من اسكت الانترنت في الشرق الاوسط .. نظرية المؤامرة في الواجهة ؟!
عربي و دوليفبراير 5, 2008, منتصف الليل 434 مشاهدات 0
سلطت بوابة اسلام اون لاين الاخبارية في تحقيق لها الضوء على قضية انقطاع الانترنت عن المنطقة قبل ايام محاولة الاجابة على تساؤل ملح هول هوية من يقف وراء قطع الكابلات البحرية الموصلة لشبكة الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط والقادمة من أوروبا؟ مستحضرة نظرية المؤامرة خاصة بعدما انقطع الكابل الواصل بين دولتي قطر والإمارات ليصبح رابع كابل يتعرض للإعطاب بالمنطقة في أقل من أسبوع واحد.
فقد أعلن الأحد في قطر عن انقطاع الكابل البحري الواصل بين جزيرتي 'هالول' القطرية و'داس' الإماراتية، وتم تحديد زمن وقوع العطب بيوم الجمعة، حسبما ذكر عادل المطوع رئيس شركة قطر للاتصالات ليصيب خدمات الإنترنت باضطراب واسع، حيث انخفضت قدرتها لما دون 40%، وكان يمكن لها أن تتوقف تماما لولا توافر عدة بدائل أخرى.
وكانت شركة فلاج فالكون المتخصصة في خدمات الإنترنت قد أعلنت السبت عن انقطاع خط ثالث يصل بين الإمارات وسلطنة عمان، دون أن تحدد الشركة التوقيت الذي تعرض فيه الكابل للانقطاع، مما عزز الشكوك حول وجود شبهة تعمد وراء انقطاع الكابلات البحرية الموصلة للإنترنت.
وأصدرت شركة 'دو' الإماراتية للاتصالات بيانا الجمعة قالت فيه: إنه بعد حادث القطع الذي تعرض له كابلا FLAG Europ-Asia وSEA-ME-WE4، بتاريخ 30 من يناير الماضي على بعد 12 كيلومترا شمال الإسكندرية، وردت للشركة معلومات حول حادث انقطاع لكابل 'فالكون' التابع لـ'فلاج' والذي يقع في الخليج العربي بين الإمارات وعمان.
ولفتت 'دو' إلى أن هذه التطورات الجديدة تسببت في زيادة التعقيدات من جراء القطع الذي تعرض له كابلا FLAG Europe-Asia و SEA-ME-WE4، وهما من أصل ثلاثة تمر عبر قناة السويس إلى آسيا إلا أنه لم يتم تحديد سبب القطع الجديد وموعده بالتحديد.
ونظرا لطبيعة وجغرافية شبكة كابلات الألياف الضوئية الموصلة لشبكة الإنترنت في المنطقة، فإن مصر تعد نقطة تجمع لهذه الشبكة، حيث إن الكابلات التي تربط أوروبا بجنوب آسيا وجنوبي غربها تشق طريقها عبر البحر المتوسط ثم عبر قناة السويس.
شكوك وتساؤلات
وكانت الشكوك قد ثارت حول حقيقة وأسباب انقطاع الكابلين الموصلين للإنترنت إلى الشرق الأوسط من أوروبا، حيث يصلان بين جزيرة باليرمو الإيطالية بالشواطئ المصرية ثم يمتدان إلى آسيا عبر قناة السويس، حيث تصاعدت التساؤلات بعدما انقطع الكابل الثاني البديل للكابل الأول الأصلي مرة واحدة دون سبب واضح ومقنع.
وقد أصيبت اتصالات شبكة الإنترنت وخدماتها باضطراب واسع في عدة دول في الشرق الأوسط من بينها الأردن ولبنان، وتأثرت أيضا دول الخليج العربي بهذه الأعطاب، ووصل التأثير إلى الهند شرقًا، فضلا عن مصر التي انخفضت قدرات الشبكة فيها عن 70%. في المقابل، تم ربط العديد من دول آسيا التي تعتمد على خطوط الكابلات التي تصل من أوروبا عبر قناة السويس بخطوط بديلة عبر اليابان والولايات المتحدة.
وبرزت أكثر 'نظرية المؤامرة' مع انقطاع الخط الثالث الواصل بين الإمارات وسلطنة عمان، لكن مع انقطاع الخط الرابع لم يعد هناك مفر من البحث عن الفاعل ودوافعه، وطريقة إعطابه للكابلات، وتراجعت بالأحرى استبعاد أي فرضية أخرى.
