الحكومة بعدما خسرت قبيلة العوازم ، خسرت قبيلة عتيبة بشطبها المسلم، برأى الفزيع

 

 

الوطن

ماذا أكثر؟

المحامي نواف سليمان الفزيع

للشاعر الجاهلي دريد بن صمه بيت شعر مشهور بعد تحذيره لقومه في واقعة مقتل أخيه اذ يقول:

أمرتهم امرى بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد

وهذا في ظننا يسري على البعض ايضاً من قومنا!
أما دريد أوباما فقد اختط شعاراً لحملته الانتخابية عنوانه «ماذا أكثر؟» وفي ظننا ايضا ان سياق العنوان يناسب هفوات القرارات الحكومية المستمر.
«ماذا أكثر؟» حتي تصحو الحكومة على الواقع المختلف الذي هي فيه؟
لا تجمعات ساحة الارادة ولا غضب الاقتحام ولا عناقيد الغضب الكثيرة في الصدور لاستياء الناس افاد حتى تصحو على المنحدر الذي نحن متوجهون اليه.
هذا وفي عز الغضب المبرر وبدلاً من علاجه اتت الحكومة لنا بقصة شطب المسلم السياسية شطب المسلم من الترشيح للبرلمان حاله من حال حبس عبيد الوسمي ومحمد عبدالقادر الجاسم وفصل عبدالعزيز اليحيى من ديوان المحاسبة مع حفظ الألقاب للكافة اعلاه.
صار لدينا نهج واضح تجاه السقف العالي اما شطبه من الترشح ان كان عضواً او فصله من الوظيفة ان كان موظفاً او حبسه ان كان محامياً حراً.
الخسارة للحكومة كانت متعددة الأوجه فمن بعد خسارة كل موقف عازمي معتدل مخرجات لقبيلة كريمة هي قبيلة العوازم معروفة بجنوحها ضمن سياق موقاف نوابها للحكومة الى خسارة قبيلة كريمة اخرى هي قبيلة عتيبة ايضاً كانت معروفة بمواقف معتدلة على لسان مخرجاتها من نواب الأمة على مدار تاريخنا البرلماني بخلاف معارضنا فيصل المسلم.
ومن خسارة حقيقة شعار مكافحة الفساد والذي وقعته الحكومة فعلاً لا واقعاً بحسب التصريحات الصادرة اخيراً من مجلس الوزراء والذي اتانا خبر شطب المسلم كفعل ينفي التصريح الى دفع بهدم اول بنيان الثقة مع المجاميع الشبابية بعد ان تحققت مطالبها بحل الحكومة والبرلمان.
صحيح اننا اختلفنا علانية مع تعاطي النائب فيصل المسلم للشأن السياسي لكننا ما اختلفنا معاه على جوهر المبدأ ومن جوهر المبدأ ان المبادرة بكشف شبهة فساد واجبة على كل من يدعي محاربة الفساد حتى ولو كلفه الثمن غالياً.
قلنا للنائب فيصل المسلم اذهب للمحكمة مرفوع الرأس وتهمتك قربان لكشف فساد اطلعت عليه ولم نراك متردداً في ذلك لأن ذهابك شجاعة ستشجع الاخرين للمبادرة في الثورة على الفساد خصوصاً اننا فقدنا الأمل في حكومة شجعت الفساد لحسابات سياسية مرتبطة بصراع على الثروة.
اليوم نقول للحكومة ماذا تريدين ان نقول أكثر تجاه احساسنا بأنك غير صادقة في محاربة الفساد ولم تقدمي الا كل الشواهد المعاكسة؟ لا يمكن ان ندعي الديموقراطية ونرفض ارتفاع سقف حرية الرأي.
ولا يمكن ان ندعي الديموقراطية والسلطة التنفيذية تمارس من خلال نفوذها عملية اقصاء خصومها السياسيين. المعاني الاصيلة للدستور عطلت يوم اعتبرنا الكشف عن شبهة فساد خيانة للأمانة.
ولو قبلنا بأدانة جزائية عن فعل الكشف عن سر مصرفي كما قبلنا بأدانة جزائية عن فعل الاقتحام لمجلس الأمة الا ان النوايا تدخل في المحاكمة السياسية وقد تبرئ او تدين لا كما المحاكمة الجزائية والتي تسقط النص القانوني على الفعل وان كانت تملك من خلال ظروف المتهم سلطة تخفيف العقوبة او تغليظها.
المحاكمة السياسية عن الفعل لها منظور مختلف آخر اذ هي تبحث في المبادئ والقيم الاساسية وتسقطها على الفعل ومبرراته.
ومن باب هذه المحاكمة السياسية نقول ان الحكومة مدانة في شطب المسلم، فماذا تريدون اكثر من هذه الادانة حتى تأتي عواقبها المدمرة ضحى الغد القادم كما حذر شاعرنا الجاهلي.

المحامي نواف سليمان الفزيع