هل ندرك أهمية المحافظة على البيئة؟

زاوية الكتاب

كتب 6179 مشاهدات 0


مع بداية زيادة خروج الأهالي وقبلهم الشباب إلى المنتزهات البرية، من المهم التطرق لمثل هذا الموضوع.

(التوازن البيئي) خلق منذ أن خلق الله الأرض، مما يدلنا على عظمة الخالق سبحانه، فالرازق عز وجل قسم الأرزاق على جميع المخلوقات، وجعل كل ما ينتج من الشجر ومن فضلات الحيوان من مواد عضوية يعود مرة أخرى ليفيد الحيوان والشجر في غذائه، وهذا ما يعرف بـ ( إعادة الدوران) ، (Recycling).

 على سبيل المثال الجرذان في الصحراء، منها ما هو نهاري يخرج نهارا ليبحث عن ما يأكله والآخر ليلي يخرج ليلا ليبحث عن الحبوب ليأكلها،فلا يزاحمان بعضيهما البعض على الطعام، ومنها ما هو كبير يتغذى على الحبوب الكبيرة، ومنها ما هو صغير يأكل البذور الصغيرة .

والطيور الجارحة منها ما يصيد بنفسه والآخر لا يأكل إلا الجيف، والجيف نفسها يَـبيضُ فيها الذبان الأزرق أو الأخضر لتتغذى يرقاته على باقي الجيفة فتستفيد اليرقات من الطعام الوفير، ولبعض الطيور مناقير قصيرة لأكل البذور، وللبعض الآخر مناقير طويلة تستخدمها للبحث عن الديدان تحت سطح الأرض في المناطق الساحلية، ولبعضها مناقير حادة لأكل الطيور الأصغر حجماً.

وللخنافس والفراش يرقات على شكل الدود، وتمتد دورة حياتها فترة طويلة كيرقة، وقد جعلها الله بأعداد كثيرة ليكون بعضها طعاماً  للطيور والحيوانات الأخرى، والقليل يستمر ليتحول إلى خنفساء أو فراشة.

والنباتات الحولية بعد انتهاء دورتها الحياتية وتموت في الصحراء بعد دخول الحر تأكلها البكتيريا والأرضة لتحولها إلى مواد عضوية بعد ذلك، تزيد من خصوبة الأرض لتستفيد منها النباتات في السنة التالية.

فالخلاصة أن جميع ما على الأرض يعيش ويكمل بعضه البعض، وعند تدخل الإنسان بهذه البيئة يختل التوازن مما يجر على الإنسان عواقب قد لا تدركها إلا الأجيال القادمة.

فيوجد في البيئة البرية حيوانات وطيور ونباتات متعددة، يستفيد منها الإنسان إما  كغذاء أو علاج استخدم لفترات طويلة من الزمن، ولإكمال الاستفادة منها وجب علينا المحافظة عليها للأجيال القادمة ولأنه قد يستخرج منها مستقبلاً مواد تساعد في علاج بعض الأمراض، أو تستخدم في تحضير بعض الأدوية، أو يكون القضاء عليها إخلال في البيئة مما ينتج عنه أثر ضار قد لا تتحمله الإنسانية.  فهناك من النبات والحيوان من لا نشعر بأهميته إلا بعد فقده، وهناك أعمال تفعلها البكتيريا و الحيوانات و لا يستطيع الإنسان عملها إلا بجهود وبميزانيات مالية كبيرة.

كيف نحافظ على البيئة؟

 1- عدم قتل الحيوان أو الطير وقلع النبات ، فالإسلام ينهى عن قتل الطير بدون الاستفادة منه بالأكل، وينهى عن قلع الشجر بدون فائدة أو سبب.
 2- تنظيم الرعي، بأن تترك الأرض بعد الرعي فيها فترة من الزمن لتستعيد ما أخذ منها ( ثلاث سنوات أو أربع)، فرعي النبات قبل أن يكمل دورته في الإزهار ونشر البذور سوف يقلل منه في السنة التالية والتي بعدها حتى ينتهي من الوجود، وكذلك قلة النبات و عدم توفره يساهم في انخفاض خصوبة الأرض حيث لا يوجد شيء لتحلله البكتيريا ليستفيد منه النبات.
 3- عدم الخروج عن الجادات الترابية، فضغط العجلات على الأرض يقلل من خصوبتها بإخراج الأكسجين منها ويقلل من تحلل المواد العضوية فيها.
4- عدمُ إلقاء المواد البلاستيكية في الصحراء، فهي سامةٌ ومُضِرَّةٌ للحيوان وبطيئةٌ التحلل، وتبقى لفتراتٍ طويلة في البر تلتصق بالنبات وتقفل جحور الزواحف واللافقاريات.

 * وللعلم فإن إلقاء الطعام في البر غير مضر فهو سريع التحلل ومفيد للحيوان والطير والنبات. والبلاستيك هو من صناعة الإنسان التي تعتبر ضارة للبيئة، وهناك دراسات وأبحاث لاستبداله بمواد تسمى بصديقة للبيئة أي غير ضارة للبيئة.

الآن - رأي الطالبة بدور الراشد(تربية بيئية، كلية الآداب)

تعليقات

اكتب تعليقك