هناك مخطط، برأى سالم السبيعي، لجعل مجلس الأمة برنامج فكاهي هزلي أو ستار أكاديمي

زاوية الكتاب

كتب 763 مشاهدات 0



الأنباء

 
مرشحونا.. ستار أكاديمي

هل بدأت المرحلة الثانية لهدم الديموقراطية في الكويت؟ هل فشل تحطيمها من خارج مبنى مجلس الأمة؟ أو كانت تلك خطوة أولى، فلجأوا لنخرها من داخل أحشائها، ومن مكوناتها، لا تسألوني من هم، فأنا شخصيا لا أعلم، سألت الأخ صالح الفضالة (زميل الدراسة) عن سبب عزوفه عن العمل النيابي وهو في قمة نجاحه فأجاب: أين هو العمل النيابي؟
بدأت المرحلة الأولى في خصي الديموقراطية حتى لا تنجب، بالجدل العقيم داخل قبة عبدالله السالم ثم التشابك بالأيدي، ثم التشكيك بالذمم والأمانة والطعن بكل شيء، وكأن الوطن خال من الشرفاء، ثم استخدمت كل الوسائل من مال سياسي، ودعم لوجستي، إلى فتح المجال لمن هب ودب ليصدر صحفا ويفتح محطات تلفزيونية. وباسم الديموقراطية، وحرية الكلمة، اشتعلت المعارك الكلامية بوسائل الاتصالات المختلفة، وأصبحت الألسنة بذيئة، لا احترام لكبير، ولا توقير لمقام، ولا التماس لعذر أخيك، أصبحنا كاختلاط الزيت بالماء لا نندمج مع بعض والسبب سموم المرشحين ثم النواب ففي سبيل النجاح تستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، المحللة والمحرمة، المهم النجاح في الانتخابات ومن بعدي الطوفان.

من أسماء المرشحين ـ ولن أقول ومن أشكالهم ـ بل «الكاريزما» ومن كلامهم وندواتهم انتابني شعور بأن المرحلة الثانية من تحطيم الديموقراطية الكويتية قد بدأت وهي النخر من الداخل. وهناك مرشحون

نعم ينجحون في التمثيل بمسرحية فكاهية، أو كاميرا خفية، أو صدق أو لا تصدق، أو برنامج من حياة الشعوب، لكن أن يفكروا في الترشيح لموقع حساس يحتاج لمواصفات معينة للتشريع، للرقابة، لإدارة ونهضة وطن، دون مقدمات أو مرحلة وسطية تغربل وتصفي فهذا جنون أو مؤامرة.

هل كويتنا الغالية العظيمة التي صنعها رجال قهروا البر والبحر تسلم بيد هؤلاء؟! إن هجمة بعض هؤلاء البسطاء، ليست مصادفة، بل أمر مدروس ومخطط له، لجعل مجلس الأمة برنامج فكاهي هزلي أو ستار أكاديمي يختلط فيه الجد والهزل، بل يطغى الهزل على الجد، ويصبح هايد بارك عربيا، ويصبح أضحوكة للعالم، ثم نستعر منه، ونخجل من انتمائه لنا، ثم نتبرأ من الديموقراطية جملة وتفصيلا، فمثلما يوجد هؤلاء المرشحون هناك مئات الناخبين لا يأخذون عملية الاقتراع بمحمل الجد، سيقول قائل: هذه حرية وحق لكل مواطن الترشيح. نعم كذلك حقه أن يمارس الرياضة والتمثيل والغناء ولكن لماذا لا يتقدم ليمثل الوطن بالرياضة، أو التمثيل أو يغني بالإذاعة، لأن هناك من يقول له مواصفاتك ومؤهلاتك لا تسمح لك بالتقدم، وبذلك تقي الوطن والمواطنين من نشازه، إن مسؤولية تمثيل الأمة ليست مزاحا أو نكتة، إنها مسؤولية لو تعلمون عظيمة.

«اللهم احم الكويت من أعدائها، واحفظ شعبها من سفهائها».

تعليقات

اكتب تعليقك