مساعد الدوسري يصف من يهاجمون المعارضة بالمنحرفين والساقطين والشتامين

زاوية الكتاب

كتب 744 مشاهدات 0


 

عالم اليوم
غربال
هجوم ساقط على المعارضة
كتب محمد مساعد الدوسري
 
في خضم المنافسة الانتخابية والندوات لدى المرشحين، انطلق عدد منهم في هجوم على المعارضة وأدائها طوال المجالس السابقة، في حركة تنم عن تكتيك رخيص لاستقطاب فئات تصوّت لمن يريد عودة الأمور إلى ما كانت عليه في العقود الماضية، وهو أمر لن يتحقق بالتأكيد بعد تضحيات المعارضة والشباب في دفع الأمور إلى ما وصلنا له الآن من إيقاف لعجلة الفساد وتعطيل محركاتها.
 
***
 
هذا الهجوم على المعارضة دلالة على أن هؤلاء المرشحين لا يملكون أي رؤية أو برنامج عمل يوصلهم للمجلس، ويعتمدون بدلا من ذلك على مهاجمة المعارضة والشباب لتحقيق نوع من الرضا لدى شرائح من الناخبين، والأمر يشكل إدانة لهؤلاء المرشحين الفاقدين لمشروع سياسي أو حلول للمرحلة المقبلة، رغم أنهم يتبجحون في كل لقاء أو ندوة بضرورة طرح المشاريع وتحقيق التنمية، علما أن ذلك لن يتحقق بالهجوم على المعارضة بل بطرح الحلول، وهو ما ننتظره منهم حتى الآن.
 
***
 
التحامل على من هم أطول قامة منك، لن يكون بالضرورة مدخلك للوصول إلى مجلس الأمة، فهو قد يكشف ضحالة تفكيرك وانعدام الفكر السياسي لديك، بعد أن تحولت إلى بوق آخر من ألف بوق وبوق يهاجمون المعارضة ليل نهار، وهذه الشريحة التي تتقاتل عليها مع بعض المنحرفين والساقطين والشتامين لن يوصلك إلى ما تسعى إليه، فالتزم طريق الحق ودافع عنه وحاول البحث عن طرق أخرى مختلفة ومحترمة في نفس الوقت للوصول إلى ما تصبو له.
 
****
 
وأهم من يعتقد أن المعارضة والشباب سيعودون إلى الوراء في المرحلة المقبلة، أو أنهم سيتأثرون بما يكال لهم من شتائم وتجريح وتخوين وتدليس وقلب للحقائق، بل إن ذلك بزعمي سيزيدهم قوة واستمرارية، إذ إن من يقوم بمهاجمتهم ويضع نفسه في نفس خانة الشتامين البذيئين لن يجد سوى الاحتقار والنبذ من المجتمع، ولن يصغي له إلا ذات الشرائح المريضة نفسيا والتي تعاني من عقدة نقص مركبة، والأمور ستتغير للأفضل بتهميش هذه الشريحة ومن ينمي فيها الشعور بالنقص ومن يدعم أبواقها في الإعلام والصحافة والقنوات التلفزيونية.
 
****
 
المستقبل هو لكل مواطن حقيقي حر لا يعاني من عقدة النقص والنبذ الاجتماعي، ويتعامل مع هذا الوطن ككيان دائم يجمعه مع طوائف وفئات وقبائل أخرى، ويعرف أن الأمور تسير بإعطاء كل ذي حق حقه، أما من يحاول اللجوء إلى الاستعداء الرخيص وتكوين جبهات اجتماعية لإيقاف مد جبهات أخرى، فهو مريض مهووس لن يجد أي دعم بعد مضي فترة من الزمن، إذ إن الحق والعدالة تنجح دائما في النهاية، وما يقوم به الإنسان لإيقاف مسار الحق والعدالة هو حجر صغير في طريق تحقيقها سرعان ما يداس بالأقدام ليستكمل الرجال مسيرتهم.

 

تعليقات

اكتب تعليقك