاوزها أبناء الكويت باجتماعهم على كلمة سواء، متحصنين بروح المسؤولية وبرصانة الحوار وسعة الرؤية»، داعيا أبناءه الكويتيين الى «نبذ التفرقة والترفع عن التحزب والتعصب وتحكيم العقل».
وفي 15 يونيو الماضي وجه سموه كلمة الى الشعب الكويتي شدد فيها على «أن المجال لم يعد يسمح بالمزيد من الفوضى والانفلات والمشاحنات التي تهدد أمن الوطن ومقدراته ومكتسباته». وجدد سموه في كلمته التأكيد على ان الدستور خط احمر لا يمس قائلا «لقد أكدت مرارا وأجدد التأكيد على انني من يحمي الدستور ولن أسمح بأي مساس به».
وفي 21 اغسطس الماضي وجه سمو أمير البلاد كلمة بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان خصص جزءا منها لوسائل الاعلام ودورها في ما يحدث على الساحة المحلية.
وقال سموه في كلمته «اذا كانت حرية القول والتعبير مكفولة للجميع فان ذلك لا يعني استخدامها للمساس بوحدتنا الوطنية».
ودعا القائمين على وسائل الاعلام الى «ان يتقوا الله تعالى في وطنهم، وان يمارسوا دورهم الاعلامي بوعي ومسؤولية من دون تضليل وتهويل أو اساءة للوطن».
مكافحة الفساد وعلى الصعيد نفسه، بين سموه أن مكافحة الفساد تعد من أولويات الحكومة، حيث قال سموه «لقد دعوت الحكومة للاسراع في انجاز مشروع القانون الخاص بانشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد واحالته الى مجلس الامة وتأمين كل متطلبات نجاح هذه الهيئة».
وفي 25 اكتوبر الماضي قال سمو أمير البلاد في كلمته بافتتاح دور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الثالث عشر لمجلس الأمة «ان الممارسات والظواهر التي يتعرض لها مجتمعنا الكويتي قد تجاوزت الحدود ومست الثوابت الوطنية».
وأشار سموه الى «انشغال البعض بالهدم بدلا من البناء والهجوم الشخصي بدلا من التعاون من أجل الكويت، متناسين واجباتهم الأساسية في الالتفاف نحو مشاريع البنى التحتية وتحسين الخدمات العامة كالصحة والتعليم والاسكان والتصدي للفساد وسن التشريعات الناجزة».
وأكد سموه مكانة الشباب في المجتمع ودورهم في التنمية قائلا «ان الشباب طاقة فعالة لا ينبغي أن تترك عرضة للاستقطاب وسوء التوجيه».
واستكمالا للنهج الديموقراطي، أعرب سمو أمير البلاد في كلمة وجهها الى أعضاء الحكومة الجديدة بعد صدور مرسوم بتشكيلها في 14 ديسمبر الماضي عن أمله بأن يحسن المواطنون اختيار من يمثلهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرا الى أن أمام الوزراء مسؤوليات كثيره تجاه الوطن والمواطنين وتحديات من المأمول تجاوزها لمواصلة الاصلاح والتنمية.
الاقتصاد ركيزة للاستقرار
ومن السياسة الى الاقتصاد، حيث دأب سمو امير البلاد في جميع المحافل العربية والدولية على تأكيد اهمية الجانب الاقتصادي كرديف رئيسي للسياسة وركيزة أساسية في استقرار الدول والشعوب.
حكمة سديدة ورؤية ثاقبة
وأكد وزير الإعلام الشيخ حمد الجابر العلي أن سمو أمير البلاد يعد نموذجاً فذاً للقائد الناجح، الذي يجمع بين الحكمة السديدة والرؤية الثاقبة والخبرة المتميزة والطموحات الكبيرة لبناء الكويت وتحقيق التقدم والازدهار لأبنائها.
وقال الشيخ حمد إن أهل الكويت يعتزون بهذه المناسبة الغالية والعزيزة على نفوسنا جميعاً، مشيراً إلى تزامنها مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني وذكرى تحرير الكويت.
