البحر ينصح السلف والإخوان بنبذ الخلافات بينهما ومحاكاة النموذج التركي
زاوية الكتابكتب يناير 15, 2012, 12:42 ص 1066 مشاهدات 0
القبس
زاوية حادة
للسلف والإخوان
بدر خالد البحر
«ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»
(قرآن كريم)
***
يستغرب البعض الحاجز الاسمنتي الموجود بين جماعتين يدينون بالكتاب نفسه، ويتطابقون بأصول العقيدة والسنة! حتى عندما طلبنا من بعض قياداتهما منذ اربع سنوات أن يبادروا لعقد أول مؤتمر يجمع الجماعتين في الكويت لمواجهة المخاطر الداخلية والخارجية، بعد أن كتبنا مقالا عن ذلك سبقه مقال آخر قبل سنة من الأخير، وجدنا ان ردة الفعل كانت باردة، وان الحديث اتجه لابراز أوجه الخلاف بينهما! اننا من غير أن نتعمق في الجانب الفقهي للجماعتين الذي يقودنا لفروقات في بعض المسائل، فان الاختلاف الشكلي بالمنهج واضح جدا، فـ «الاخوان» يكاد يكون حزبا سياسيا صرفا، له قائد ومكتب تنفيذي ومجلس وتشكيل هرمي وتواصل دولي، وان كان غير فاعل جدا، وحزب السلف جماعة منظمة متمسكة بفتوى مشايخها التي توجه تحركاتها السياسية. انه ومن غير الخوض في تاريخ الجماعتين الذي يفصل بين نشأتيهما عقدان من الزمن، والحديث هنا عن الكويت، فانهما قد نجحا نجاحا باهرا في عملهما الخيري الذي طال شتى بقاع الأرض، الا أنهما قد حادتا بدرجات مختلفة عن الاهتمام بالجانب الدعوي في الكويت وتحولتا الى أحزاب سياسية بحتة لا نستطيع أحيانا أن نفرق في ممارستهما بين خيط الشرع الابيض وبين خيط المصلحة الأسود، «فتجدهم قد تمذهبوا ثم تحزبوا»، ثم أنشأوا حاجزا بينهما وبين بقية المجتمع، فنتج عن ذلك فشل ذريع في الانتخابات الماضية بسبب كراهية الناس «لممارساتهم الحزبية، علاوة على قدرة الحكومة على استمالة بعض رموزهم ونوابهم بالمجلس وجعلهم أداة في يدها».
ان تطبيق شرع الله والحكم بكتابه واتباع سنة رسوله هي الحصانة لهذا المجتمع من الفساد والمخاطر، وهي الشعار الأولى أن يرفع قبل التمسك بالدستور، ولأن جماعتي السلف والاخوان هما الأقدر على تنفيذ ذلك، فاننا ندعوهما لتقوى الله وانكار ذاتهما ونبذ الخلافات بينهما كالتي تسببت في فشلهما بالانتخابات الماضية ونجاح تيارات معادية للدين، وندعوهما للاتحاد في دعم مرشحيهما والمرشحين الاصلاحيين من خارج أحزابهما في شتى الدوائر الانتخابية، وننصحهما بمحاكاة النموذج التركي لحزب العدالة والتنمية، المتفرع من حزب الاخوان التركي، الذي قدم برنامجا اصلاحيا شاملا احتوى المجتمع بأسره وتجاوز التركيز على الشكليات الدينية حتى صار مقبولا من شتى أطياف المجتمع، كما نذكرهم بالآية الكريمة «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».
***
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
بدر خالد البحر
تعليقات