في انطلاق كأس الأمم الأفريقية الـ28 لكرة القدم
رياضةالصحوة الليبية تتحدى غينيا الاستوائية وأسود السنغال تواجه زامبيا
يناير 20, 2012, 4:55 م 901 مشاهدات 0
يرفع منتخبا غينيا الاستوائية وليبيا الستار غدا السبت في تمام الساعة 9:30 مساء بتوقيت دولة الكويت عن فعاليات بطولة كأس الأمم الأفريقية الثامنة والعشرين لكرة القدم عندما يلتقيان في المباراة الافتتاحية للبطولة على استاد مدينة باتا ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم أيضا السنغال وزامبيا.
وتبدو الفرصة مواتية أمام المنتخب الليبي لقطع شوط كبير نحو التأهل إلى الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخه.
يذكر أنها المرة الأولى التي تستضيف فيها الغابون وغينيا الاستوائية إحدى نسخ كأس الأمم الافريقية منذ انطلاقها عام 1957، كما أنها المرة الثانية التي تقام فيها البطولة مشاركة بين بلدين بعد الأولى عام 2000 في غانا ونيجيريا.
وتنطلق النسخة الحالية في غياب 5 منتخبات عريقة هي مصر حاملة لقب النسخ الثلاث الأخيرة وحاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب والكاميرون صاحبة 4 ألقاب ونيجيريا البطلة مرتين وجنوب أفريقيا والجزائر صاحبي لقب واحد لكل منهما.
ويدرك المنتخب الليبي جيدا بأن تعثره في مباراة الغد يعني تضاؤل حظوظه بشكل كبير في التأهل إلى الدور الربع النهائي لأن مباراتيه المقبلتين ستكونان أمام أقوى منتخبين في المجموعة وهما السنغال وزامبيا اللذين يلتقيان غدا أيضا في باتا، وإن كان ممثل العرب في المجموعة الأولى تغلب على زامبيا في التصفيات.
وهي المشاركة الثالثة لليبيا في النهائية بعد الأولى عام 1982 على أرضها عندما خسرت أمام غانا في المباراة النهائية، والثانية عام 2006 في مصر عندما ودعت من الدور الأول.
ويسعى المنتخب الليبي إلى كتابة التاريخ كونه خارج للتو من حرب أهلية أطاحت بزعيمه معمر القذافي وأرغمته على خوض مبارياته البيتية في التصفيات خارج القواعد، وبالتالي مواصلة تحدي الصعاب وبلوغ الدور الثاني. كما أن الثورة أطاحت أيضا بثلاث ركائز أساسية في صفوفه استبعدها المدرب البرازيلي باكيتا لموالاتها للنظام السابق وهم القائد طارق التايب وعلي رحومة ومحمد زعبية.
وما يزيد الضغوط على المنتخب الليبي للفوز بمباراة الغد أنها ستكون أمام الحلقة الأضعف في المجموعة إن لم يكن في البطولة بأكملها، فغينيا الاستوائية لم تكن لتتأهل إلى النهائيات للمرة الأولى في تاريخها لولا اختيارها من قبل الاتحاد الإفريقية لاستضافة العرس القاري.
وشدد مدافع ياغودينا الصربي محمد منير أحد 10 لاعبين في تشكيلة العرس القاري يلعبون خارج ليبيا، على ضرورة كسب نقاط مباراة غينيا الاستوائية، وقال: مبدئيا إنها أسهل مباراة في المجموعة وبالتالي يتعين علينا الفوز بها، مضيفا: ذلك لا يعني أن النقاط الثلاث مضمونة بل العكس لأننا نلعب أمام منتخب مضيف وفي المباراة الافتتاحية التي غالبا ما تحبل بالمفاجآت.
وتابع: إرادتنا قوية وكبيرة جدا بعد ما عانينا منه في الحرب ضد القذافي، العديد من لاعبي المنتخب فقدوا أفراد عائلاتهم وهم مصممون على القتال من أجل المنتخب الوطني كما فعلوا من أجل تحرير البلاد من جبروت القذافي وحاشيته.
وأردف قائلا: المشاركة فقط هنا تعتبر انجازا بالنسبة لنا، لكننا الآن نرغب في المزيد وحجز بطاقتنا إلى الدور الثاني من أجل الشعب الليبي، قبل أن يختم حديثه: أنا فخور كوني عضو من أعضاء هذا المنتخب الموحد والمتحمس.
