الخط النفطي المحظوظ في الإمارات
الاقتصاد الآنالكويت ضيّعت فرص إستفادة إستيراد 'الغاز' من قطر
يناير 17, 2012, 10:51 ص 2619 مشاهدات 0
خط الأنبوب الإماراتي، هو الخط النفطي الذي سيتلافيى مرور نفوط الإمارات من مضيق 'هرمز الحيوي' و شريان النفط الخليجي الى الخارج والذي اصبح حديث العالم الآن عن احتمالات اغلاقه من الجانب الإيراني، و من حظ الإماراتيين بأن هذا النفط سيمر على دول الإمارات من دون المرور على أراضي من خارج دول الإتحاد لأصبح هذا الخط مجرد فكرة ومازالت على الورق .
الخط النفطي الإمارتي سيبدأ من حبشان في إمارة أبوظبي إلى ميناء الفجيرة المطل على خليج عمان و يبلغ طوله 370 كيلومتر، و يقدر إجمالي طاقة هذا الخط في المرحلة الأولى ب500 ر1 مليون برميل ثم سيصل الى 700 ر1 مليون في اليوم، وهذا يمثل ما بين 58 الى 65% من اجمالي انتاج أبوظبي من النفط حاليا و الذي في حدود ال600 ر2 برميل في اليوم.
وكان من المتوقع ان ينتهي من اتمام هذا الخط مع نهاية عام 2010 و لكن تأخر ومن المتوقع ان ينتهي العمل به في أواخر شهر مايو من العام الحالي.
و يعود سبب التأخير الى بعض المشاكل التقنية و شارف على الإنتهاء، و يبلغ كلفة بناء هذا الخط حوالي 3 مليارات دولار.
ومن المؤكد ان هذا الأنبوب النفطي سيمثل بادرة ممتازة لتصدير النفط الإماراتي من دون معوقات و مع ان الطاقة الإنتاجية لا تمثل سوى 50% من اجمالي انتاج لأبوظبي الا انه مشروع آمن ومنفذ سالم للنفط الإمارتي وبكل تأكيد مشروع أو خط أنبوب إستراتيجي داخل أراضي الإمارات المتحدة .
وهذا الخط ' المحظوظ' يذكرنا بمشروع استراتيجي حيوي بدأته الكويت مع بداية عام 2000 بمشروع شراء و إستيراد الغاز النحيل من قطر و تم التوقيع على مذكرة تفاهم و منذ ذلك الحين الا أن لم يتم تنفيذ اي حرف من المذكرة .
ونحن نشعر بحزن عميق من هذه النهاية المؤسفة لمشروع كان المستفيد منه معظم أعضاء مجلس التعاون الخليجي العربي، لكن هذا مصيرنا ومصير 'خليجنا واحد وأرضنا واحد '. ونتحسر نحن أكثر في الكويت بألم وحسرة من عدم تنفيذ هذا المشروع الإستراتيجي و الذي كان سيفيدنا جميعا من إستيراد وشراء الغاز النحيل من قطر الشقيق ونتحسر أكثر عندما ندفع فاتورة الإستيراد من الشركات الأجنبية بدلا من دفعها مباشرة إلى قطر، ونتألم لأن هذا المشروع كان سيفيد كل من قطر والبحرين و المملكة العربية السعودية و الكويت حيث ببناء خط الغاز كان سيمر عبر هذه الدول، وكانت ستسفيد قطر بأكثر من 10 مليارات دولارات سنويا بشرائنا جميعا الغاز النحيل، وكانت فعلا فرصة مميزة للتعاون التجاري و الإقتصادي مابين دول الخليج، وفي نفس الوقت كان من الممكن خلق فرص عمل للدول الأربعة ببناء هذا الأنبوب ومن بناء مضخات ضخ و نقاط توزيع وكانت ستؤدي الى صناعة مشتركة، ولكن الخلافات الخليجية ضيعت علينا جميعا هذه الشراكة الإقتصادية وتغلبت علينا السياسة الخليجية المشتركة.
الإستفادة الكبري كانت وبكل حق استخدام الغاز القطري حيث ان معظم الدول الخليجية لا تمتلك هذه الكميات والإحتياطيات الهائلة من الغاز الطبيعي ومعظمها أصبحت مستوردة أو ستستورد الغاز خلال ال3 سنوات القادمة بدلا من الإعتماد على الإستيراد الخارجي من خارج المنطقة كان بإمكاننا جميعا الإستفادة بإستيراد و شراء الغاز القطري .
و الفائدة الأكبر كانت ستكون من نصيبنا جميعنا وشاملة لدول مجلس التعاون الخليجي حيث ان قيمة شراء الغاز القطري في نهاية الأمر كان سيصب في جيوبنا جميعا على المدى الطويل و حتى وان ضاعفت و بالغت قطرفي بيع سعر الغازعلينا جميعا.
ولهذا كان سبب نجاح بناء خط انبوب النفط الإمارتي ' المحظوظ' حيث سيمر على دول الإتحاد ومن دون تدخلات أو خلافات أو وضع عوائق سياسية ومالية أو فرض ضريبة و ضرائب حتى لا يمر الخط .
ومع ذلك فنحن ننادي بالوحدة الشاملة و الوحدة لن تأتي من دون مشاريع اقتصادية و تجارية مشتركة مابين دول مجلس التعاون الخليجي.
أبوظبي نجحت في بناء هذا الأنبوب النفطي ' المحظوظ' لأنه كان خارج حدود مجلس التعاون الخليجي. في حين نحن فشلنا في إستيراد الغاز القطري لأنه يقع داخل وضمن حدود دول مجلس التعاون .
تعليقات