صقور الجديان تتحدى الأفيال وبوركينا فاسو بمواجهة أنغولا

رياضة

721 مشاهدات 0


يرفع المنتخب السوداني راية التحدي في محاولة للتفوق على نفسه في بداية مسيرته ببطولة كأس الأمم الأفريقية الثامنة والعشرين لكرة القدم حيث يلتقي نظيره الإيفواري غدا الأحد في تمام الساعة 7 مساء بتوقيت دولة الكويت على ملعب مالايو الدولي في افتتاح مباريات المجموعة الثانية بالبطولة المقامة حاليا في غينيا الاستوائية والجابون.

ورغم نجاح كل من الفريقين في الفوز بلقب البطولة مرة واحدة سابقة، تباين مستوى وظروف الفريقين كثيرا في السنوات الماضية وخاصة في العقدين الماضيين لتكون المباراة بينهما بمثابة مواجهة غير متكافئة من الناحية النظرية وإن كان كل شيء ممكنا من الناحية العملية.

ولم يكن صقور الجديان يتمنى بالطبع أن تكون بداية مسيرته في البطولة أمام أفيال كوت ديفوار المرشحة بقوة لإحراز اللقب، ورغم صعوبة المواجهة والفارق الهائل في الإمكانيات بين كتيبة الأفيال التي تعتمد على مجموعة من المحترفين في أكبر الأندية الأوروبية وقافلة صقور الجديان التي تعتمد على مجموعة لاعبين جميعهم من الناشطين بالدوري المحلي، يدرك كل من الفريقين أنه من الصعب التسليم بأن النتيجة محسومة خاصة وأن الحماس والرغبة في تحقيق الفوز يجب أن تكون في أعلى درجاتها مع بداية مسيرة كل من الفريقين في هذه المجموعة الصعبة.

وربما يكون المنتخب الايفواري من بين المنتخبات صاحبة الحظوة والسمعة الرائعة على الساحة الأفريقية ولكن مشكلة الفريق تكمن دائما في أن الإنجازات لا ترتقي دائما إلى حجم التوقعات التي تصاحب مشاركته في البطولات ومن ثم لم يحرز المنتخب الإيفواري لقب كأس الأمم الأفريقية سوى مرة واحدة على مدار 18 مشاركة سابقة له في النهائيات. وتوج الأفيال بلقب البطولة الأفريقية عام 1992 بالسنغال بينما فازوا بالمركز الثاني في بطولة 2006 بمصر بعد الهزيمة أمام أصحاب الأرض بركلاتت الجزاء الترجيحية في المباراة النهائية للبطولة.

وشهد المنتخب الإيفواري في السنوات الأخيرة الجيل الذهبي الثالث له بعد جيل الستينيات وجيل أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي وأصبح هدف الفريق الحالي هو تتويج تألقه على الساحة الأفريقية وفي رحلة احترافه بالأندية الأوروبية الكبيرة بلقب أفريقي ثان للأفيال، ويضاعف من رغبة هذا الجيل في إحراز اللقب أن بعض عناصره وفي مقدمتهم المهاجم الشهير والخطير ديدييه دروغبا قائد الفريق قد لا تتاح لهم فرصة جديدة للمشاركة في الكأس الأفريقية مع اقترابهم من سن الاعتزال.

ومع غياب عدد من المنتخبات الكبيرة عن نهائيات البطولة ، تبدو الفرصة سانحة أمام الأفيال للمنافسة بقوة على اللقب بل إن الفريق الإيفواري سيكون مع نظيره الغاني وصيف بطل النسخة السابقة هما أقوى المرشحين للفوز باللقب، ويضاعف من قوة الفريق الحالي أن كل نجومه من اللاعبين المحترفين في أوروبا مثل دروغبا وسالومون كالو وكولو توريه ويايا توريه وديدييه زوكورا باستثناء لاعب واحد فقط هو عبد القادر كيتا المحترف في السد القطري، وبالتالي، يخوض الفريق البطولة بعقلية المحترفين ويستطيع لاعبوه مساعدة مديرهم الفني الوطني فرانسوا زاهوي.

وتبدو الفرصة سانحة أمام كتيبة المحترفين للاستفادة من فارق الخبرة في مواجهة نجوم الدوري السوداني الذين يشكلون قائمة صقور الجديان، ولكن الأفيال يدركون تماما أن المفاجآت واردة خاصة في ضربة البداية لاسيما وأن لاعبي المنتخب السوداني يمتلكون المهارات الفنية الكبيرة كما يتميزون بالتماسك الشديد والانسجام في ظل اعتماد الفريق بشكل كبير في تشكيلته على نجوم المريخ والهلال السودانيين.

وكان المنتخب السوداني هو آخر المتأهلين للبطولة، حيث صعد للنهائيات من الباب الضيق وبعدما احتل المركز الثاني في مجموعته ووقف الحظ بجواره ليصبح ثاني أفضل الفرق التي احتلت المركز الثاني في جميع المجموعات بالتصفيات علما بأنه فاز في جميع مبارياته بالتصفيات ما عدا مباراتيه أمام المنتخب الغاني العنيد حيث تعادل معه سلبيا في لقاء الذهاب وخسر 2/0 إيابا.

ويدرك صقور الجديان أن استعادة هيبتهم الأفريقية يتطلب بداية قوية في البطولة وهو ما لم يتحقق إلا بنتيجة إيجابية في لقاء الغد الذي يمثل عنق الزجاجة للفريق، ويضم منتخب السودان مجموعة رائعة من اللاعبين هم الأفضل في تاريخ الكرة السودانية منذ جيل عام 1970 ومنهم هيثم مصطفي قائد الفريق ولاعب خط وسط الهلال وأحد أكثر اللاعبين خبرة نظرا لمشاركاته مع الفريق في دوري أبطال أفريقيا واستمراره مع المنتخب السوداني منذ سنوات طويلة.

ويقود الفريق المدرب محمد عبد الله مازدا الذي تولى مسؤولية الفريق في عام 2008 قبل أن يتولى المدرب ستيفان كونستانتين القيادة في مطلع العام التالي ولكنه لم يستمر مع الفريق سوى عام واحد ليعود مازدا إلى تولي المسئولية مرة أخرى .

في مباراة لا تعرف أنصاف الحلول، يسعى كل من منتخبي بوركينا فاسو وأنغولا إلى بداية قوية وفوز ثمين عندما يلتقيان غدا الأحد على الملعب ذاته في تمام الساعة 10 مساء.

 ويدرك كل من الفريقين أن الفوز في مباراة الغد سيكون بمثابة حجر الزاوية على طريق التأهل إلى الدور الثاني (دور الثمانية) في البطولة خاصة مع اتجاه معظم الترشيحات إلى المنتخب الإيفواري لحجز بطاقة التأهل من هذه المجموعة إلى دور الثمانية مما يجعل المنافسة بين بوركينا فاسو وأنغولا والسودان على بطاقة واحدة.

ويضع كل من المنتخبين الأنغولي والبوركيني في اعتبارهما أن المواجهة مع المنتخب الإيفواري محفوفة بالمخاطر ولذلك يسعى كل منهما إلى حسم تأهله مبكرا أو على الأقل الاقتراب خطوة نحو التأهل.

ورغم خروجه المبكر من الدور الأول ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2010 بأنغولا، يدرك المنتخب البوركيني أنه قادر على العودة بقوة لإثبات وجوده في البطولات الأفريقية من خلال البطولة الحالية.

وواجهت الخيول البوركينية سوء حظ كبير في البطولة الماضية عام 2010 بعدما خاضت الدور الأول للمجموعة مع فريقين عريقين هما كوت ديفوار وغانا بعد انسحاب المنتخب التوغولي قبل بداية البطولة مباشرة نتيجة لحادث الاعتداء الأليم الذي تعرضت له حافلة الفريق خلال توجهها لأنغولا.

ويأمل الفريق في ألا يكون مصيره في البطولة الحالية مماثلا لسابقتها رغم وقوعه في مجموعة واحدة مع المنتخب الإيفواري أيضا، ويراود الأمل المنتخب البوركيني في تكرار إنجاز 1998 عندما بلغ المربع الذهبي في البطولة التي استضافتها بلاده.

ومنحت المسيرة الناجحة للفريق في التصفيات بعض الأمل للاعبيه في الظهور بشكل جيد في النهائيات خاصة وأنه يعتمد حاليا على مجموعة جيدة من اللاعبين المحترفين بالخارج وفي مقدمتهم موموني داجانو لاعب الخور القطري وألان تراوري لاعب أوزير الفرنسي وبكاري كوني نجم دفاع ليون الفرنسي.

ويقود الفريق حاليا المدرب البرتغالي باولو دوراتي صاحب 42 عاما الذي تولى مسؤولية الفريق في عام 2008 وقاده لنهائيات كأس الأمم الأفريقية في عامي 2010 و2012. وسبق لدوراتي أن لعب لفريق يونياو ليريا تحت قيادة المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد الأسباني حاليا كما سبق له تدريب ليريا أيضا في الفترة من 2006 إلى 2007 .

ولا يتفوق المنتخب الأنغولي على نظيره البوركيني في خبرة المشاركات الأفريقية حيث شارك في النهائيات خمس مرات سابقة فقط، ولكن البطولتين الماضيتين شهدتا تأهله لدور الثمانية عام 2008 في غانا و2010 على أرضه وهو ما يجعله بحاجة ماسة إلى العبور لدور الثمانية على الأقل في البطولة الحالية.

وما يزيد من طموحات وآمال الفريق في الفترة الحالية أن لاعبيه الحاليين وهم الأفضل في تاريخ كرة القدم الأنجولية اكتسبوا الخبرة اللازمة للمنافسة في مثل هذه البطولات، وربما يكون الدافع المعنوي لدى الفريق هو السلاح الأقوى له في النهائيات حيث تمثل هذه البطولة فرصة أخيرة لبعض اللاعبين الذين اقتربوا من مرحلة الاعتزال مثل المهاجم فلافيو.

كما تمثل البطولة فرصة رائعة لبعض اللاعبين الذين شقوا طريقهم إلى صفوف الفريق في الفترة الماضية ليثبتوا جدارتهم باستكمال مسيرة الجيل الذهبي للفهود، وتكمن قوة الفريق داخل أرض الملعب في هجومه السريع والقوي رغم تسجيله سبعة أهداف فقط في ست مباريات خاضها بالتصفيات.

ويقود المنتخب الأنغولي حاليا المدرب الوطني ليتو فيديجال صاحب 41 عاما الذي كان أحد مدافعي الفريق في بطولة كأس الأمم الأفريقية 1998 ببوركينا فاسو كما أصبح المدرب الرابع الذي يتولى قيادة الفريق في غضون آخر 16 شهرا، ويمتلك فيديجال خبرة أوروبية كبيرة حيث قضى معظم حياته الكروية كلاعب ومدرب في البرتغال وأصبح أول مدرب أفريقي يتولى مسؤولية فريق أوروبي حيث سبق له تدريب فريق يونياو ليريا البرتغالي.

ويمتلك فيديجال العديد من اللاعبين المتميزين يأتي في مقدمتهم النجم الشهير مانوتشو لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي سابقا ونجم بلد الوليد الإسباني حاليا، وسجل مانوتشو أربعة من الأهداف السبعة للمنتخب الأنغولي في التصفيات المؤهلة للبطولة.

ويتذكر المنتخب الأنغولي جيدا ما حدث معه في افتتاح مسيرته بالبطولة الماضية عندما تقدم على نظيره المالي 4/0 حتى الدقيقة 78 من المباراة الافتتاحية قبل أن ينتهي اللقاء بالتعادل نتيحة أربعة أهداف في مرماه في غضون أقل من ربع ساعة، ولذلك فإن تركيز المنتخب الأنغولي لن يقتصر على الناحية الهجومية وإنما سيركز الفريق أيضا على الحذر الدفاعي.

الآن - وكالات - أحمد الكندري

تعليقات

اكتب تعليقك