وأضاف: إن سموه تسلم مهام قيادة البلاد بعد رحلة عطاء كبيرة وممتدة، أرسى دعائمها رفيقا دربه أمير القلوب سمو الشيخ جابر الأحمد والأمير الوالد سمو الشيخ سعد العبدالله، مواصلا مسيرة النهضة والبناء.
وأكد الشيخ حمد محبة سمو أمير البلاد للكويت وأهلها، وحرص سموه الكبير على وحدة الوطن واستقراره، وتحقيق الخير والتقدم، مشيراً الى حكمة سموه المعهودة في معالجة القضايا التي تهم المواطنين، خصوصاً في الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد.
وذكر أن سموه بذل خلال تاريخه الحافل وسجله العريض جهودا مشهودة، وقام بدور بارز في الكثير من المجالات والمواقف، وحقق إنجازات عديدة محلياً وإقليمياً ودولياً.
وبيّن الشيخ حمد أن سموه ساهم في إعلاء مكانة الكويت حتى أصبحت قوة سياسية كبيرة، حيث حرص منذ استقلال البلاد على تبني القضايا العربية العادلة، ومناصرة الحق، والقيام بمبادرات ناجحة لحل الخلافات والأزمات في العديد من المناطق الإقليمية والدولية.
بدوره، قال رئيس مجلس الادارة المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) الشيخ مبارك الدعيج ان سمو أمير البلاد استطاع أن يحقق للكويت مكانة عالية في العالم من خلال السياسة الحكيمة والمتوازنة التي انتهجها منذ توليه مهام قيادة العمل الدبلوماسي، حيث أرسى سموه قواعد علاقات الكويت بدول العالم التي تقوم على التعاون والتكافؤ والاحترام المتبادل.
وأضاف الشيخ مبارك الدعيج في تصريح امس بمناسبة الذكرى السادسة لتولي سمو أمير البلاد مقاليد الحكم، والتي توافق اليوم، ان سموه أدرك منذ البداية أن نجاح الأمم وتقدمها لا يتم بمعزل عن الآخرين، فحرص على الانفتاح على العالم وتعزيز علاقات الكويت مع مختلف الدول، وأن تبقى دائما عنصرا فاعلا ومؤثرا قويا في محيطها الإقليمي والدولي.
واستذكر النتائج غير المسبوقة التي حققتها الدبلوماسية الكويتية ابان الغزو العراقي الآثم عام 1990، مشيرا الى أنها أسفرت عن حشد تحالف يضم أكثر من 30 دولة من مختلف قارات العالم لطرد قوات الاحتلال وتحرير البلاد.
مناصرة الحق
وقال ان سموه تربع على قمة الدبلوماسية الكويتية أكثر من 40 عاما اكتسبت الكويت خلالها قوة سياسية كبيرة تفوق حجم دولة نامية وصغيرة، وذلك بمواقفها الثابتة وتبنيها للقضايا العادلة ومناصرتها للحق وقيامها بمبادرات ناجحة قادها سموه لتحقيق الأمن والاستقرار في مناطق عديدة اقليميا ودوليا.
وأشار الى اهتمام سموه الكبير بتدعيم ركائز الديموقراطية ايمانا منه بأن الديموقراطية خيار كويتي منذ البداية، وهو سبيلها الى النجاح في مسيرتها المتنامية، حيث شهدت الديموقراطية في عهد سموه أزهى عصورها ممارسة وتطبيقا.
المطوع: كلمات سموه نصائح ثمينة
قالت الباحثة في العلوم السياسية بمركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية في جامعة الكويت الدكتورة ندى المطوع انه لطالما حملت كلمات سمو الأمير معاني ونصائح ثمينة سواء على الصعيد المحلي او الاقليمي او الدولي.
وذكرت ان ابرزها محليا تلك التي تحويها كلمات النطق السامي التي وجهها سموه للشعب الكويتي تحت قبة المؤسسة التشريعية لتحمي الحوار الحكومي البرلماني من الخروج عن المسار المألوف وتوجهه عبر مسار السياسة العامة نحو المصلحة العامة.

تعليقات