حالة الهدوء فى المجلس الجديد لن تدوم أكثر من 6 أشهر، برأى ذعار الرشيدي

زاوية الكتاب

كتب 512 مشاهدات 0



الأنباء


 
لعبة كبار!
الجمعة 30 ديسمبر 2011 - الأنباء
      
يتحدثون عن نسبة التغيير المحتملة للمجلس القادم ويقدمون القراءات والتحليلات لكل دائرة وكل يفتي بحسب اطلاعه وعلمه، ولكن وعلى الرغم من أنه من المبكر جدا إصدار حكم على شكل المجلس القادم وما إذا كان سيكون مجلسا أغلبه معارض أو أغلبيته حكومية، إلا أن الحقيقة الماثلة بين ايدينا الآن أن شيئا ذا قيمة محسوسة لم يتغير خلال الشهر الماضي الذي حفل بمتغيرات سياسية شبه جذرية سبقتها أحداث متسارعة.
تغيير الأسماء والمناصب وحتى التغيير الجزئي المنتظر أو النسبي كما يحلو للبعض تسميته لن يغير من واقعنا السياسي شيئا يمكن أن نقول انه تغيير سينقلنا من حال إلى حال، كل ما هنالك وبحسب وجهة نظري أن التغييرات التي حصلت ستنقلنا من حالة غير مستقرة إلى حالة شبه مستقرة فقط، فالمنظور القريب لا ينبئ أبدا بحالة من الاستقرار السياسي تظهر في أفق مشهدنا السياسي.

التغيير الذي حصل كله هو تغيير مراكز، ولكن اللعبة ذاتها لاتزال مستمرة رغم توقف اللاعبين، وأعني لعبة الصراع على النفوذ والتي ستعود بثوب جديد وشكل جديد وقواعد جديدة للعبة بعد أن ينتهي الوقت المستقطع، فما حصل ليس بأكثر من تهدئة مشوبة بالحذر بين الأطراف، أو لعلها هدنة تم توقيعها من الأطراف المتصارعة بقلم من رصاص يمكن أن تمحى بأسرع من لمح البصر، على الأقل بانتظار ما ستسفر عنه الانتخابات المقبلة، فطرف سيخسر نائبين أو ثلاثة وطرف آخر سيكسب نائبا جديدا أو نائبين وطرف سيخرج من الانتخابات بأقل قدر من الخسائر أو لعله يحتفظ بذات عدد النواب.

القراءة الأقرب إلى الواقع الآن هو أن حالة الهدوء ستستمر لمدة 6 أشهر بغض النظر عن حجم التغيير في المجلس، وستظل الكتل السياسية والنواب والأطراف المتصارعة في حالة ترقب بانتظار الخطوة الأولى التي سيقدم عليها اي طرف، وسينتظر الجميع طريقة تعاطي الحكومة مع الجميع فإذا كانت تقف على مسطرة واحدة من الجميع وهو المنتظر من حكومة جابر المبارك فسيستمر الهدوء المشوب بالحذر مسيطرا، ولكن متى ما أحس طرف ما أن الحكومة مالت إلى طرف آخر وهو ما لا نأمله فسيشتعل المشهد السياسي من جديد.

ما حصل في الشهر الجاري هو إعادة الجميع إلى مربع الصراع الأول، والحقيقة أننا نحن الشعب البسطاء أو الأغلبية الصامتة التي يعول علينا ان نقدم التغيير في صناديق الانتخاب كنا أصلا خارج اللعبة الأولى التي انتهت باستقالة الحكومة السابقة وسنكون خارج اللعبة القادمة متى ما انطلقت، فالقصة هي صراع كبار في النهاية وشئنا ام ابينا سيعود مرة أخرى، ما لم تتم إزالة أسباب وجود الصراع أصلا الذي عايشناه على مدار 6 سنوات.

توضيح الواضح: عندما تذهب لتصوت في يوم الاقتراع لا تفكر في ابن قبيلتك ولا ابن فئتك أو منطقتك أو طائفتك، فكر في أبنائك جيدا، واعلم جيدا أن المجلس المقبل إما ان يكون للكويت أو عليها، وإن كنت لا تعرف لمن تصوت وستذهب لمجرد التصويت فقط فنصيحة أخوية لا تذهب في يوم 2 فبراير والأفضل أن تأخذ أبناءك في نزهة على الأقل «ونسهم» بما أنك ستخرب عليهم مستقبلهم بتصويتك العشوائي.

 

 

تعليقات

اكتب تعليقك