الراوي يدعو 'الشفافية' للانسحاب حتى لاتكون «ممشة زفر» للداخلية
زاوية الكتابكتب يناير 20, 2012, 12:54 ص 969 مشاهدات 0
الراى
جمعية الشفافية... والبدون
| حسين الراوي |
هل يعقل أنه إلى الآن لم يتم ضبط أي حالة من حالات شراء الأصوات في أي دائرة من الدوائر الانتخابية الخمس؟!! هل يعني هذا أن كل مرشحينا الحاليين لمجلس الأمة يخافون الله ويتقونه، ويتمتعون بذمم نظيفة وأمانة كبيرة، وأنهم يؤمنون بأن شراء الصوت الانتخابي ليس إلا خيانة للوطن؟!! يا الله ما أجمل مجلسنا القادم، سيجمع تحت سقفه نواباً نبلاء أنقياء أتقياء محترمين لا قبيضة ولا مرتشين!!
هناك أصوات كثيرة تنادي وتستنجد بأن شراء الأصوات قد انتشر بين الناخبين، وقد صرّح النائب السابق أحمد السعدون والنائب السابق مشاري العصيمي والنائب السابق محمد خليفة عن انتشار شراء الأصوات في الدوائر الانتخابية التي تخصهم. لا أعلم لماذا نشعر بأن جمعية الشفافية ليس لها أي دور حقيقي في هذه الانتخابات، وكأن الحكومة استغلت الجمعية ووضعتها أمام وجه المدفع لإبعاد المسؤولية عنها في مسألة مكافحة شراء الأصوات، وكأن أمر إقحام جمعية الشفافية في الانتخابات لم يكن إلا لتحسين صورة الحكومة من الجانب الإعلامي المحلي والدولي، خصوصا أن الانتخابات البرلمانية السابقة شابتها شبهات كثيرة واتهامات عديدة بالتزوير والتلاعب بأرقام نتائج المرشحين.
أظن أن على جمعية الشفافية أن تنسحب من هذا الدور العقيم الذي هو أكبر من حجمها وإمكاناتها وكوادرها، ثم تُصدر بياناً للشعب الكويتي تبرئ فيه ذمتها وتُبيّن أنها لم تجد التعاون الصادق من وزارة الداخلية حيال مكافحة شراء الأصوات. فقط بهذه الصورة سوف يحترم الشعب جمعية الشفافية حتى بعد انسحابها. أما إن بقيت هكذا «ممشة زفر» لوزارة الداخلية فإنها لن تحترم ولن تكون ذات مصداقية عند الشعب الكويتي.
*
كم هم مساكين أحبابنا البدون، يوم أن خذلتهم أخيرا فئة غوغائية منهم، فبعد أن ظهروا في تجمعهم الذي تبرعوا فيه بدمائهم وتجمعهم الذي اهدوا فيه الورود لرجال الأمن والصحافة، خرج مجموعة من البدون دون وعي ودون مسؤولية ضاربين بأمن البلد عرض الحائط، ولم يستجيبوا للقانون، ولم يلتفتوا لبيان وزارة الداخلية الموّجه إليهم بعدم السماح لهم بالتظاهر.
أنا شخصياً مع البدون منذ زمن بعيد، وقد كتبت في البدون مقالات وقصائد عديدة، وناديت في محافل عدة بأن يُعطى البدون حقوقهم، لكن لا يعني هذا أن أسكت عن الخطأ، من أجل أن اشتري خاطر فلان وفلانة من الناس. ما قام به بعض البدون أخيرا خطأ فادح، ولا نوافقهم أبداً على استغلالهم للنساء والأطفال في تظاهراتهم، وعليهم أن يتقوا الله في نسائهم وأطفالهم بإقحامهم في هذه الأمور التي لن يجنوا من ورائها إلا إهانة نسائهم وإفزاع أطفالهم. فعلى حكماء البدون وعقلائهم أن يأخذوا بأيدي سُفهائهم وغوغائييهم، وألا يتركوهم يشوهون صورتهم جميعاً، خصوصا بعد أن ظهروا بأجمل صورة أمام الجميع وأحرجوا الحكومة بحسن ورقي تعاملهم معهم.
تعليقات