البدون والحريات أهم تحديات المجلسين المقبلين، برأى وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب يناير 7, 2012, 1:07 ص 657 مشاهدات 0
الراى
أصبوحة / تحديات المجلسين المقبلين
من خلال تصريحات سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، ومن خلال بعض الإشارات التي ترد من مواقف بعض المرشحين للانتخابات النيابية خصوصاً من فرعيات بعض القبائل، وحرص الحكومة من خلال التصريحات الرسمية على نزاهة الانتخابات، وموقف الناخبين السلبي من انتخاب النواب القبيضة، واهتمام صاحب السمو الأمير بالشباب يشعر كثيرا من الناس بتفاؤل حول المرحلة المقبلة فهم يتوقعون ولو بحذر أن مجلس الوزراء ومجلس الأمة المقبلين سيكونان الأفضل منذ سنوات، وأن الكويت مقبلة على تنفيذ المشاريع التنموية وخاصة في البنية التحتية.
ونحن لا نعترض على هذا التفاؤل ولا ننفي إمكانية هذا التطور المطلوب، لكن الأمور لا تتحقق بالتصريحات والتلميحات ولا بالأماني ولكن بالتنفيذ على أرض الواقع ويجب أن يكون تفاؤلنا حذراً ليس بسوء ظن مسبق ولكن لأن كثيرا من القيادات العربية أعطت الوعود البراقة والجميلة لشعوبها ولكنها استمرت في نهجها القديم.
هناك تناقض أساسي في الكويت بين نهج الأبوية وبين متطلبات التطور والتحديث وبناء الدولة المدنية، وما لم يتم حل هذا التناقض فلن يكون هناك أمل في التطوير أو التقدم في بناء الدولة الحديثة ودولة القانون والمؤسسات المدنية.
هناك الكثير من المكتسبات التي تم التخلي عنها في العقود الماضية وبالأخص السنوات الست الماضية، وعلى رأسها التعدي على دستور الحد الأدنى وافراغه من محتواه، وهناك ديموقراطية منقوصة شبه شكلية تقلص من النظام البرلماني السليم وتزيد كل يوم تحصين النظام الرئاسي على عكس ما هو مذكور بالمذكرة التفسيرية وعكس ما يفترضه التطور الديموقراطي، وهناك نظام انتخابي يحتاج إلى إعادة النظر والإصلاح.
والكويت تملك صمامات الانفراج والإصلاح ولديها أسس كفيلة بإخراجها من أزماتها فيما لو استخدمت بحكمة وخاصة في ظل التغيرات الحاصلة في العالم والعالم العربي وفي ظل الأخطار الأقليمية والدولية وفي ظل أزمة اقتصادية رأسمالية بنيوية خانقة.
فهل سيتمكن المجلسان المقبلان من حل معضلة البدون المزمنة؟ وهل سيعيدان الاعتبار للحريات المستلبة؟ وهل سيتمكنان من إصلاح التعليم وتطوير الخدمات الصحية؟ وهل سيسعيان للحفاظ على ثروتنا واستثمارها استثماراً بعيد المدى؟ وهل سيعملان على حل مشكلات المرور وغلاء المعيشة وارتفاع أسعار الإيجارات وتطوير التعاملات الإدارية؟ وهذا غيض من فيض.
وليد الرجيب
تعليقات