ندوة القرين اختتمت فعالياتها
منوعاتمناقشة مستقبل التغيير في العالم العربي وحدوده
يناير 16, 2012, 10:32 ص 1044 مشاهدات 0
اختتمت ندوة القرين فعالياتها بنقاش مثمر حول مستقبل التغيير في العالم العربي وحدوده، النقاش جاء في ندوة مسائية على محورين في جلستين الجلسة الأولى ترأسها عبدالوهاب العريض من المملكة العربية السعودية، وهو رئيس تحرير جريدة الشرق الالكترونية وتحدث خلالها من الكويت: الناشط الحقوقي طاهر البغلي والتربوية دلال الدايل والباحث السياسي أحمد العيسى.
بدأ الناشط الحقوقي طاهر البغلي الحديث حيث قدم تعريفا للثورات وقال: الثورة هي مجرد وسيلة لتحقيق مطالب معينة، فضلا عن أن مطالب الثورات رغم التنوع في تفاصيلها تتفق من حيث الجوهر في كونها تهدف لإتاحة الفرصة للإنسان أن يعيش وأن يعيش بكرامة». وأضاف: لهذا السبب أستطيع القول إن هذه الثورات هي ثورات حقوق إنسان سواء كانت هذه الحقوق مدنية أو سياسية أو اقتصادية.
وأشار البغلي إلى أن ثورات الربيع العربي ليس من الصدفة أن تكون مطالبها متفقة تماما مع نصوص صريحة لمواد ذكرت في إعلان واتفاقيات دولية لحقوق الإنسان. وأن الإحساس بالكرامة كان أيضا موجة الربيع العربي الأقوى والتي أصابت جميع الدول العربية بل تجاوزتها وأصابت العالم أجمع ونتجت عنها تأثيرات مختلفة فضلا عن أن هناك دولا استجابت لموجة الكرامة بالقيام بثورات لإسقاط الأنظمة ونجحت أو فشلت ولازالت تطالب بإسقاط الأنظمة عبر ثورتها، كما أن هناك دولا أخرى ظهرت مطالبها عن طريق المطالبة بإصلاحات (الكويت نموذجاً) ليس فقط الحكومة بل المطالبة بتعديلات للسلطات الثلاث او اصلاحات قانونية.
وختم البغلي بالقول: إن الحل المتاح أمام أي نظام يريد أن يبقى مستمرا في بلد مستقر يبدأ أولاً بتعزيز آليات الحماية المحلية عن طريق تعزيز استقلال والرقابة على السلطتين التشريعية والقضائية وتشكيل مؤسسات حقوق إنسان وطنية مستقلة، وتعزيز المجتمع المدني، وتشكيل آليات اقليمية لحماية حقوق الإنسان والتعامل بشفافية مع آليات الحماية الدولية.
أما الباحث السياسي أحمد العيسى فتناول التحولات العربية وقال إن هناك مجموعة من التحولات جوهرها يأتي من نظام عسكري إلى جماعات إسلامية، والفكرة الرئيسية التي أود الحديث عنها وأنا ليبرالي ومتابع سياسي وهي أنني أجد نفسي متابعاً بقوة لتجربة الإسلاميين من الظل إلى الضوء. والثورات العربية بدأت بالمناداة بالكرامة ولكن الصناديق أتت بجماعات إسلامية والتي كانت حتى وقت قريب تعادي وتهاجم المرأة.
وقال العيسى إن هذه الأحداث والتحولات لابد أن نضعها موضع المراقبة فالإخوان المسلمون في مصر كانوا حتى وقت قريب يعارضون حرية الأقباط وفي المغرب يحاربون السياحة والخمور.. إذن نحن أمام تحد حقيقي فما كان محل اعتراض بالأمس هو محل نقاش اليوم اضافة إلى ظهور مصطلح الخلاص الذي كانوا يسوقون له.
وذكر العيسى الحالة المصرية كنموذج وقال إن هناك انقساما يحيطها فهناك أناسا يتخوفون من الإسلاميين من خلال تجربة طالبان الماضية الذين أحرقوا التماثيل الأثرية أمام العالم، وعلى النقيض الجماعات الإسلامية ممثلة في حزب العدالة والسلف فاجأونا بأنهم سيحافظون على الحريات وأن اختلاف وجهات النظر سيكون محل ترحاب.. وقال العيسى إن هذا التناقض لابد أن يثير الانتباه.
