'تورا بورا'.. ملحمـة إنسانية برؤية كويتية
منوعاتاليوحة: معالي وزير الإعلام يضع في أولوياته إعادة انطلاق السينما الكويتية
يناير 19, 2012, 11:50 ص 2382 مشاهدات 0
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الثامنة عشرة، عرض فيلم «تورا بورا» للمخرج وليد العوضي الذي كتبه مع الكاتب رياض السيف بطولة الفنان القدير سعد الفرج، أسمهان توفيق، خالد أمين، عبدالله الطراروة، وعبدالله الزيد، عبداللطيف أبوشقرا، ياسين احجام وقيس ناشف.
الفيلم عرض في سينما «ليلى غاليري» وحضره الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة الذي كرم الفنان القدير سعد الفرج والمخرج وليد العوضي، وحضر الفيلم كوكبة من ضيوف المهرجان والفنانين والنقاد الكويتيين.
في البداية، قدم المخرج البحريني بسام الزوادي الذي حضر خصيصا لمشاهدة الفيلم، وتحدث عن علاقته الممتدة مع مهرجان القرين منذ انطلاقته الأولى، ثم قدم الأمين العام المهندس علي اليوحة كلمة أكد فيها أن وزير الإعلام الكويتي رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب معالي الوزير الشيخ حمد جابر العلي الصباح يضع في أولوياته للمرحلة القادمة دعم مجالات الفنون والثقافة وفي مقدمتها إعادة انطلاق السينما الكويتية لتصبح في مكانتها اللائقة من خلال برنامج زمني واضح، وإقامة مجموعة من ورش العمل المتخصصة في مجالات مختلفة بهدف صقل مواهب الطاقات الكويتية الشابة وإقامة مهرجان سنوي للأفلام القصيرة.
وأشاد اليوحة بالفيلم قائلا: «تورا بورا» هو فيلم اجتماعي إنساني يحمل توليفة سينمائية راقية جمعت فنانين من الخليج وحتى المغرب العربي بقيادة المخرج المبدع وليد العوضي.
كما رحب اليوحة بضيوف مهرجان القرين في دورته الثامنة عشرة الحاضرين ، وأكد على توثيق التعاون مع نادي الكويت للسينما ليكون مثالا يحتذى لتعاون جهة رسمية حكومية كالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مع جمعية النفع العام لتحقيق هدف واحد وهو إعادة السينما الكويتية إلى مكانتها اللائقة.
وتحدث اليوحة إلى جهود الرواد الكويتيين الأوائل في السينما وما قدموه في فترة الخمسينيات بتأسيس شركة السينما والتصوير التي أنتجت أكثر من 60 فيلما وثائقيا عن الحياة في الكويت وتأسيس شركة السينما الكويتية في العام 1954 ثم افتتاح قسم السينما في تلفزيون الكويت العام 1961 عندما قدم المخرج المبدع محمد السنعوسي فيلم «العاصفة» كأول فيلم روائي قصير.
وتابع اليوحة: ولا بد أن نتوقف طويلا أمام إبداعات المخرج العالمي خالد الصديق الذي وضع السينما الكويتية على الخارطة العالمية من خلال الإنتاج المشترك مع فنانين أجانب في مختلف المجالات وانطلاقته بفيلم «بس يا بحر» الذي حصد العديد من الجوائز العربية والعالمية.
وختم اليوحة حديثه بالتأكيد على اهتمام الأمانة العامة بالسينما من خلال جوائز الدولة التشجيعية التي حصدها هذا العام المخرج أحمد الخلف عن فيلمه «هارموني».
وأعقب كلمة الأمين عرض فيلم «تورا بورا» الذي يتحدث عن أب وأم كويتيين في أفغانستان بحثا عن ابنهما الذي التحق ببعض الجماعات المقاتلة هناك وتدور الأحداث في مخيم اللاجئين «تورا بورا».
وأعقب عرض الفيلم الندوة النقاشية التي قدمتها الفنانة المصرية داليا البحيري وعبرت عن سعادتها بوجودها في الكويت ومشاهدتها لهذا الفيلم المتميز الذي أثر فيها لدرجة أنها بكت في بعض المقاطع من شدة التأثر، ولم تخف إعجابها الشديد بالتقنيات العالية المستخدمة في تصوير الفيلم.
ثم قدمت البحيري نبذة مختصرة عن النجم القدير سعد الفرج والمخرج وليد العوضي. وبدأ المخرج وليد العوضي كلمته بالقول: «إن اليوم يصادف ذكرى رحيل أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، وصادف كذلك وفاة زميلة عزيزة على قلوبنا هي الناقدة السينمائية نجاح كرم».
كما تحدث العوضي عن تجربته في إخراج «تورا بورا» قائلا: العمل استغرق تصويره ثلاث سنوات وقمنا بتصويره في المغرب، مع طاقم ضخم من فريق العمل الإنجليزي، الإسباني والفرنسي وجاءت النتيجة مرضية كما تمنيناها.
