أحمد شمس الدين يكتب 'سواد ويوه'

زاوية الكتاب

كتب 440 مشاهدات 0


بدون مجاملة 'سواد ويوه!' 19/06/2007 أحمد شمس الدين لطالما حذرنا و'كتبنا ما كتبنا، ويا خسارة ما كتبنا' من ان استغلال البشر، لاسيما فئة العمالة بشكل عام والمنزلية منها بصورة خاصة، وبشكل لا انساني، وبأسلوب اقرب ما يكون الى الحيواني 'البحت' سيؤدي بسمعة الكويت في مجال احترام حقوق البشر الى الدرك الاسفل والاسود، 'ولكن عمك أصمخ وما يشوف وما يحس وما يدري الله وين حاطه'!. أعطونا بلدا في العالم المتحضر وحتى المتخلف توجد فيه ظاهرة طيران الخدم من الادوار العليا في العمارات السكنية ليكون الموت ارتطاما مصيرهم المحتوم، اعطونا شبيها لما يحصل للعمالة المنزلية من سوء معاملة واهانة بليغة تصل الى حد حرمان هذه الشريحة من المأكل والمشرب في بلد يعتبر من اغنى بلاد العالم، والى تشويه وجوه الخادمات، وقص شعورهن، وحرقهن بالمكواة، وأمثلة الامتهان البشري كثيرة لا تعد ولا تحصى في بلد دينه الاسلام السمح العظيم، وفيه من الاخيار الحريصين على تطبيق الشريعة السمحة، وما اكثرهم ولله الحمد. في رأينا المتواضع انه لو كانت لدينا ادارات متخصصة تتبع وزارة الداخلية والشؤون ولجان حقوق الانسان، وهنا نركز على كلمة 'متخصصة' أي متفرغة تمام التفرغ، اي ادارة اوجدت لحفظ ماء وجه الكويت في حقل المحافظة على حقوق العمالة الوافدة بما يرضي الله والضمير، لا ادارة اوجدت للروتين والبيروقراطية 'والرزة والكشخة' الفاضية! نقول لو توافرت تلك النوعية من الادارات المتميزة والمقتدرة، وقامت بمتابعة كل صغيرة وكبيرة من الاهانات المفرطة التي تتعرض لها العمالة الوافدة بعموم اصنافها وشرائحها وجنسياتها، وتوافر لدينا في الوقت نفسه مسؤولون ضميرهم حي، تهمهم مصلحة هذا الوطن الذي ابتلاه بنوعية ديكورية من بعض كبار القوم ممن يفضلون جملة 'كل شي زين طال عمرك'، وحرق البخور والنفاق بمناسبة او بدون مناسبة، اما مصلحة الكويت وسمعتها في حقل المحافظة على حقوق البشر الوافدين وآدميتهم، فإنهما جاءتا ومع الاسف الشديد في ذيل ذيل ذيل اهتماماتنا الرسمية، حتى وصلنا الى مرحلة ادراجنا ضمن الدول التي تمتهن احتقار آدمية البشر، والدليل التقرير السبة، الذي اتحفتنا به الخارجية الاميركية عندما ادرجت الكويت ضمن 16 دولة في العالم على اللائحة السوداء للاتجار بالبشر! هل يأذن لنا بعض نواب الردح الكلامي بسؤالهم عن دورهم حيال هذا الامر الحساس المتعلق بسمعة الكويت في حقل احترام آدمية البشر، وهل سمعوا وتابعوا الاحصائيات التي تمتلئ بها بعض مخافرنا ومحاكمنا المنتشرة في عموم المحافظات الست، ام انهم منشغلون بأمور هامشية، جانبية، شخصية، ديوانية، مفاتيحية، لا يستفيد منها هذا الوطن الذي ابتلاه رب العالمين بنوعية من بعض النواب همهم الوحيد لا يتعدى حدود عتبة الباب والديوانية والمضارب وتسفير الربع الى السياحة العلاجية في الخارج؟! أبعد هذا وذاك وذياك من سواد الوجه الذي تتسبب به بعض الاسر بحق شريحة الخدم والعمالة الوافدة، وما سطر بحقنا من الخارجية الاميركية التي تصلها التقارير من بعض سفارات دول العمالة الوافدة نأتي ونقول إن لدينا ادارات متخصصة في متابعة مشاكل الخدم، ومن في حكمهم، وإن لدينا ايضا نوابا تهمهم مصلحة الكويت، ولا ينظرون الى جيوبهم وارصدتهم التي انتفخت فجأة واوداجهم 'الوارمة'. والى بعض النوعيات من المسؤولين ممن يجيدون حرق البخور والصرف على العطور في ممرات ودهاليز وزاراتهم ودوائرهم ومؤسساتهم وشاليهاتهم، وعلى حساب ومصلحة السواد الاعظم من هذا الشعب الذي ابتلاه رب العباد بجوقة وصلت رائحتها خارج حدود هذا الوطن المسكين؟! رفقا بالكويت يا سادة يا كرام، وكفانا تقارير أهم سماتها 'سواد الويوه'، وفكونا يا نواب الردح من عنترياتكم الماصخة، وبطولاتكم الفاسدة، وحروبكم المصطنعة تحت قبة البرلمان وانتم تواجهون الوزراء، الا انكم في الخفاء تتوسلون وتبوسون الخشوم لزوم مصالحكم ومصالحكم فقط لا غير.
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك