حسن العيسى ينهى عن المكابرة في مسألة الاتجار بالعمالة والكفالات
زاوية الكتابكتب يونيو 19, 2007, 8:01 ص 418 مشاهدات 0
لا داعي للمكابرة
19/06/2007 لا معنى للردود الرسمية وغير الرسمية المتشنجة على تقرير وزارة
الخارجية الاميركية بوضع الكويت على القائمة السوداء للاتجار بالبشر، فليس
للخارجية الاميركية عداوة وضغينة مع الدولة الكويتية. وليس من مصلحة الادارة
الاميركية ان تختلق قصصا وروايات عن انتهاكات مزعومة لحقوق الانسان في
الكويت، سواء تعلق هذا الامر بأوضاع العمالة الخاصة او بحقوق الانسان بصفة
عامة، فالكويت دولة صديقة وحليفة للولايات المتحدة، ومن غير المعقول ان
'تتبلى' الخارجية الاميركية على الكويت من دون سبب. فلنهدئ قليلا من روعنا،
ولنتمالك انفسنا بدلا من الردح في التصريحات غير المجدية.
فقبل اي امر لنطالع واقعنا كما هو من دون رتوش ودون ردود فعل نفسية غير
متوازنة حين يأتي ذكر الكويت في قضايا حقوق الانسان، فلسنا عميانا لانرى
الواقع الذي نحياه، ولا تجوز المكابرة في حقائق مرة لاينكرها اثنان عاقلان،
وقائع نعرفها جيدا قبل ان يذكرها تقرير الخارجية الاميركية، فلدينا تجارة
بالبشر في ابشع اشكالها وصورها، وسبقت الصحافة الكويتية ذكرها التقرير
الاميركي بسنوات طويلة، فهل هناك من ينكر ان لدينا تجار اقامات بالمئات ان لم
يكن بالآلاف؟، ولم يكن غريبا ان نعرف عن شركة معينة لا تباشر اي نشاط،
استصدرت - على ما اذكر- 14 ألف اقامة لعمالة وهمية، كانت تقايض الكفالة بمئات
الدنانير من عمال بؤساء لم يملكوا غير احلامهم في عيش مستور. وليس جديدا ان
نعرف ان 'اكبرها واسمنها' متورطون في تجارة الاقامات، وان تلك التجارة اضحت
عرفا مقبولا لم يعد يستهجنه الضمير لدى الكثيرين، وهم يدركون ان حكم القانون
لا يمكن ان يطالهم وهم خلف اسوار محصنة بطوب شريعة الواسطة والمحسوبيات
والرشوة واستغلال النفوذ. وليس جديدا علينا ادراك مأساة واقع العمالة
المنزلية، وخصوصا عندما يتعلق الامر بالنساء الاسيويات حين امتدت خدماتهن من
تربية اطفال وخدمة منزلية على مدار الساعة دون تحديد ساعات العمل وايام
الراحة او وضع حدود دنيا للاجور، الى بيع اجسادهن برضاهن احيانا او غصبا عنهن
في احايين.
كان رد وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح على التقرير متوازنا الى حد ما اذا
ما قارناه بالردود الاخرى، لكن هذا لا يمنع ان نقر بالخطأ، ونتعهد بالعمل
لاصلاح الوضع، ولن يمكن هذا دون التفكير جديا في إلغاء نظام الكفالة والبحث
عن بدائل له، فهذا النظام ليس الا صورة حديثة مقننة من صور العبودية.
حسن العيسى
القبس
تعليقات