وعلى الرغم من غياب التايب ورحومة وزعبية، فإن ليبيا تملك من الأسلحة الفتاكة ما يكفي لتعكير صفو الاستضافة لدى غينيا الاستوائية في مقدمتها هداف النادي الإفريقي التونسي أحمد سعد وجمال عبدالله (براغا البرتغالي) ومحمد الصناني (اتحاد المنستير التونسي) ووليد الختروشي ومروان المبروك (الاتحاد) وأحمد الزوي (البنزرتي التونسي).
وستكون مواجهة الغد الأولى بين المنتخبين كما أنها ستجمع بين مدربيهما البرازيليين ماركوس باكيتا وجيلسون باولو خليفة المدرب الفرنسي هنري ميشال الذي استقال من منصبه.
وتمني غينيا الاستوائية المصنفة 150 عالميا والتي لا تضم نجوما في صفوفها، النفس ببلوغ الدور الثاني، وهو حق مشروع بالنسبة اليها بالنظر إلى استعدادها الجيد والمبكر للبطولة حيث تعاقدت في هذا الصدد مع هنري ميشال الذي حاول تشكيل منتخب قوي لكن التدخل المتكرر للمسؤولين في عمله تسبب في تركه لمنصبه.
ولتحفيز اللاعبين أعلن نجل رئيس غينيا الاستوائية تخصيص مكافأة بقيمة مليون دولار إلى اللاعبين في حال الفوز على ليبيا، كما قرر منح 20 الف دولار لكل لاعب يسجل هدفا.
من جانبها تستهل السنغال حملتها لإحراز أول ألقابها بقمة نارية هي الأولى في النسخة الحالية امام زامبيا التي لا يختلف هدفها عن أسود التيرانغا وتتطلع بدورها للتتوّيج بالكأس للمرة الأولى أيضا، وذلك عندما يلتقيان في تمام الساعة 12 بعد منتصف الليل.
وهي المرة الخامسة التي يلتقي فيها المنتخبان في الكأس القارية وتميل الكفة الى زامبيا التي فازت مرتين وبنتيجة واحدة 1/0 في الدور الثاني لنسختي 1990 في الجزائر و1994 في تونس عندما خسرت زامبيا النهائي امام نيجيريا، فيما كان الفوز حليف السنغال مرة واحدة وبالنتيجة ذاتها في الدور الاول لنسخة 2002 في مالي. وانتهت المباراة الخامسة بالتعادل 0/0 في الدور الاول عام 1990 في الجزائر.
والتقى المنتخبان 9 مرات بينها 4 مرات في تصفيات كأس العالم وفازت السنغال مرتين مقابل خسارة واحدة وتعادل واحد. عموما، يتعادل المنتخبان في الانتصارات برصيد 3 لكل منهما وانتهت 3 مباريات بالتعادل.
ونظريا، تبدو السنغال الاوفر حظا لحصد النقاط الثلاث بالنظر الى مشوار الرائع في التصفيات والذي حجزت به بطاقتها عن جدارة واستحقاق بفارق 5 نقاط امام الكاميرون صاحبة 4 ألقاب قارية.
وتعج صفوف السنغال بالنجوم خصوصا في خط الهجوم بقيادة ديمبا با هداف نيوكاسل الإنجليزي حتى الآن هذا الموسم ووصيف هداف البوندزليغا الموسم الماضي مع هوفنهايم، والقائد مامادو نيانغ المتوج بدوري أبطال آسيا العام الماضي مع السد القطري وموسى سو هداف ليل الفرنسي والمتوج معه بالثنائية الموسم الماضي وبابيس ديمبا سيسيه الملتحق أمس الخميس ببا إلى نيوكاسل قادما من فرايبورغ الالماني، ودام ندوي. (كوبنهاغن الدنماركي)
وضربت السنغال بقوة في التصفيات وحجزت بطاقتها على حساب الكاميرون لتؤكد عودتها الى العرس القاري بعد غياب عن النسخة الأخيرة في أنغولا.
