العياف تتهم البصيري بإخراج مسرحية ضد الحكومة بدأها بالاعتصامات
زاوية الكتابكتب ديسمبر 29, 2011, 12:34 ص 912 مشاهدات 0
الأنباء
ضد الحكومة.. مسرحية أخرجها وزير حدسي!
ناقشت في مقالاتي الأخيرة الأسباب والعوامل التي أدت إلى تغيير المشهد السياسي، على النحو الحالي، حتى اننا بتنا الآن بانتظار ما يفرزه الصندوق الانتخابي في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وكان من رأيي ـ ولايزال ـ أن الصراع السياسي الكريه الذي عاشته الكويت مؤخرا، وادى إلى تغيير هذا المشهد، قد اختلط فيه الحابل بالنابل، ودخلت على الخط أولويات، وأجندات أبرزها جماعة حدس، التي شرعت قبل ثلاث سنوات بتنظيم جميع «الاعتصامات الشوارعية» التي قادها اتحاد الطلبة الائتلافي، وهم يفخرون أنهم اول من أطلقوا كلمة «ارحل» على القاموس السياسي الكويتي، فيما يعتبر تمهيدا محترفا من قبل هذه الجماعة المنظمة للوصول إلى كلمة الربيع العربي التي قالتها أربعة أنظمة سياسية حتى الآن «والحبل على الجرار»، وان كنا هنا في الكويت ـ استثناء ـ لن نعرف مثل هذا الربيع، فالوضع يختلف، لأننا هنا لدينا «العيش»، والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، ولدينا الحرية والديموقراطية وتداول السلطة.
أول ملامح عملية تمهيد «الرحيل» تمثل في توالي الاعتصامات بطريقة منهجية، فقد كانت تظهر في مواسم وتختفي في أخرى، لكن كان الاعتصام من أجل «كادر البترول» هو «الشرارة» التي انطلقت لمحاصرة الحكومة السابقة من كل ناحية، وبعدها انفرط عقد الاعتصامات حيث اندلعت في كثير من مؤسسات الدولة، ووصلت في النهاية الى حد انها أدت إلى سقوط الحكومة.
لعل هذا يذكرنا بالتجربة الإيرانية، حيث ثبت ان سقوط «الشاه» لم يكن مصادفة، إنما تم بفعل جملة من العوامل أبرزها: اثقال كاهل الدولة عبر اقرار زيادات ومعاشات بشكل مبالغ فيه، مما ادى إلى افلاس الخزينة العامة، ثم جاءت بعد ذلك بقية العوامل التي قضت على البقية الباقية من الدولة، وهو ما مهد لظهور حكم الملالي الإيراني.
إذا عدنا الى التجربة الكويتية، فإننا نجد ان رابطا كبيرا بين ما حدث من حراك سياسي كانت حدس طرفا أساسيا فيه، وبين تلك الاعتصامات الفئوية التي حدثت وبين التجربة الايرانية المشار إليها.
اذا عقدنا مقارنة بين التجربتين الإيرانية والكويتية فسنجد ان هناك رابطا أساسيا بينهما، فقد كانت «حدس» طرفا أساسيا فيما حدث من حراك سياسي، كما ان الكويت عانت تماما من الاعتصامات والاضرابات التي شلت البلاد لفترات طويلة، ولكن الأخطر من هذا هو ما نكشف عنه الآن ـ وسبق ان أشرنا إليه ـ وهو ان أطرافا في الحكومة ضد الحكومة، فقد تناقلت الأوساط السياسية ان الوزير البصيري هو من أوعز إلى رئيس نقابة النفط بالاضراب، بعد ان نقل له موقف مجلس الوزراء من الداخل، الرافض لمثل هذه الزيادات، ومن ثم طلب من رئيس النقابة القيام بالاضراب للضغط على الحكومة حتى ترضخ.
كانت «مسرحية» كبرى، بطلها البصيري، وأكبر دليل على اخراجها الرديء هو تبريره اللامنطقي لهذه الزيادة انها لن تكلف الاقتصاد الكويتي شيئا «لأنها تدفع من ريع البترول»!
لقد كانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد، فمن بعدها انفرط عقد المؤسسات وتوالت الاعتصامات، وها هو شاهد من اهلها المرشح محمد الدلال، يشهد بذلك، خلال حديثه مع صحيفة «الوطن»، حيث أشار الى انهم هاجموا الحكومة رغم وجود وزير حدسي فيها، وهو ما انكره الحدسيون كثيرا أن البصيري محسوب عليهم.
في اعتقادي اننا كنا ومازلنا أمام مأزق كبير، مأزق كريه، تعيشه الكويت الآن، لأن هذا الوزير نفسه مازال يتمتع بالثقة! وما يعمق الأزمة ايضا هو سباق الاخوان الحالي الى المجلس ودخولهم في تحالفات مع جميع القوى الحالية، لتحقيق أجندتهم السياسية كما حدث في كثير من البلدان العربية ولا عزاء لنا، نعم لا عزاء لنا، اللهم إلا خروجنا جميعا لاسقاطهم مرة ثانية عبر صناديق الاقتراع!
.. والعبرة لمن يتعظ!
تعليقات