الصحة وخذت!!

زاوية الكتاب

كتب 1033 مشاهدات 0


كثيراً ما أعشق رائحة المستشفيات - وقد يخالفني فيه كثيرون -  فهي لها ذكريات من الطفولة حيث كنت أنبهر من تنظيمها وأدواتها و منشآتها وكادرها الطبي  , وكنت أخجل كثيراً حينما تتحدث معي الممرضات , واكتشفت لاحقاً أنهن كن يلهينني عن شكة الإبرة !! نعود لموضوعنا .. لا شك أن الاهتمام بالمرفق الصحي هو من الأسس الاستراتيجية لتوفير التقدم والمضي بالتنمية لأعلى مستوياتها , شأنها كالتعليم والإسكان والبنية التحتية . وأن أي دولة غير قادرة على توطين تلك الرعاية الصحية فهي في خطر محدق يهدد أمنها القومي.

 

هذا التوطين ليس المقصود منه فقط العاملين بهذا المجال, فمن المفترض توفير تلك الكوادر من أي جنسية طالما أنها تحوز من الكفاءة والخبرة ما يغنينا عن السفر للخارج, فالمقصد من التوطين هو أن تكون كخدمة ورعاية توفرها الدولة على أرضها وبموجب سلطتها الوطنية وتحت مسؤوليتها الإدارية . وأن يصل توفير هذه الخدمة على أساس متوسط حسابي أو مؤشر تفوق عالمي ننافس به الدول المتقدمة , طالما أنه يتوفر لدينا المال والإرادة والتواصل التقني عالي المستوى مع مستجدات هذا العلم .


ولقد قرأت مؤخراً تقريراً عن مستوى الصحة في دولة الكويت ,  وفوجئت بأننا على ( الحفة ) بمؤشرات عدد الأطباء والممرضين والصيادلة وأطباء الأسنان , بل أننا قد أخذنا ( دويحة ) بمؤشر عدد الأسِرَة المتاحة !! حيث اعتبر التقرير أن مستوى أداء قطاع الصحة في الكويت يعتبر أقل من مستواه في الكثير من الدول النامية ذات الدخل المتوسط في المنطقة العربية وخارجها , وذلك استناداً لتقارير وقواعد بيانات منظمة الصحة العالمية. و لست أدري هل يدخل القطاع الخاص ضمن هذه المؤشرات أم لا.


وأنني أطالب متخذ القرار بأن يوفر لكل منطقة مركزا صحياً مؤهلاً للتعامل المعتاد مع المراجعين فضلاً عن مستشفىً ثانِ بكل محافظة , والحد من العلاج بالخارج إلى أقل مستوى بل يجب أن نأتِ بالمتخصصين إلينا لا أن نذهب إليهم , حيث اتخذ بعض نواب الخدمات من العلاج بالخارج كرشوة سياسية لبعض الناخبين كسفرة سياحية مجانية على حساب المال العام . كما إنني من المؤيدين لفرض تأمين صحي معقول لكل مواطن بحيث يتم توفير خدمة صحية متميزة سواءً من الوزارة أو القطاع الخاص شأن أميركا وغيرها من دول العالم المتقدم , لأن النفط لن يستمر للأبد .. فيجب تأهيل الشعب على المشاركة الجماعية وتحمل المسؤولية بتأمين تلك الخدمات الاستراتيجية , لا سيما وأنها تستنزف نسبة كبيرة من مصروفات الميزانية العامة للدولة .


نبراسيات : الحياة أقصر من أن نقضيها في المجاملات والسكوت عن الحق .. ليكن لك رأياً في كل موقف بلا إساءة أو تجريح , المهم المصلحة العامة وعزة الوطن.

عبدالله فيروز / كاتب كويتي وناشط حقوقي

كتب: عبدالله فيروز

تعليقات

اكتب تعليقك