الهجمة على الحريات الإعلامية، هل يقبل بها ناصر المحمد
محليات وبرلمانوزراء بالكاد يفكون الخط، فكيف يراقبون الانترنت؟
فبراير 5, 2008, منتصف الليل 820 مشاهدات 0
هناك هجمة على الحريات الصحفية تداولتها الصحافة الصادرة اليوم، فمن قرارات بالرقابة المسبقة على الأعمال الفنية أصدرها وزير الإعلام، إلى تصريح للمحيلبي- وزير الأوقاف والمواصلات- بمراقبة المدونات والمواقع الالكترونية، طبعا كلا الهجمتان تبرران الضبط والضوابط مضافا إليهما ما ذكره المحيلبي من حماية 'ثوابت المجتمع'. ولكن ما هي القصة الحقيقية وراء الهجمة على الحرية؟
القصة لم تبدأ بما صرح به وزير الأوقاف ووزير الملااصلات عبدالله المحيلبي، القصة أن هناك من تذمر من النشر الالكتروني وهي جهات ثلاث:
1. جهة تضررت بعد أن دفعت ملايين في صحفها المطبوعة، وواضح لها بأن المطبوع لن يكون له نفس المردود الذي توقعته حين صدرت، فملايين ضخت وتضخ ولكن الخبر بكل حرية ينساب على الشبكة العنكبوتية قبل وصوله للمطبعة بساعات، فتراجع المطبوع لصالح الرقمي، وهو في تراجع مستمر يوما بعد يوم.
2. جهة لها معارك شخصية مع هذا الطرف أو ذاك، وهي تسعى دون هوادة ولا 'ركادة' لإشعال النار ومحاولة إحراج الحكومة، وهي جهة تريد ضرب مسيرة الإصلاح التي ينتهجها سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح. وتحاول هذه الجهة أن توغر صدور المسئولين على هذه المدونة أو تلك، أو أن تتقول على هذا الموقع أو ذاك لتقدم الحكومة على سياسة لا تحمد عقباها بالتعامل 'المتخلف' مع مواقع الانترنت.
3. هناك شخصيات عليا ومسئولين كبار تضرروا مما تكتبه الصحافة الاكترونية، وهي حانقة منذ صدور المعلومات بكل حرية وشفافية، فبدأت بتشكيل 'لوبي' لوقف الصحافة الالكترونية.
وقد بحث 'المتضررون' لخوض هذه المعركة عن أكباش فداء، فكان ولا يزال الوزير المحيلبي رأس الحربة في هذا الهجوم لأنه باختصار لا 'يفقه من الأمر شيئا'، ويظن أنه يمكن أن يكون أكثر تقدما تكنولوجيا من الولايات المتحدة الأمريكية والصين اللتان لم تستطيعا وقف أي من هذه المواقع إلا بحجبها، فهل تقدم حكومة 'ناصر المحمد' للإصلاح على الحجب في زمن الإصلاح والشفافية وعدم إخفاء الحقائق؟
الحل الوحيد بالحجب:
كل ما يستطيع المحيلبي فعله هو حجب المواقع الالكترونية التي لا تعجب 'المعازيب'، لا أكثر ولا أقل، ولكن المخجل أن تحجب المواقع بدون سبب مقنع، وبدون تحديد أسباب وأخبار معينة نشرتها هذه المواقع، وسوف يصبح الحديث عن الحرية والشفافية ضرب من الاستغفال والتذاكي لو تم مثل هذا الأمر المتخلف.
ولذا فإن الذين يريدون بالإصلاح خيرا، ويريدون لحكومة ناصر المحمد أن تكون إصلاحية بحق، يتمنون ألا يقدم المتخلفون 'عقليا وتكنولوجيا' على فرض رقابة على المواقع بحجبها، وللناس أن تبين الغث من السمين، وما لا ينشر الحقيقة من هذه المواقع فإن المتصفح سوف يصد عنه، ويذهب لما هو أفضل وأصدق.
الحجب أفضل دعاية::
لا شك بأن هناك مواقع تتمنى الحجب من قبل وزارة المواصلات، لأنه ذلك يعطيها دعاية مجانية فكل 'ممنوع مرغوب'، ولمعرفتها بسهولة تجاوز الحجب وهي سهولة قد لا تدركها القوى المتخلفة 'عقليا وتكنولوجيا'، لذلك من المتوقع أن تقوم بعض المواقع قبيل سياسة الحجب بتجاوز كل الخطوط الحمراء لتعطي 'مبررا' بانتهاج سياسة الحجب المتخلفة.
الحريات مؤشر الإصلاح:
وهذه بدهية يعرفها القاصي والداني، ولا شك أن سمو رئيس الوةزراء يعرفها أيضا، ويعرف بتجربته أن سياسات الحظر والحجر تعكس سياسة مبطنة بإخفاء الحقائق، وهو ما لا يتوائم ويساير فلسفة الإصلاح التي انتهجها، لذلك فإن نقل الموضوع لسموه بموضوعية وصدق يكفل الحريات، ويوقف هجمة المتخلفين'عقليا وتكنولوجيا' التي ستسبب حرجا كبيرا لحكومته ولسياسة سموه في الإصلاح.
تعليقات