خالد العوضي يستغرب تفكير بعض ناخبي الثالثة في عدم التصويت للمعارضة

 

القبس
كيف يفكر بعضنا في الدائرة الثالثة؟!

خالد عبدالله العوضي
دار حديث جانبي بيني وبين أحد المعارف، وهو من ناخبي الدائرة الثالثة، عن الانتخابات المقبلة، وتوقعات كل منا، ومن ضمن الحديث كان الحوار التالي:

هو: سأنتخب فلانا وفلانا.

أنا (مستغرباً)، لا بد وانك تمزح؟!

هو (بالعامية): الكويت رايحة فيها رايحة فيها، على الأقل خلنا نضحك شويّة - انتهى الحوار.

وحوار آخر جمعني بسيدة، وهي أيضاً من ناخبات الدائرة الثالثة، وكان كالتالي:

أنا: من برأيك يستحق صوتك؟

هي: فلان وفلان، وأفكر فيمن يستحق الصوت الثالث والرابع.

أنا: وما الذي يدفعك لمثل هذه الخيارات؟

هي: نريد أن نوصل رسالة للبعض مفادها أن نجاحكم في الفترة السابقة (وهنا تشير إلى إسقاط حكومة الشيخ ناصر) سينقلب عليكم - انتهى الحوار.

حينما تفكر شرائح مهمة، يفترض انها متعلمة ومثقفة، من الشعب الكويتي بهذا الشكل، فإن هذا بلا شك يدل على صعوبة الوضع وخطورة الموقف. كثيرون للأسف صاروا يتعاملون مع مستقبل الكويت بدرجة من السطحية واللامبالاة لم يسبق لهما مثيل، ولهذا أسبابه التي ليس هذا هو المجال للخوض فيها. فالبعض لا يؤمن بديمومة الكويت كوطن وكيان مستقل، فيقرر أن يعبث بمستقبلها لأجل أن يضحك قليلاً على ما سيحدث داخل قبة عبدالله السالم وخارجها، والبعض الآخر يريد أن يوصل رسالة لأشخاص بعينهم، لا لشيء إلا لأنه يعتقد خطأ وقوفهم ضد مصالحه، ولا يهمه بعد ذلك إن كانت الكويت هي من سيدفع ثمن انتقامه.

إن اختلاف البعض مع مواقف للسعدون أو المسلم أو الملا أو أسيل أو غيرهم، من نواب سابقين ومرشحين حاليين أفاضل، في رأيي لا يعطي هذا البعض من ناخبي الدائرة الثالثة، مبرراً كافياً كي يسيء إلى الكويت وتاريخها بهذه الطريقة المشينة، ومهما كانت ردود أفعالنا تجاه حوادث سابقة، فعلينا السيطرة عليها، خاصة إذا ما علمنا ان الكويت ستكون هي المتضرر الأكبر منها ولا أحد سواها، إن إساءة الاختيار يوم الثاني من فبراير المقبل، ولأي سبب كان، ستكون نتائجه كارثية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، أنا لا أدعو في هذا المقام إلى انتخاب أشخاص بعينهم، ولكنني أدعو صراحة إلى عدم التصويت لمرشحين بعينهم في الدائرة الثالثة نعرفهم جيداً، ونعرف حقيقتهم، ونعلم انهم زرعوا فيها بهدف الإساءة للكويت ولدستورها، ولقاعة أبي دستورها الشيخ عبدالله السالم - رحمه الله - لا غير مهما كانت المبررات.

خالد عبدالله العوضي