لا تستجيروا بالرمضاء يا أهل الدائرة الثالثة- يكتب أنور الرشيد

زاوية الكتاب

كتب 1536 مشاهدات 0

أنور الرشيد

في خضم الحمى الانتخابية المستشرية و التي كلما مر يوم عليها اشتدت حدت الصراع و التجاذبات بين مختلف الأطياف الانتخابية كحالة طبيعية نمر بها في كل انتخابات برلمانية ، لذا نجد أن هذا أمر طبيعي نتيجة للكم الهائل من حجم اليأس الذي أصاب كل الكويتيين من جراء الأداء البرلماني ، أنا شخصيا أتفهم مدى عمق الجراح التي أصابت الجسد  الكويتي نتيجة لبعض الممارسات التي مورست على مدى العقدين الأخيرين و التي لم تسفر حتى عن أنشاء مستشفى ناهيكم عن المذلة التي يواجهها المواطن في كل شيء بدا من صباحه حتى مسائه فالأبواب مغلقة بحجر صوان في عملية كذب تاريخية غير مسبوقة ، و أتفهم  الحزن العميق الذي يشعر به كل كويتي على بلده التي يراها تنحدر كل يوم إلى الدرك الأسفل ، و أتفهم إحساس و شعور كل غيور عندما يخرج للخارج خصوصا لدول الخليج و يقارنها بكويت الستينيات و السبعينيات و بعد الألفية الثالثة لتصيبه خيبة أمل عميقة تترسخ بوجدانه و بضميره الذي ينزف دما حسرةُ على الكويت ، فكل ما ذكرته من يأس أصاب الشخصية الكويتية بمقتل يجب أن يدفعنا إلى الأمام و لا ندعه يجرنا للخلف و نختار بهذه الانتخابات من سيقودنا للانتحارا لجماعي على طريقة انتحار الحيتان متكأين على قاعدة علي و على أعدائي ، أنا أدرك بأننا نمر بمرحلة قاسية تتطلب من أهالي الكويت الصبر و الحكمة في معالجة الأمور و أن لانستسلم لما يخطط لنا من قبل أعداء الديمقراطية و دولة القانون ، نعم يخطط لنا وهذه سياسة ليس بالضرورة أن تُعلن و من الغباء أن تُعلن و لكنها تمارس على نطاق واسع فأعداء الديمقراطية و دولة القانون و سراق الأموال العامة التي تقدر بالمليارات و ليس بالملايين لديهم عقول تفكر و تخطط و ليس كما يروج بأننا ماشين على البركة فهذه المقولة غير صحيحة بالمطلق ، فمنذ إقرار الدستور و أعداء الديمقراطية يتربصون بهذا الدستور لينقضوا عليه في كل فرصة تسنح لهم و الشواهد التاريخية كثيرة لا تحتاج للكثير من العناء لكي نرصدها ، و بعد عام تسعين تغيرت السياسة و المنهجية بدلا من أن يكون الانقضاض على الدستور بشكل مباشر أصبحت الممارسة الديمقراطية هي الهدف لضربها ، وعلى سبيل المثال لا الحصر الدمار الذي حل بكل المرافق الحكومية الذي مورست بحقها أبشع أنواع التدمير المُمنهج لكي يضطر المواطن و بمذلة و أهانه بالغة اللجوء لزيد و عبيد الذي يملك مفاتيح الجنة و المرضي عنهم بإنهاء و تخليص معاملة لا تحتاج إلا إلى موظف ينهيها و في المقابل إغلاق جميع الأبواب أمام المواطنين و من يمثلونهم في البرلمان ليس مرضي عنهم لكي لا ينتخب مرة أخرى ، هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعيها أهل الكويت ، لذا عندما تفتح جميع الأبواب أمام الساقط و اللاقط و توجيه الأصوات لهم و بدفع من عناصر  لا تريد أن تكون الكويت بخير لكي يستمروا بحلبها و تجفيف كل مواردها و فوائضها لا  استغرب من ذلك لان المعركة ليست معركة ساقط أو لاقط فالمعركة الانتخابية اليوم هي معركة بين من يريد دولة القانون و المواطنة و الدولة المدنية الديمقراطية و بين دولة خذ ياهذا لقد أمرنا لك بمائة ألف درهم ذهب هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعيها أهل الكويت، أنا لست وصيا على أحد كما يروج صبيان أعداء الديمقراطية و لست مصلحا اجتماعيا لكي أوجه المجتمع و لست برجل دين لكي أصدر الفتاوى لكي يتماشى معها المجتمع و لكن من وحي ضميري أكتب و شعوري بالمسئولية الملقاة على عاتقي ككاتب يكتب لأجل وطنه ومستقبله و مستقبل أجياله و أقول أحذروا يا أهل الدائرة الثالثة لما يخطط لكم وأفهموا جيدا بأن تذمركم من أداء نوابكم لا يعني بأن تستجيروا بالرمضاء فالرمضاء ستكون أكثر بلاء عليكم و على مستقبلكم و مستقبل أجيالكم القادمة، و أن القادم سيكون أعظم أن لم تحسنوا الاختيار في هذه الانتخابات فالمسئولية مسئوليتكم و بيدكم حفظ الكويت و بيدكم تمزقها فأي كان خياركم فضعوا مصلحة الكويت أمامكم عندما تضعون تأشيرتكم على ورقة الانتخاب.

أخر المطاف

النفي الذي صدر من المرشح عبد الله الرومي بأنه لم يتحالف مع أي من المرشحين في الدائرة الأولي تصريح يحسب له بكل تقدير و احترام ردا على الإشاعات التي تروج بالدائرة ، و لا زلنا بانتظار نفي البقية التي وردت أسمائهم الطريجي والشاهين و الكندري.

كتب: أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك