الحكومة وضعها حساس، وقرارها بشطب المرشحين أصاب مصداقيتها ، برأى عبدالمحسن جمال

 

القبس

الزخم الانتخابي

د. عبدالمحسن يوسف جمال
شطب بعض المرشحين من قبل وزارة الداخلية لم يكن حركة موفقة، خصوصاً بعد أن أعادهم القضاء.

كان المفترض من اللجنة التي أوصت بشطب أسماء بعض المرشحين دراسة الأمر بصورة دقيقة وبحسابات قانونية تتم خلالها استشارة من لهم باع أكبر في القضايا القانونية والدستورية، خصوصاً أن قرارها كان معرضاً للطعن فيه من قبل المرشحين، واحتمال إسقاطه قضائياً كان أمراً مرجحاً.

لذا، فإن هكذا قرار أصاب مصداقية الوزارة بشكل كبير، وجعل الجمهور يفكر أكثر من مرة في الحكمة التي من ورائها لجأت الوزارة إلى هذه اللجنة، وما هي التوابع السياسية التي ستظهر بعد أن أعاد القضاء المرشحين إلى سباق التنافس الانتخابي، وماذا سيكون رأي الناس إذا ما لجأت الوزارة إلى هذه اللجنة مرة أخرى؟!

الحكومة اليوم في وضع حساس وعلى كاهلها مراقبة الانتخابات. لذا، لم تكن بحاجة إلى هكذا قرارات تضرب بمصداقيتها، وتعطي الساحة الانتخابية أوراقاً للحديث عن الإرباك والضعف وعدم الحنكة في تقدير الأمور بشكل مسبق، ودراسة القضايا العامة بصورة أكثر دقة، وتسليم المسؤوليات لمن هو أكثر علماً وأوسع اطلاعاً وأكثر حكمة.

في فترة الانتخابات يكون للآراء القانونية والدستورية بعد سياسي يفرض نفسه على الواقع، ولا نستطيع تجاهله. وهناك من المرشحين من يستفيد من أخطاء الحكومة، بل إن المعارضة في الكويت أصبحت خبيرة في استدراج الحكومة إلى قضايا وأمور يمكنها من خلالها الفوز عليها. ولذا، فإن الواقع السياسي الذي نعيشه اليوم لا يعتمد على الفكر الأصيل أو المنهج السليم أو الطروحات البناءة للوطن، بقدر ما هو التصيد من هنا وهناك وطرح القضايا الهامشية والمراهنة على القضايا العاطفية والأخطاء الحكومية.

ما نتمناه أن يعي الناخب دوره الحقيقي في اختيار ممثليه وسط هذا الشحن الضخم من الإعلام المحلي، الذي أصبحت مادته الأساسية هذه الأيام هذه الانتخابات وآراء المرشحين وعرضها على الجمهور بشكل غير عادي وبزخم قد لا يتحمله الناس، لأنهم يرون ويسمعون المتناقضات في آن واحد.

د. عبدالمحسن يوسف جمال