وأشار العيسى إلى أننا اليوم أمام عدة تحديات منها الحفاظ على الحريات العامة والإصلاح والاقتصاد الاجتماعي وتأمين مستوى من العيش الكريم، وكذلك نحن أمام واقع عربي جديد فرض التعاطي معه والتواصل معه أصبح سهلا من خلال وسائط التواصل الحديثة وهذا ما لمسناه في مصر وتونس، ولابد أن نتفاءل بأن التغيير سُنة الحياة فالحكم مسؤولية كبرى ولا يقوم على تجربة الصواب والخطأ ومادمنا رضينا بحكم الصناديق فلا توجد مشكلة أن يحكمنا إسلاميون.
التربوية دلال الدايل طرحت تساؤلا كبيرا عندما بدأت حديثها وقالت.. الإنسان العربي يتساءل الآن من أنا! كمواطن صالح لابد أن أذوب داخل الدولة أو وجودي سيعبر عن حقيقة الانتماء! إن الثورات العربية اسقطت أعمدة منها ما هو تراث ديني واجتماعي ولكن علينا الانتباه إلى أن كل سلطة قادمة تعزز نوعا من أنواع المعارضة لها.
وأشارت الدايل إلى أن هذا التساؤل بدأ عندما تحرك البوعزيزي في تونس وخالد سعيد في مصر وكان البعد الفكري هو وجود شباب واع، وأيضا ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي والالكتروني في ما هو سائد. والثورات العربية إذا نظرنا لها بقليل من التحليل سنجد أنها سحبت البساط من مثقفي السلطة، ومنحته إلى الشعب الذي انطلق وأصبح أعلى سقفا من المثقفين، والشعب أدرك قوته برغم شعوره بالتخدير لسنوات. وأضافت الدايل أن تجربة الإخوان أثبتت أن الدولة الرعوية ليست نموذجا لرضاء المواطن وأشارت إلى المتغيرات الكبيرة وتنامي الحس الإنساني والأمل أن غدا أفضل في ظل مطالبات الشباب بحق المواطنة لا المساكنة وحق تقرير المصير.
الجلسة الثانية من الجلسة الختامية حول مستقبل التغيير في العالم العربي ترأسها الدكتور عبدالله الجسمي رئيس قسم الفلسفة في جامعة الكويت. وتحدث فيها الباحث السياسي في الشؤون الخليجية ورئيس الفريق الكويتي لمبادرة الإصلاح العربي أحمد شهاب كان أول المتحدثين وقال بداية:
بعد أن كاد جميع الفرقاء في الوطن العربي يتفقون على أن الزمن السياسي العربي أصابه الجمود وتوقف عند زمن الاستبداد، تحرك شباب الوعي والتغيير ليعيد جذوة الأمل والثقة إلى الذات، ويثبت أن هناك زمنا عربيا آخر هو زمن الحرية والكرامة، ويثبت أن فعل التغيير والإصلاح إنما هو قرار تمتلكه الشعوب. إن جوهر الشرعية هو رضا الناس.
وخلص شهاب إلى أن أمام دول الخليج فرصة تعد تاريخية لإجراء إصلاحات حقيقية وجذرية وجدية، من خلال:
1 - المصالحة الداخلية: من المعلوم أن لدينا في الخليج سلطة كاملة ودولة غير مكتملة، إن اكتمال الدولة لا يتم إلا من خلال تجسير الجفوة بين مشروع السلطة ومشروع المجتمع بحيث يصبان في منهل واحد وهو الوطن ومصالحه العليا. وللأسف فإن مشروع السلطة في الخليج لا يزال متصادما في بعض المناطق مع مشروع المجتمع، بحيث تشعر بعض الشرائح بغربة سياسية واجتماعية، وهو ما يفقد الدولة حضورها، ويعمق من التناقضات بين دولة تمتلك مظاهر الحداثة لكن تتنازعها الانتماءات التقليدية المذهبية والقبلية والمناطقية. علما بأنه لا يمكن لأي شعب أن يدافع عن دولة هو أولى ضحاياها.
