دلال الدرويش تصف بيع الأصوات ببيع الكرامة

زاوية الكتاب

كتب 864 مشاهدات 0


عالم اليوم معبر قلمي عندما تُباع الكرامة !! كتب دلال عبد المحسن الدرويش بدأ العد التنازلي، وبدأت الشعارات تتعالى الواحد تلو الآخر، فكل مرشح أخذ يعرض بضاعته الانتخابية ليستجلب ناخبين، فأخذت الصور المثالية تتوالد وتنصب على ما سوف يقدمون ويقولون ويفعلون..!!، ولو ألقينا النظر على خارطة طريق كل مرشح لوجدنا بلادنا “المدينة الفاضلة” دون منازع ، ولظننا أن ذلك المرشح هو رجل الإصلاح الأول والأخير، لكن يبقى ذلك ظاهريا ليستر بعض الذي يدور تحت الطاولة الانتخابية لبعض المرشحين، فنحن لانجزم بصلاح جميع من نزل ميدان الانتخاب ونزاهته، وما من محك إلا وقد اختلطت الأنفس به ليحتوي على ما هو صالح وطالح و جيد ورديء، كما هي الأيام التي نعيشها الآن، وكما نسمع من حولنا عن بعض المرشحين حين يقومون بشراء للذمم الانتخابية..!!، فذلك سلوك بخص رخيص تقوم به ثلة من المرشحين، مقدمين مصلحتهم على مصلحة الكويت. وما شراء الذمم الانتخابية إلا عملية مقايضة لإرادة المواطن وتغييب رأيه ومصادرة حقه في التعبير والاختيار، فهم لا يريدون مواطنا يقظا متابعا لأعمالهم واخفاقاتهم وإنما يسعون لتحويل المواطنة الصالحة لإمعة يسير دون أن يرى أو يتحدث، وما أن يحاول فتح فمه حتى يلجمونه بحفنة دنانير يلتهي بعدها عن حقيقة مصدرها، فشراء الأصوات عملية تحاك لأجل سحق الكرامة أولا، وتحويل المواطنة إلى منافعة، فلا ولاء ولا انتماء إلا للمصالح الشخصية، ولا تعمير إلا للفرد ولا تدمير إلا للوطن، فالفرد يبقى نواة الوطن إن صلح صلح الوطن وإن فسد لا عزاء، فشراء الذمم هنا تعتبر بيئة لتلوث المبادئ والقيم، و ليس من الضرورة أن أن تنفذ العملية بصورة مادية بحته وإنما قد تكون مقابل بعض المواد العينية او الوعود عن وظيفة او منصب يحصل عليه المغيب رأيه وارادته في المستقبل، وجميعها تعتبر ثمنا بخصا وزهيدا لبيع ضمير ووطن..!! هنا يتجلى دور المواطن الفطن صاحب الإرادة الحرة والحقة، صوتك سلاح فلا تسمح لأحد أن يُجردك منه ويقيد حقوقك بماله، فما خُلقت الإرادة والإختيار إلا لتكون فسحة لنا لصنع القرار، ولنبني وطنا يكون نموذجا رصينا للعملية الديمقراطية مستخدمين آليات تنم عن نزاهة العملية وصدق المواطنين مع أنفسهم قبل أن يظهروا صدقهم مع الغير، مهما اختلف الأبعاد نحن البعد الذي لا تتزيف عنده الديمقراطية وتقف لديه شراء الذمم المالية ليكن طاردا لها لا قابلها أو مستقبلها، وبأصواتنا سنساهم بوضع لبنة من لَبِنات كويت المستقبل، وسنمهد كويت الأبناء والعطاء، بنفوس قوية لا تأبه لرياح الرشوة ولا تقوى أن تسير مسيرة لا مخيرة من بشر هم مصدر الفساد ومعول الدمار. وقد حان الوقت لنكون يدا واحدة في القضاء على من يشتري الذمم الإنتخابية، ونستمتع بأجواء انتخابية صحية وسليمة، خالية من أي غش وتدليس، متطلعين لإظهار من هم أُهْل لحمل الكويت على عاتقهم دون ملل أو كلل، ماضين في حل المشكلات بعقول سديدة مبتعدين كل البعد عن المشاحنات الطائفية والقبلية بل وحتى العرقية، توحدهم الكويت وتفرقهم الكويت وغير ذلك لا يحتسب، فأصواتنا كويتنا نحافظ عليها لتدوم حريتنا نزيهة ونبني غدا بكرامتنا وعزة عطائنا دون مقابل يُدس.

تعليقات

اكتب تعليقك