حققت السنغال 5 انتصارات في مجموعتها مقابل تعادل واحد وتصدرت عن جدارة بفارق 5 نقاط امام الكاميرون العريقة ونجمها صامويل إيتو. كما ان السنغال كانت صاحبة ثاني افضل خط هجوم في التصفيات برصيد 16 هدفا بفارق 3 اهداف فقط خلف كوت ديفوار صاحبة أفضل خط هجوم.
والسنغال كانت أيضا صاحبة ثالث أفضل خط دفاع حيث دخل مرماها هدفان فقط (عندما فازت على مضيفتها جمهورية الكونغو 4/2) بفارق هدف واحد فقط خلف صاحبي افضل دفاع ليبيا وغانا.
وأعاد المنتخب الحالي لـ'أسود التيرانغا' الى الأذهان الجيل الذهبي لعام 2002 والذي كان يضم في صفوف المدرب الحالي تراوري حيث خسر نهائي نسخة مالي أمام الكاميرون وبلغ الدور الربع النهائي لنهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان معا للمرة الاولى في تاريخه وفي أول مشاركة له أيضا.
لكن المنتخب الزامبي الشهير بالرصاصات النحاسية بقيادة مدربه الجديد القديم الفرنسي هيرفيه رينار لن يكون لقمة سائغة خصوصا وأنه يحن الى انجازه عام 1994 عندما كان قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب القاري الأول في تاريخها لكنه خسر أمام نيجيريا 1/2 في المباراة النهائية في تونس.
لم تذق زامبيا حلاوة اللقب قط لكنها تلعب دائما دورا هاما في النهائيات وتبلغ أدوارا متقدمة، وهي أهدرت فرصة إحراز اللقب مرتين الأولى عام 1974 في مصر عندما خسرت امام الزائير (الكونغو الديموقراطية حاليا) 0/2 في المباراة النهائية المعادة (تعادلا في الأولى 2/2)، والثانية عام 1994 في تونس. كما أنها حلت ثالثة ثلاث مرات أعوام 1982 في ليبيا، و1990 في الجزائر، و1996 في جنوب أفريقيا.
وأقالت زامبيا مدربها الإيطالي داريو بونيتي بعد يومين على قيادته المنتخب الى النهائيات بعدما أنهت مجموعتها الثالثة في الصدارة برصيد 13 نقطة وبفارق نقطة عن ليبيا التي حجزت بطاقتها كأحد أفضل وصيفين.
واستعانت زامبيا وتحديدا رئيس اتحادها النجم السابق كالوشا بواليا بالمدرب رينار الذي كان قادها الى ربع نهائي نسخة أنغولا قبل ان يترك منصبه للانتقال الى تدريب اتحاد العاصمة الجزائري.
ولبى رينار نداء بواليا خصوصا وأن الأخير كان سببا في شهرته لأن المدرب الفرنسي لم يكن معروفا على الساحة التدريبية، وكانت تجربته الوحيدة في المجال شغله منصب مساعد مواطنه كلود لوروا على رأس الادارة الفنية للمنتخب الغاني في نسخة 2008 وانهاها في المركز الثالث على حساب كوت ديفوار.
وكان بواليا اتخذ قرارا شجاعا بتعيين رينار على رأس الادارة الفنية لمنتخب بلاده عام 2008 مباشرة بعد اختياره رئيسا للاتحاد الزامبي، فكانت البداية جيدة عندما نجح في قيادة زامبيا الى التعادل مع مصر 1/1 في القاهرة في اولى مباريات التصفيات، لكنه حقق نتائج مخيبة فيما بعد خصوصا خسارته امام الجزائر ذهابا وإيابا وامام الفراعنة في لوساكا، فارتفعت الاصوات مطالبة بإقالته معتبرة وجوده على رأس الجهاز الفني غير مجد وعقيم.
لكن كالوشا اصر على بقائه وكان رينار عند حسن ظنه فقاد زامبيا للمرة الاولى إلى ربع النهائي منذ عام 1996 والسابعة في تاريخها، وكان قاب قوسين او ادنى من قيادتها الى دور الاربعة لولا خسارته امام نيجيريا بركلات الترجيح.
ويبدو أن الفشل في بلوغ دور الاربعة عام 2010 لا يزال حاضرا في اذهان رينار، لأنه وضع نصف النهائي في نسخة 2012 هدفا له.
تعليقات