الحوار الجاد واستباق الزمن بمعنى أن التباطؤ والتعامل وفق نظرية الربع ساعة الأخيرة يمثل تهديدا كبيرا أمام أنظمة الخليج، وإن كانت هذه الأنظمة أو بعضها لا يزال يحظى بقبول اجتماعي فإن الحفاظ عليه لن يكون دون تقديم تنازلات ربما تكون مؤلمة ولكنها ضرورية لتجنب صدام قد يقع في أي لحظة.
الورقة التالية تحدث خلالها الدكتور محمد الأحمري من المملكة العربية السعودية وهو باحث ومفكر إسلامي معني بالتقريب بين المذاهب، الدكتور الأحمدي قال بداية إن كثيرا من المعرفة والثقافة هي من واقعنا، ولكن الحاجة الحقيقية أن تراجع انتمائك القبلي والحاجة الحقيقية ليست انتصار حزب ما، فالثقافة في جزء منها رؤية ومعرفة.
وأضاف أنه في حال وصول الجماعات الإسلامية للحكم في بعض بلدان الربيع العربي فهل يستطيعون المواصلة واستكمال الدور المطلوب.. مشيرا إلى أن قضية التوجه داخل المجتمعات العربية والإسلامية هي فطرة شرعية وأن عالم الديموقراطيات في باطنه تكمن مسألة تحقيق المصالح، ودعا الأحمري في ورقته إلى ضرورة إيجابية ظاهرة الحوار في المجتمعات العربية وضرورة مراجعة المسلمات.
أما الدكتور باقر النجار أستاذ علم الاجتماع بجامعة البحرين والعضو السابق في مجلس الشورى البحريني فطرح في ورقته عدة مسلمات وقال: بداية إن حتمية التغيير كانت موجودة ونشأ خلال ذلك ما عرف بالحراك السياسي والاجتماعي وطرح بعض التجارب وإعادة البناء مشيرا إلى النموذج الياباني، وقال إن مسارات التغير في معظم دول الربيع العربي تختلف لأن لكل دولة أحوالها الخاصة بها، واستشهد بالنموذج المصري والحالة الليبية والحالة السورية وخلص إلى أن التغيير مسألة ضرورية رغم التكلفة العالية التي تترتب على هذا التغيير.
الورقة الأخيرة قدمها الدكتور علي الزعبي أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة الكويت وقال: بداية ما يحدث في العالم العربي من تطورات سياسية سريعة، وما يرتبط به من تغييرات جذرية في النسق السياسي، يتطلب قراءة سسيولوجية متعمقة لفهم الأبعاد التي أدت إلى حدوث تلك التطورات، ووضع تصور عام عن مستقبل التغيير في العالم العربي وحدوده، وأعتقد أن هذا الأمر يحتاج إلى جهد بحثي كبير.
إن ما يوجد برؤوس وأفئدة الشباب العربي أكبر من تلك الأفكار التقليدية، إنها تطلعات طموحة تقوم على أفكار إنسانية، ووطنية، وإصلاحية تتعلق بقضايا عدة منها: الاندماج الاجتماعي، المشاركة في التنمية، الإصلاح الاقتصادي، مكافحة الفساد، التداول السلمي للسلطة، احترام التنوع والاحتكام إلى قواعد الصراع السلمي، نزاهة الانتخابات وغيرها.
والأهم في ذلك أن تلك التطلعات ليست مستقرة وجامدة، بل إنها ذات طبيعة ديناميكية متغيرة، مما يجعل السيطرة عليها الآن أو مستقبلا من قبل السلطة (أي سلطة) أمرا صعبا.
هذا الحراك الشبابي يتميز بأنه لا يقوم على الولاءات التقليدية المتعارف عليها، وإنما ارتكز في دوره السياسي والاجتماعي على ولاءات جديدة تقوم على فكرة جديدة هي «أفراد الجماعة» والذين ينقسمون في ولاءاتهم إلى أكثر من جماعة، كما أن بمقدورهم تحريك هذا الولاء في أي تجاه يتواءم مع نوعية طموحاتهم حاليا أو مع طبيعة تغيراتها مستقبلا.
هذا النوع من «الولاء» رافقه بروز «هوية جديدة» و«وعي اجتماعي جديد» تشكلا جميعا في عالم «الفضاء السبراني» القائم على شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائط التكنولوجية الحديثة. وقد ساهمت جميعها بدفع المجاميع الشبابية إلى النزول من «فضاء الإنترنت» إلى «فضاء الواقع» من أجل تغيير الوضع المر الذين كانوا يعيشونه في ظل أنظمة الاستبداد.
هذه «الهوية الجديدة» وما نتج عنها من «وعي اجتماعي جديد»، تشكلتا بعيدا عن سلطة «الدولة التسلطية» و«الأسرة المتسلطة» وغيرها من نزعات فئوية أخرى سواء كانت دينية أو مذهبية أو قبلية أو طبقية. كما أنها، ولأول مرة في التاريخ العربي، لم تكن نتاج فكر أيديولوجي محدد أو فكر نخبوي معين.
هذه الظاهرة، ظاهرة «الحراك الشبابي»، في طريقها للتمدد على المستويين المحلي والإقليمي، وهو تمدد غير قابل للانكماش. نعم.. قد يضمر هذا التمدد في مرحلة ما، إلا أنه سيعود مرة أخرى بشكل أكثر صلابة وأكثر قدرة على تغيير شكل الدولة وأنساق المجتمع.
وبذلك أستطيع أن أقول إن مستقبل المنطقة، وعكس ما يعتقد البعض، لن يتوقف على نجاح أو فشل تجربة الربيع العربي، لأن التحول السياسي - الاجتماعي سيظل قائما سواء نجحت التجربة أو لم تنجح.
من ناحية أخرى، على الحكومات العربية أن تتصالح مع شعوبها من خلال «عقد اجتماعي جديد» يقوم على مبدأ «الشراكة» بين السلطة والشعب وفق قنوات دستورية ديموقراطية ممثلة للجميع، والتي تضمن عملية التحول نحو الدولة المدنية - دولة القانون والمساواة - التي تراعي في سياساتها التنموية تطلعات المجتمع، وخاصة تطلعات فئة الشباب.
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الثامن عشر أقيم حفل موسيقي لفرقة «القصر الأحمر للفنون الشعبية» في مجمع الكوت، الحفل حضره الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة الذي بدأ الحفل بتكريم الفرقة.
الحفل أقيم في باحة المجمع التي شهدت تجمعا جماهيريا كبيرا تفاعل مع الفرقة والفقرات التي قدمتها، برغم درجات الحرارة المنخفضة، وكان لافتا وجود عدد كبير من الجاليات الأجنبية لمشاهدة هذه الفنون التي بهرتهم، وحرص بعضهم على الاقتراب من أعضاء الفرقة وسؤالهم عن بعض التفاصيل.
فرقة القصر الأحمر للفنون الشعبية قدمت عددا من الأغنيات التراثية، والوطنية، وحتى أغنية كوميدية «تلفوني الموبيل أخذوه مني العيال» التي لاقت تفاعلا لافتا من الجمهور، الذي تهادى ورقص على الأنغام الشجية التي أحيت في داخلهم الحنين إلى ماضي الأجداد وعبق التاريخ.
عضو الفرقة مدالله سلمان قال: تعاوننا متواصل مع المجلس، ومستمر في كل محفل وفعالية يقيمها المجلس، ودُعينا من قبله لإحياء هذه الأمسية، وسنقدم مختلف الفنون الشعبية التي نشتهر بها، سواء البادية أو البحر.
وتابع سلمان: بدأنا الحفل بفنون العارضة الاستعراضية التي كانت تؤدى في الماضي لتظهر جاهزية الشعوب للقتال، والآن أصبحت تقدم في الأعراس والمناسبات السعيدة، كما سنقدم العارضة البحرية، وفنون السامري، وفقرات على العود، ونقازية «لنفرفش» الحضور.
وعن مدى سهولة جمع الفرقة لأفراد من مختلف الأعمار، قال مدالله: هذا ما يميزنا ونتعمد أن يكون معنا مختلف الأعمار لننقل هذه الثقافة والفنون بين مختلف الأجيال وجيل وراء جيل يسلم الراية بعضهم لبعض، وهناك إقبال شديد من الفئة العمرية الشبابية لتعلم فنوننا الأصيلة والتمسك بها.
هذا وتعتبر فرقة «القصر الأحمر للفنون الشعبية» واحدة من أشهر الفرق الشعبية في الكويت، وتأخذ الفرقة على عاتقها الحفاظ على الموروث الشعبي من الفنون على المستويين الخليجي والعربي، كما يشمل نشاط الفرقة مختلف اللوحات الفنية الشعبية للترويج لها والمحافظة عليها.
تعليقات