وتابع العوضي: حرصت على ألا أربط الفيلم بفترة زمنية محددة وأن أجعل الفترة مفتوحة بعد أحداث 11سبتمبر بالطبع، وحتى الشخوص لم أضع لها أسماء معينة وتركت الحكم للمشاهد ومخيلته، كما أردت التأكيد من خلال الفيلم أن التربية هي عامل أساسي في حماية أبنائنا من التيارات المتطرفة. واعتبر العوضي أن موافقة القدير سعد الفرج على المشاركة في الفيلم كانت دفعة كبيرة لهم وفتحت أمامهم العديد من الأبواب فسهلت موافقة الفنانين على المشاركة، وكذلك اصراره على تمثيل جميع المشاهد من دون الاستعانة بـ «دوبلير» شجع الجميع على القيام بالأمر نفسه.
وعن سهولة توجيه فنان بحجم سعد الفرج في الفيلم، قال العوضي: لأنه فنان قدير وصاحب تاريخ طويل منحني هذه الثقة، فمن خلال تجربتنا الأولى في فيلم «السدرة» أوجد ذلك هذه المساحة من الحوار بيننا وسهل علي عملية الحديث معه ومناقشته فيما أريد ورؤيتي كمخرج.
وحول غياب الترجمة عن الفيلم في بعض المشاهد، قال العوضي: الفيلم ترجم بالكامل إلى اللغة الإنجليزية، ما عدا المقاطع الأفغانية، لأنني كمخرج كانت لدي رؤية أن أصيب المشاهد بحالة من الضياع التي أصابت سعد الفرج وهو ضائع في بلاد لا يعرف فيها أحدا أو يفهم لغتها.
من جانبه، أثنى الفنان القدير سعد الفرج على الفيلم وفريق العمل الذي بذل كل ما في وسعه لراحة الممثلين، رغم صعوبة الأماكن التي صوروا فيها وهي مناطق جبلية قاسية.
احتفل نادي الكويت للسينما - بالتعاون مع مراقبة السينما بالمجلس - بالنجوم العرب المشاركين في فعاليات مهرجان القرين الثقافي الثامن عشر، وذلك في أمسية سينمائية أقيمت في قاعة عبدالرزاق البصير.
واستهلت منال عمران فعاليات الحفل، وأعلنت عن عرض مجموعة من الأفلام القصيرة هي «نظرات»، «البحث عن فهد»، «مهملات»، «سلام»، «إدمان التكنولوجيا».
وأشاد مدير نادي الكويت للسينما الزميل عماد النويري بفيلم «تورا بورا» الذي عرض خلال المهرجان، وقال إن «المخرج والمنتج وليد العوضي بذلا جهودا احترافية مميزة ما جعله يرقى إلى العالمية، وهو كان حلما وتحقق منذ عرض فيلم «بس يا بحر» العام 1971»، مشيرا إلى أن «الاقتناعات المختلفة مع الرؤية الخاصة بتورا بورا هي أمر صحي، وكثيرا ما يغير الناقد آراءه واقتناعاته مع مرور الوقت». وشهد الحفل تكريم الفنانتين بوسي وداليا البحيري والمخرج بسام الزوادي الذي اعتبر أن هذا التكريم ليس غريبا على النادي وعلى الكويت، متمنيا للسينما الكويتية مزيدا من التقدم والازدهار.
من جانبها، اعتبرت الفنانة داليا البحيري أن «السينما الكويتية واعدة بوجود مبدعين على شاكلة وليد العوضي الذي قدم تجربة ثرية بمعنى الكلمة في كل تفاصيلها الفنية»، موضحة في الوقت نفسه أن «ما تمر به السينما المصرية حالة من الهدوء وستعود الى سابق عهدها مرة أخرى».
أما المخرج وليد العوضي فقد أشاد بالفنانين المكرمين وقال: «نرحب بهم دائما في الكويت لأن هذا البلد هو رائد الثقافة والفنون في هذه المنطقة ويسعد دائما بوجود المبدعين على أرضه»، لافتا إلى أن «تجربة تورا بورا كانت ممتعة وثرية، وأنا فخور لأنها مازالت حديث الجمهور منذ عرض الفيلم في مهرجان كان الماضي».
من جانبها، أعربت الفنانة بوسي عن سعادتها بالتكريم وقالت «الفنان يشعر بسعادة كبيرة عندما يكرم، لأن ذلك يعطي حافزا للعمل والإبداع أكثر»، مشيرة إلى أنها تحضر حاليا لتصوير مسلسل بعنوان «الخفافيش» من تأليف أحمد النحاس، وهو يتحدث عن مشاكل وقضايا حقيقية، ويتكون المسلسل من ثلاثين حلقة بحيث ستأخذ كل قضية ثلاثة حلقات منفصلة.
تعليقات