كما تم تغيير المحمد، التويجري يدعو الناخبين إلى تغيير النواب

زاوية الكتاب

كتب 543 مشاهدات 0


 

القبس

غيّّروهم!
كتب عبدالعزيز التويجري :
 
ما لدينا من ديموقراطية يكفي لأن تنجح الانتخابات بشكل نزيه عن جدارة، ولكن الذي ينقصنا هو ثقافة التغيير، التي لا يتحلى بها الناخب الكويتي، ولا حتى المرشح!
وبذلك تصبح الديموقراطية عبارة عن مصدر عقيم للحالة نفسها، أي: الأشخاص هم الأشخاص، بكل ما يحملونه من تكرار واستنفاد لأفكارهم، وما في جعبتهم من كلام أنفقوه خلال الدورة السابقة على المشاكل والصراعات والمشاحنات، حتى أصبح الصراع تارة بين المجلس والحكومة، وتارة بين اعضاء المجلس نفسه!
والسؤال المحيّر: «لماذا لا نملك طموح التغيير؟!».
للإجابة عن هذا السؤال، ينبغي بنا أن نعود إلى عقلية العائلة وعقلية القبيلة وعقلية الطائفة.. وهكذا. وبعض هذه العقليات قديمة ولم تتبدل منذ زمن بعيد، وبعضها الآخر ـ وللأسف ـ جديدة ظهرت في فترة حديثة نسبيا، مثل الطائفية، فلم يكن عندنا هذا التقوقع في السابق، بقدر ما ظهر اليوم نتيجة انتماءات متعصبة، يبثها بعض المتشددين، ولا ننكر دور بعض الأفكار الخارجية، لدول يجب أن تربأ بنفسها عن مثل هكذا تدخلات في معتقدات الناس وحياتهم الدينية.
وعلى الناخب الكويتي في هذه الانتخابات بالذات دون كل الانتخابات السابقة، أن يدرك أهمية التغيير في هذا التفكير قبل أن يصبح نمطيا مألوفا، ويتحول الى ما يشبه «التعيين» للنواب من قبل عوائلهم وقبائلهم وطوائفهم، وبالتالي فلن نستفيد من الديموقراطية إلا كملمح حضاري في واجهة حياتنا العامة نفخر بها أمام الزائرين!
وأريد أن أسأل الذين طالبوا بتغيير رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد، بادعاء عدم رضاهم على أدائه: لماذا إذاً، لا يغيرون نوابهم للغرض نفسه؟ هل يريد هؤلاء إقناعنا بأن أداء هؤلاء النواب انتقل بالكويت من مرحلة ركود الى قمة الازدهار الاقتصادي والسياسي، ام ان هؤلاء النواب تسببوا ـ على مدى سنوات وجودهم في المجلس ـ في حل المجلس واستقالة الحكومة مرات كثيرة؟!
من جانبه، المرشح نفسه وعندما يتلذذ بطعم المقعد البرلماني ويتحول لقبه من «بوفلان» إلى «طال عمرك»، فإنه لن يتنازل عندئذ بسهولة عن هذه «الأبهة» حتى ولو على حساب البلد ومصالح الوطن.
الأمور القليلة التي كان ينجزها هؤلاء النواب، هي خدمة أبناء دوائرهم الانتخابية على نطاق ضيق، مثل تسيير معاملة، علاج في الخارج، التوسّط في المخافر، وما شابه ذلك من تحويل النائب من موقف سياسي الى نائب خدمات. فهل هذا الذي يريده المواطن الكويتي؟ وهل من المعقول أن سقف مطالبنا وطموحنا بنائبنا وصل الى هذا الحد؟!
***
ومضة:
اقتراح للناخبين بأن يحتفظوا بالشعارات البراقة التي يسطرها المرشحون اليوم على لافتاتهم، كي يواجهوهم بها بعد دخولهم البرلمان.
عبدالعزيز التويجري

 

تعليقات

اكتب تعليقك