وصرح طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، أنه لم يتلق حتى الآن أي رد من وزارة النقل بشأن التحقيقات التي قالت إنها سوف تجريها، للتأكد من صدق ادعاء شركة فلاج المالكة لأحد الكابلين المعطوبين، والتي اتهمت إحدى السفن بالتسبب في هذه الأعطاب، حسبما ذكرت صحيفة 'المصري اليوم'.ورجحت التفسيرات –قبل عطب الكابلين الثالث والرابع في الخليج– أن تكون إحدى السفن قد تسببت في قطع الكابلين البحريين، حيث إن السفن عادة ما تلجأ لإلقاء الهلب قبل أن تصل إلى المرسى بحوالي 5 كيلومترات لكي يساعدها ذلك في التوقف عن الحركة.
يذكر أن الهلب الخاص بالسفن يتم إلقاؤه عادة بزاوية 45 درجة في المياه، ويقوم الهلب بكسح أي شيء أمامه في قاع البحر على مدى تلك المسافة، كما تقوم بعض السفن بإلقاء الهلب للحفاظ على توازنها في حال سوء الأحوال الجوية.
وقالت الصحيفة المصرية أنه على الرغم من أن قيادات وزارة الاتصالات (المصرية) استبعدت نظرية المؤامرة في قطع الكابلين يوم الأربعاء الماضي، لكنها قالت إن الوزير الدكتور طارق كامل رفض التسليم باتهامات شركة فلاج لإحدى السفن بالتسبب في الحادث، وأنه 'عاد ليكون أكثر ميلا لوجود شبهة تعمد فيما يحدث بعد قطع الكابل الثالث'.
البحث عن إجابة
ونقلت الصحيفة عن الوزير قوله: 'الموضوع يبدو أنه كبير وخطير وغير مسبوق، وبرغم أنني لا أميل نحو التسليم بنظرية المؤامرة في مثل تلك الحالات، لكن العطب الذي أصاب كابلا ثالثا يثير علامات استفهام يجب البحث لها عن إجابة، برغم أن مصر لن تتأثر بانقطاعه'.
وفيما لا يزال الغموض يكتنف سلسلة انقطاع الكابلات البحرية المغذية لمنطقة الشرق الأوسط بشبكة الإنترنت، صرح بوب فليتشر مدير المبيعات في القسم العالمي لشركة رينيسيس المتخصصة في خدمات مراقبة وحلول الإنترنت حول العالم أن إصلاح أي عطل من النوع الذي يتم الحديث عنه في الكابل البحري قد تستغرق أسابيع عديدة، وذلك بسبب التعقيدات التقنية التي تنشأ نتيجة هذه الظروف.
وعدد فليتشر في حديث لموقع CNN بالعربية الأسباب التي قد تكون خلف الحادث انقطاع الكابلين الأولين، وقال: 'إن زلزالا قد يسبب مشكلة مماثلة، لكن المنطقة لم تسجل نشاطات مماثلة، مما يرفع احتمال أن يكون الأمر ناجما عن قيام سفينة بإلقاء مرساتها في قعر البحر أو عن عمليات الصيد'.
وقال الخبير التقني: إن الهند شهدت في السابق حادثا مماثلا، تسببت به عمليات الصيد بالديناميت، فيما تعرضت تايوان لأزمة كبرى جراء الزلزال الذي ضربها قبل عام.
لكن مع انقطاع الكابل الثالث والكابل الرابع بعد الأول والثاني في مدى زمني ضيق جدا وبتوال مدهش في خلال خمسة أيام، فضلا عن تركزه في منطقة الشرق الأوسط وشل الخدمات المالية المؤسسة على الاتصال بشبكة الإنترنت، وخدمات أخرى ذات علاقة، أثار ذلك عدة تساؤلات تبدأ بأدوات الاستفهام: من؟ ومتى؟ وكيف؟ ولماذا؟
وزادت وتيرة التساؤلات في دول الشرق الأوسط في الوقت الذي لم تتعرض كابلات الإنترنت الخاصة بإسرائيل لأي سوء في الوقت الذي تعرضت لبنان والأردن ومصر لهذا القطع.
ولفت إيرل جيميانسكي -وهو خبير تقني أشرف على إعداد دراسة حول الحالة- لموقع سي إن إن بالعربية: 'إن رصد الأعطال تم من خلال ملاحظة اختفاء دول بكاملها عن الخارطة التي توضح شكل تدفق الإنترنت'، ورأى أن 'ما حدث كان من دون شك نتيجة أمر ضخم كما حدث بعد هجمات 11 سبتمبر'، في إشارة إلى ما سببه ذلك من اضطراب قوي في البورصات والمؤسسات المصرفية العالمية
تعليقات